23 ديسمبر، 2024 5:32 م

دعوة لدعم ومناصرة النساء اليزيديات (الايزيديات ) المرشحات للدورة الانتخابية البرلمانية الثالثة

دعوة لدعم ومناصرة النساء اليزيديات (الايزيديات ) المرشحات للدورة الانتخابية البرلمانية الثالثة

مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية لدورته الثالثة وانطلاق الحملات الدعائية باشر اكثر من 60 مرشحا يزيديا ( ايزيديا ), الترويج لحملاتهم الدعائية وتقديم برامجهم ومشاريعهم الانتخابية في مشهد تنافسي حامي بين المرشحين من مختلف الاتجاهات والتيارات الفكرية والسياسية والثقافية , اسماء لها وزنها الاجتماعي او الوظيفي او الحزبي او الثقافي واسماء تعرف لاول مرة  , تنافس تدعمها بعض الاحزاب المتنفذة وممولة بطريقة مباشرة اوغير مباشرة تستخدم فيها المال العام بلا حساب لصالح بعض المرشحين في فوضى دعائية صاخبة ,  ومرشحين اخرين مستقلين بامكانيات متواضعة يحاربون من قبل جهات معينة وتضيق عليهم بكل الوسائل اضافة الى ضعف مصادرهم التمويلية التي تؤدي الى ضعف حملتهم الانتخابية ما يحدهم من الترويج لحملاتهم بحرية حتى في عقر دارهم لانها مناطق نفوذ سياسية حجزت بالكامل لصالح قوائم متنفذة .
 لا يمكن التكهن فيه بالفائزين بسبب كثرتهم , الا ان هناك معطيات تعطي لبعض المرشحين حظوظا اكثر من غيرهم  بسبب الدعم اللا محدود من الجهات والاحزاب الكبيرة التي بيدها السلطة والمال والنفوذ التي يمكنها ان تسخر كل شي لصالحها والتي لا تخلو من تدخلاتها لفرض خياراتها ودعم مرشحيها , لكن تبقى كل الاحتمالات واردة والتي لا تمنع من حدوث مفاجئات قد تكون غير متوقعة للنتائج في اللحظات الاخيرة .
 
في ظل هكذا اجواء , كيف ستكون الانتخابات نزيهة ومن يضمن حرية وسرية ونزاهة الانتخابات ؟ الا يؤثر جميع هذه العوامل على عمليات فرز الاصوات وحياد الجهات المسؤلة  كما حصل في الانتخابات السابقة  التي حصلت فيها الكثير من الخروقات والتجاوزات وكنا شهود على البعض منها ؟
ان الغالبية العظمى من المرشحين اليزيديين (الايزيديين ) رشحتهم احزاب وتيارات سياسية للترويج لها وبدعم منها , مما لا يعطي مجالا لهؤلاء المرشحين التعبير بحرية عن ارادتهم وارادة شعبهم خارج اطار ايديولوجية احزابهم حتى لو تقاطعت رغباتهم , وهذا لم ولن يخدم اليزيدية  ( الايزيدية ) لا سابقا ولا الان ولا لاحقا . والتجارب والاحداث الماضية وهي كثيرة تؤكد ذلك  , ومانراه على ارض الوقع حيث ان مناطق سكن اليزيدية ( الايزيدية ) كانت ولا تزال تعاني من نقص الخدمات الصحية والتعليمية والتربوية والاجتماعية والبنى التحتية والنقص الحاد للمياه الصالحة للشرب والقوة الكهربائية اللتان تعتبران من اهم مقومات الحياة الضرورية   ,والانسان اليزيدي ( الايزيدي) مواطن  “مهمش ومنفي   “في بلده لا حقوق ولا امتيازات له كما لنظيره  ” مواطن درجة الامتياز”  , والاحزاب لا يهمها من اليزيدية سوى اصواتهم , اما ” كديانة واقلية دينية لها خصوصيتها ”  فلا يعترفون بنا , هذه الديانة التي باتت مهددة بالزوال ,  والتحديات تزداد يوما بعد يوم ,  فهم مشروع استهداف دائم من قبل الجماعات الدينية المتطرفة , اغلبهم حرموا من املاكهم , وطردوا من مدارسهم وجامعاتهم ووظائفهم في اغلب مدن العراق, وبالاخص موصل وبغداد , واضطر الغالبية منهم الى الهجرة واللجوء الى الدول الاوربية بحثا عن الامان , رغم ان الدستور يعترف بنا كديانة الا ان الواقع يشير الى ان هذا الاعتراف لا يعدو عن كونه اعترافا قوميا ليس الا  . وما حملات “التعريب “و”التكريد ” والترحيل والتهجير والاستيلاء على املاكهم واراضيم الزراعية دون تعويض  الا دليلا دامغا على ذلك ,  لذلك  فان اشكالية الانتماء القومي لم تعد تشكل مشكلة جوهرية اومصيرية لان الغالبية العظمى من اليزيديين ( الايزيديين ) ينتمي الى تلك الاحزاب القومية مقابل تامين معيشتهم ومعيشة عوائلهم والحصول على الامتيازات والمناصب , وهؤلاء ولائهم “القومي” متقدم على ولائهم” الديني ” , ناهيك عن صنوف “الاضطهاد الديني والقومي “لان كلا من القومية العربية او الكردية لا تؤمنان  بغير الاسلام دينا لها , سواء كان من حكومة الاقليم او حكومة المركز , كلاهما لا يعترفان بنا ” دينا مستقلا قائما بذاته  ” في ظل سلطة وحكومة مدنية علمانية ليبرالية .رغم اننا في بلد يفترض انه ديمقراطي يؤمن بالتعددية الدينية  والقومية  .
بعد كل ذلك اليس لدينا برلمانيين ومسؤولين حكوميين وفي” ارفع المناصب  “في الحكومتين الاقليمية والمركزية ,ترى مالذي قدموه من حلول من خلال مناصبهم ؟ وماهي المشاكل التي  تمكنوا من حلها وتجاوزها او حتى مناقشتها ؟ اليس هذا دليلا على ان البرلمانيين الذي صعدوا باصوات شعبهم لا يملكون ان يمثلوا ارادة شعبهم خارج ما يملي عليهم من قرارات؟
فكيف يمكن انتخاب من لا يملك ارادة خارج ارادة حزبه ؟
 
