23 سبتمبر، 2024 5:41 م
Search
Close this search box.

بعد الهجوم على “روبيمار” الأشرس حتى الآن .. “آسوشيتد برس” تعدد أسباب عجز أميركا أمام “الحوثيين” !

بعد الهجوم على “روبيمار” الأشرس حتى الآن .. “آسوشيتد برس” تعدد أسباب عجز أميركا أمام “الحوثيين” !

وكالات- كتابات:

تواجه سفينة شحن بريطانية خطر الغرق في “خليج عدن” بعدما استهدفها (الحوثيون)، في أكبر ضربة من نوعها منذ بدأت الجماعة المدعومة من “إيران”؛ شّن الهجمات في الخريف الماضي في “البحر الأحمر”، الأمر يُشير إلى أن قوة (الحوثيين) العسكرية لم تتأثر كثيرًا بالهجمات الأميركية ضدهم.

تأتي الهجمات الجريئة على نحو متزايد رُغم أسابيع من الضربات الجوية الأميركية، وهي تُسلِّط الضوء على التحديات أمام “الولايات المتحدة” لردع الجماعة، التي تسّعى لتحويل نفسها من لاعب هامشي بين القوى المتحالفة مع “إيران”، إلى واحدة من أقوى المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط، حسّبما ورد في تقرير لصحيفة (وول ستريت جورنال-The Wall Street Journal) الأميركية.

الحملة العسكرية الأميركية عزَّزت نفوذ “الحوثيين” باليمن..

وتقول وكالة (آسوشيتد برس-Associated Press) الأميركية، إنَّ الحملة العسكرية على (الحوثيين) قد عزَّزت مكانة الجماعة المتمردة في العالم العربي، رُغم انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها في حرب “اليمن”، المتوقفة منذ عام.

ويُحذر المحللون من أنَّه كلما طال أمد هجمات (الحوثيين) زاد خطر بدء التعطُّلات التي تشهدها حركة الشحن العالمية في إثقال كاهل الاقتصاد العالمي.

وتُثير الضربات الحوثية المستمرة تساؤلات جديدة لإدارة “بايدن”، بشأن كيفية وقف الهجمات ومنع الحرب المستمرة في “غزة” من تأجيج صراعٍ إقليمي أكثر زعزعةً للاستقرار.

وينظر الكثيرون في العالم العربي إلى أن قوة (الحوثيين) العسكرية على أنها أداة الضغط الرئيسة الفعالة على الغرب لوقف الحرب على “غزة”، فيما تجنَّبت أغلب الحكومات العربية إدانة هجمات (الحوثيين)، رُغم تضررها من تراجع الملاحة بـ”البحر الأحمر”.

في أخطر هجوم من نوعه..

تلقّت محاولات ردع “أميركا”: لـ”قوة الحوثيين العسكرية” ضربة أخرى، الأحد الماضي، 18 شباط/فبراير، حين أدَّى هجوم لـ (الحوثيين) إلى شلِّ ناقلة البضائع السّائبة المملوكة لـ”المملكة المتحدة”؛ (Rubymar-روبيمار) في “البحر الأحمر”. ووفقًا لشركة (Vanguard Tech) البريطانية، فقد أجبر ذلك الطاقم على مغادرة السفينة وسط مخاوف بشأن إمكانية غرقها.

وقال مالكو السفينة إن صاروخًا أصاب جانبها بالقرب من غرفة المحرك، وكانت على وشك أن تميل، وأصاب صاروخ ثانٍ سطح السفينة. وتخلى الطاقم عن السفينة، وتم نقلهم إلى دولة “جيبوتي” القريبة.

وعرض موقع “هيئة الإذاعة البريطانية”؛ (BBC)، صورًا يُرجّح أنها للسفينة، وهي مازالت طافية على الماء، ولكن مؤخرتها هبطت في المياه بشكلٍ كبير.