الا يجب علينا ان نتفكر قليلا قبل التصويت , من ننتخب ؟ ومن الذي يملك تلك الارادة الحرة والثقافة والفكر ليكون مدافعا عن حقوقنا المهدورة , يناقش ويطالب ويناضل  بارادة مستقلة بعيدة عن الاملاءات ؟
 اكيد هناك اسماء مشرفة اقف على مسافة واحدة منها اصدقاء واخوة وابناء ـ دون ذكرها ـ  يمكن الاعتماد عليها والوثوق بها نتمنى لهم الموفقية والفوز   .
 
لكني ومن منطلق الدفاع عن المراة وعن حقوقها المسلوبة والمهدورة ومن اجل النهوض بواقع المراة الاجتماعي والتعليمي والوظيفي والتربوي فاني اتوجه الى النساء ـ  المثقفات والموظفات والجامعيات   ـ الى انتخاب المراة التي ممكن ان تعبر عن ارادتهن وامالهن وتطلعاتهن بحرية مستقلة دون اي تبعية لاي جهة كانت .
 
لان الانتخاب يعني ان توكل من تثق وتؤمن به ليكون صوتك المعبر في البرلمان .
 
 فهناك كما تراكميا من التخلف والجهل في صفوف المراة اليزيدية ( الايزيدية) والارقام في ازدياد في مجال الامية والبطالة , ولا زالت الاعراف والتقاليد الاجتماعية تقف عائقا امام تحسين وضع المراة عندنا , فنحن الان في عالم متفتح ومتطور والنساء عندنا , خاصة في  الارياف,  لازلن يعاملن بعقلية العصور القديمة  , فزواج الاكراه, والزواج المبكر , والعنف الاسري , والطلاق التعسفي , والحرمان من الارث, واجبار الفتيات على ترك الدراسة بعد اكمال مرحلة الابتدائية, ومنعها من العمل , لازالت قائمة لحد الان , وهذه الحالات كما العديد من الملفات والقضايا الاجتماعية والقانونية  تحتاج الى دعم نسائي من داخل البرلمان .
 فلا يمكن ان يدرك واقع المراة غير المراة نفسها , على ان تكون المراة المنتخبة مستقلة ومدركة لنضالات المراة , تملك جراة وارادة حرة لمناقشتها وحلها , سواء من خلال التشريع للقوانين المعطلة او من خلال طرح القضايا في جلسات المجلس للنقاش او لفت الانتباه اليها . وهذه ليست بالمهمة السهلة بل مهمة شاقة تجعل من تمثيل المراة مسؤولية صعبة ومهمة عسيرة  امام كل تلك التحديات .
ان من تكون مرشحة حزب سياسي او قومي او ديني لا يمكنها ان تمثل ارادة المراة ولا نضالاتها وتضحياتها , هؤلاء لم يستطعن تحقيق اي انجاز سوى الاثراء واستلام الرواتب , فلم يكن للمراة النائبة في الدورات السابقة اي دور فعال سوى عدد بسيط لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة ,  اما البقية فكن ديكورات تزين مقاعد البرلمان لا اكثر .
اتمنى من النساء ان تتشابك ايديهن ويعملن كفريق واحد ليكون للمراة صوت عالي وتصبح قوة ضاغطة في المجتمع وان يكون للمراة دور فعال في مواقع صنع القرار .
 
ومن بين العديد من النساء المرشحات ـ التي اتمنى الفوز لهن جميعا ـ فاني ادعو الى التصويت وانتخاب الاميرة  “عروبة بايزيد اسماعيل بك “
فهي انسانة جريئة ومثقفة , مدركة لقضايا شعبها, وبالاخص قضية المراة والدفاع عنها , مشهود لها بالكفاءة والمقدرة , لها العديد من المشاريع التي خدمت بها شريحة كبيرة من اليزيديين (الايزيديين ) . ويكفيها فخرا ان لها اهدافا للنهوض بواقع المراة اليزيدية (الايزيدية) .
 سيدة شجاعة تستمد شجاعتها من موروثها الثقافي والعائلي , وريثة الامير” اسماعيل بك ” ذو التاريخ المشرف والاسرة المشرفة التي توارثت العلم والمعرفة , الذي تفرد بمواقفه وافعاله .
 
 فنحن بامس الحاجة الى ان تكون لدينا كوادر نسائية كفؤة في البرلمان يدركن قضاياهن ويعملن على دعم القوانين التي تنصف المراة وتدعو الى توفير الفرص امامها .
 
دعوة خالصة الى النساء اليزيديات (الايزيديات ) …..انتخبوا المراة التي تمثل ارادتكن في الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعيىة …. انتخبوا المراة التي تعمل من اجل التحرير من قيود العبودية والتبعية .
 
واخيرا… ايا كان الفائز  , رجلا ام امراة  , المهم ما يملكه من قدرات وامكانات ومهارات عقلية وفكرية تمكنه من قراءة الواقع وكل تعقيداته,  وان يلامس خطابه احتياجات الناس ومشاعرهم من اجل تقديم الافضل بغض النظر عن الجنس او العرق .
الموفقية والفوز للجميع .