وقال “إيلي شفيق”؛ مدير المعلومات البحرية بشركة (Vanguard Tech)، إنَّ استعادة السفينة تبدو مسّتبعدة.

ومثَّل الهجوم على السفينة؛ (روبيمار)، واحدًا من الضربات المباشرة الخطيرة القليلة التي شنّها (الحوثيون) على حركة الملاحة، بحسّب وكالة (آسوشيتد برس).

وأدَّت ضربة مباشرة أخرى؛ في أواخر كانون ثان/يناير الماضي، إلى اشتعال النيران في ناقلة نفط تحمل علم “جزر مارشال” لساعات.

غرق السفينة قد يُلحق ضررًا بالغًا بالملاحة في “البحر الأحمر”..

ويُشير تقرير الوكالة الأميركية إلى أنَّ صور الأقمار الصناعية من شركة (Planet Labs PBC)، والتي حللتها الوكالة، قد أظهرت أنَّ سفينة (روبيمار) كانت لا تزال طافية حتى الساعة الثانية من مساء الثلاثاء 20 شباط/فبراير، بالتوقيت المحلي، إلى الشمال مباشرةً من “مضيق باب المندب”. وتقبع بقعة نفط كبيرة خلف السفينة.

قال “آمي دانيال”؛ المدير التنفيذي لشركة الذكاء الاصطناعي البحرية الكائنة في “لندن”؛ (Windward)، إنَّه في حال غرقت السفينة (روبيمار)، فإنَّ ذلك: “سيؤدي على الأرجّح إلى حذر أكبر من جانب العديد من الأطراف المعنية” العاملة حول “اليمن”. وأضاف: “بالتالي، من المُرجّح أن يتفاقم التراجع في حركة التجارة بالمنطقة أكثر”.

الحوثيون” حاولوا استهداف 45 سفينة حتى الآن..

أطلقت قوة (الحوثيين) العسكرية عشرات الطائرات المُسيَّرة والصواريخ على أهداف؛ خلال الشهور الأربعة الماضية، فيما تقول إنَّها محاولة للضغط على “إسرائيل” من أجل وقف الحرب في “غزة”.

في المقابل؛ شنَّت “الولايات المتحدة” ومجموعة صغيرة من الحلفاء؛ قرابة: (24) غارة جوية على أهداف (الحوثيين) في “اليمن”، منذ منتصف كانون ثان/يناير الماضي، في محاولة لإنهاء الهجمات المسلحة على السفن في “البحر الأحمر”.

ووفقًا لـ”وزارة الدفاع” الأميركية؛ (البنتاغون)، حاول (الحوثيون) مهاجمة: (45) سفينة على الأقل، وأسقط الجيش الأميركي قرابة: (95) طائرة مُسيَّرة وصاروخًا. وشنَّ مقاتلون مدعومون من “إيران” في أماكن أخرى أكثر من: (170) هجومًا في “العراق وسورية والأردن”، تستهدف الجيش الأميركي، وأسّفرت عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة: (180) آخرين.

قلَّصت هجمات (الحوثيين) حركة الشحن العالمية، وتنتشر موجات الصدمة الاقتصادية المستمرة في مختلف أنحاء العالم. فوفقًا لشركة (Windward)، تراجع حجم مرور السفن من “أميركا الشمالية” و”أوروبا” عبر “البحر الأحمر” بنسّبة: (67%)، في 17 شباط/فبراير، مقارنةً بحجمها في شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي. وتوقفت بعض شركات التأمين، مثل شركة (Assuranceforeningen Skuld) النرويجية، عن تغطية كل الرحلات البحرية قرب المياه اليمنية تمامًا.

هجمات حلفاء “إيران” تراجعت في كل مكان عدا “الحوثيين” !

في حين تراجعت الهجمات على القوات الأميركية في “الأردن وسورية والعراق”؛ في الأيام الأخيرة، من قبل حلفاء “إيران”، تستمر هجمات (الحوثيين) بلا توقف.

وقال مسؤول أميركي إنَّ (الحوثيين) تعمّدوا استهداف سفن حربية أميركية، الاثنين 19 شباط/فبراير، باستخدام صواريخ (باليستية) مضادة للسفن للمرة الأولى.

ونشر (الحوثيون)؛ صباح الثلاثاء، لقطات لما قالوا إنَّه صاروخ (أرض-جو) يُسقِط طائرة أميركية مُسيَّرة من طراز (MQ-9 Reaper)، قبالة سواحل مدينة “الحديدة” اليمنية الساحلية المطلة على “البحر الأحمر”، والتي تُسيّطر عليها الجماعة. وضمَّت اللقطات مقطع فيديو لرجال يسّحبون قطعًا من حطام الطائرة من المياه إلى الشاطيء. وبدا أنَّ صور الحطام تُظهِر مكونات معروفة من طائرات (Reaper)، وهي الطائرات التي تُستخدَم عادةً في مهام هجومية وطلعات مراقبة. وصرَّحت المتحدثة باسم (البنتاغون)؛ “سابرينا سينغ”، للصحافيين، في إحاطة صحافية، بأنَّ (الحوثيين) أسقطوا الطائرة.

وسبق أن اعترف (البنتاغون)؛ في تشرين ثان/نوفمبر الماضي، بخسّارة طائرة مُسيَّرة من طراز (MQ-9)، أسقطها (الحوثيون) أيضًا فوق “البحر الأحمر”. وقالت “القيادة المركزية الأميركية”؛ يوم الثلاثاء، إنَّ “الولايات المتحدة” أسقطت؛ يوم الاثنين، (10) طائرات مُسيَّرة حوثية تحمل متفجرات، فضلاً عن صاروخ باليستي، كانت متجهة صوب المدمرة الأميركية (USS Laboon-يو. إس. إس لابون) من طراز (آرلي بيرك).

طبيعة قوة (الحوثيين) العسكريين وشكل علاقتهم مع “إيران”؛ يجعلانها أكثر قدرة على تحمل الهجمات الأميركية، وأقل انصياعًا للضغوط الإيرانية التي تخشّى التصعيد مع “واشنطن”.

وقال “علي فايز”؛ مدير مشروع “إيران” بـ (مجموعة الأزمات الدولية)، وهو مركز أبحاث في “واشنطن”، إنَّ (الحوثيين) أقل احتمالاً لاتّباع أي توجيه من “طهران” لكبح هجماتهم.

وأضاف: “لا يستطيع الإيرانيون كبح (الحوثيين) فعلاً، نرى في العراق الآن أنَّهم نجحوا على الأقل في وقف الهجمات على القوات الأميركية، في الغالب بشكلٍ مؤقت، لكن ليس هذا نوع النفوذ الذي يملكونه على (الحوثيين)”.

التقديرات بشأن حجم قوة “الحوثيين” العسكرية..

تُشير الوكالة الأميركية إلى أنَّ (الحوثيين) لم يُصيّبوا حتى الآن أي بحار أو طيار أميركي منذ شنّت “أميركا” ضرباتها الجوية على المتمردين، في كانون ثان/يناير الماضي، لكنَّ “الولايات المتحدة” تواصل خسّارة طائرات مُسيَّرة بعشرات الملايين من الدولارات، وتُطلِق صواريخ (كروز) بملايين الدولارات لمواجهة (الحوثيين) الذين يستخدمون حتى الآن أسلحةً أرخص بكثير، يعتقد الخبراء أنَّهم حصلوا عليها من “إيران”.

ولا يُعرف حجم الضرر الذي أصاب قوات (الحوثيين) العسكرية من الهجمات الأميركية، لأن (الحوثيين) لم يقدموا معلومات كثيرة بخصوص خسائرهم، ولو أنَّهم اعترفوا بسّقوط: (22) على الأقل من مقاتليهم في الضربات التي تقودها “الولايات المتحدة”.

ووفقًا لـ (المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية)، تُقدَّر أعداد قوة (الحوثيين) العسكرية؛ التي تضم (الحوثيين) وقبائل حليفة لهم في “اليمن”، بنحو: (20) ألف مقاتل. ويمكن لهؤلاء العمل في وحدات صغيرة بعيدًا عن القواعد العسكرية، ما يجعل استهدافهم مهمة صعبة.

إسرائيل” قد توّرط “أميركا” في اضطرابات أوسع بالمنطقة..

تعهَّدت “إسرائيل” بمواصلة الحرب حتى إطلاق الأسرى؛ والقضاء على تهديد (حماس)، لكنَّ الضغوط الدولية تتزايد عليها من أجل إيجاد نهاية دبلوماسية للقتال.

ويرى تقرير وكالة (آسوشيتد برس)؛ أنَّه إذا ما استمرت هجمات (الحوثيين)، فقد يُجبر ذلك “الولايات المتحدة” على تصعيّد وتوسيّع هجماتها المضادة في أرجاء الشرق الأوسط المضطرب بالفعل.

وكتبت “إليونورا أرديماغني”؛ الزميلة بـ (المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية): “دون وقف لإطلاق النار في غزة، قد يميّل (الحوثيون) إلى مزيد من التصعيد ضد المصالح الأميركية في البحر الأحمر والمنطقة”. وتُضيف “أرديماغني” أنَّ: “خيارات ردع قوة (الحوثيين) العسكرية”؛ بالنسبة لـ”واشنطن” تضيق أكثر فأكثر.

دعم الحكومة اليمنية الشّرعية أم وقف حرب “غزة” ؟

واحتمالات توسيّع “أميركا” حربها ضد (الحوثيين) تُمثل إشكالية لـ”واشنطن”، خاصةً خيار شّن هجوم بري عليهم، والإشكالية لا تنبع فقط من الطابع المرن: لـ”قوات الحوثيين العسكرية” التي نجت من حملة قصف استمرت لسنوات من قبل “التحالف العربي”؛ بقيادة “السعودية والإمارات”، ولكن من الجغرافيا اليمنية.

إذ يُعد “اليمن” واحدًا من أكبر بلدان العالم وعورة؛ وتتحصن قوة (الحوثيين) العسكرية بمواقع جبلية وعّرة، وأخفق “التحالف العربي”؛ على مدار أكثر من خمس سنوات، في إضعاف قوة (الحوثيين) العسكرية، رُغم أن لديه مجموعة من أفضل المقاتلات الغربية، وكانت “الولايات المتحدة” تزوده بالذخيرة والوقود، وفي الأغلب بالمعلومات.

وترى “ندوى الدوسري”؛ الزميلة غير المقيّمة بـ (معهد الشرق الأوسط) والمتخصصة في شؤون “اليمن”، أنَّ توسيّع الحملة العسكرية الأميركية لن يكون فعَّالاً.

وأضافت: “الضربات الجوية لن تُحيِّد قوة (الحوثيين) العسكرية، بل إنَّ الضربات الجوية تُثبّت صحة رواية (الحوثي) بأنَّهم في حرب مع أميركا وإسرائيل”.

وشجَّعت “الدوسري”؛ “الولايات المتحدة”، على تعزيز دعمها العسكري المباشر للحكومة اليمنية، والتي عانت من أجل هزيمة (الحوثيين) على مدار عقد من الحرب الأهلية.

من جانبه؛ قال “فايز وكيفن دونيغان”، وهو نائب أدميرال متقاعد كان يقود القوات البحرية الأميركية في الشرق الأوسط، بصفته قائدًا للأسطول الخامس بين عامي 2015 و2017، إنَّ الطريقة الأكثر فاعلية لكبح التهديد (الحوثي) هي إنهاء الحرب في “غزة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة