23 سبتمبر، 2024 7:20 ص
Search
Close this search box.

“الحروب والصراعات” .. تُزيد الإنفاق العالمي العسكري وتضعه أمام أخطر حقبة تاريخية !

“الحروب والصراعات” .. تُزيد الإنفاق العالمي العسكري وتضعه أمام أخطر حقبة تاريخية !

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

مع دخول العالم حقبة عدم الاستقرار والتوتر المتزايد؛ وازدياد بؤر الصراع سواء بسبب الحرب “الروسية-الأوكرانية”، أو العدوان الإسرائيلي على “قطاع غزة”، وتزايد التوترات في “بحر الصين” الجنوبي بفعل التسّخين الأميركي لجبهة الصراع “الصيني-التايواني”.

تتوالى الأنباء يومًا تلو الآخر عن صفقات جديدة للأسلحة بمختلف دول العالم وزيادة الميزانيات الدفاعية والعسكرية، فمنذ يومين أعلنت “فرنسا” عن مُضاعفة ميزانيتها العسكرية بحلول عام 2030، لتقترب “فرنسا” من تحقيق هدفها في العام 2024؛ بتخصيص: (2%) من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق العسكري، وذلك وفقًا لما أوصى به “حلف شمال الأطلسي”، لتصل الميزانية الدفاعية الفرنسية لنحو: (50) مليار يورو سنويًا.

وكشفت مصادر رسّمية أنّ وزير الدفاع الفرنسي؛ “سيباستيان ليكورنو”، يُعتبر أنّ الأهم هو وجوب التأكد من أنّ نسّب الزيادة المأخوذة من الناتج المحلي الإجمالي مُفيدة حقًا في المجال العسكري ولتطوير صناعة الأسلحة، على الرُغم من أنّ زيادة الميزانية الدفاعية موضوع يُبهر الكثيرين.

مضاعفة “أستراليا” لأسطول سفنها الحربية..

في الوقت ذاته؛ كشفت “أستراليا”؛ يوم الثلاثاء، عن معالم خطة قائمة منذ عقد لمضاعفة حجم أسطولها من السفن الحربية الكبرى وزيادة الإنفاق الدفاعي بملغ إضافي قدره: (07) مليارات دولار أميركي، في مواجهة سباق التسّلح المتسّارع في منطقة “آسيا” و”الهاديء”.

وستحصل “أستراليا” بموجب الخطة على قوة بحرية تضم: (26) سفينة سطح كبيرة؛ مقارنة: بـ (11) تملكها اليوم.

وقال وزير الدفاع الأسترالي؛ “ريتشارد مارلز”، إنه: “أكبر أسطول سيكون لدينا منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية”.

وستحصل “أستراليا” على ست فرقاطات من طراز (هانتر)؛ و(11) فرقاطة لأغراض عامة، إضافة إلى ثلاث مدمرات للحروب الجوية وست سفن سطح حربية لا تحتاج إلى طواقم، وسيزود جزء من الأسطول بصواريخ (توما هوك) قادرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى داخل أراضي العدو، وهو إمكان ردع مهم.

وتُزيد “أستراليا”؛ بموجب الخطة، إنفاقها الدفاعي إلى: (2.4) في المئة من إجمال الناتج الداخلي، أي أعلى من هدف اثنين في المئة المحدد من قبل حلفائها في الـ (ناتو).

كم سيُبنى عدد من السفن في “أديلايد” مما يضمن توفير أكثر من: (03) آلاف وظيفة، لكن ستكون “الولايات المتحدة” مصدر باقي التصّاميم، فيما سيأتي تصميم لم يُحسّم بعد من “إسبانيا” أو “ألمانيا” أو “كوريا الجنوبية” أو “اليابان”.

وأعلنت “أستراليا”؛ عام 2021، خططًا لشراء ثلاث غواصات أميركية الصُنع وتعمل بالطاقة النووية، في إلغاء لخطة قائمة منذ أعوام لتطوير غواصات غير نووية من “فرنسا” كلفت بالفعل مليارات الدولارات.

الوضع العسكري العالمي “أكثر تعقيدًا”..

قام مركز الأبحاث الذي يتخذ من “لندن” مقرًا له؛ بتجميع تقديراته السنوية للوضع العسكري العالمي على مدى السنوات الـ (65) الماضية.

ووفقًا للتقرير المنشور على وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية؛ فإن الوضع العسكري والأمني العالمي ​​الحالي والمحتمل أيضًا أن يُصبح أكثر خطورة، يتسّم بالتطبيق غير العقلاني من جانب بعض القوة العسكرية.

وقال “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”؛ إن الإنفاق الدفاعي العالمي ارتفع بنسّبة: (9%) ليصل إلى: (2.2) تريليون دولار لعام 2023، مع تزايد المخاوف من أن “الصين” وغيرها من الدول القوية عسكريًا قد تُحاول فرض إرادتها على جيرانها بسبب الغزو الروسي الشامل لـ”أوكرانيا” الذي يدخل الآن عامه الثالث.

وكانت الزيادة أكثر حدة في “حلف شمال الأطلسي”؛ الـ (ناتو)، الذي دعم “أوكرانيا” باعتبارها حصنًا ضد المزيد من التوغلات الروسية في “أوروبا”.

زيادة الإنفاق العالمي العسكري..

ووجد المعهد أن بعض الدول – دون “الولايات المتحدة الأميركية” – الأعضاء في الحلف زادت إنفاقها العسكري بنسّبة: (32%) منذ غزت “روسيا” شبه جزيرة “القِرم” الأوكرانية؛ في عام 2014.

وحقق عشرة أعضاء أوروبيين هدف الحلف المتمثل في إنفاق: (2%) من الناتج الاقتصادي على الدفاع في العام الماضي، مقارنة بدولتين فقط في عام 2014، بحسّب المعهد المذكور.

زيادة الاهتمام أوروبيًا..

فيما حظي الإنفاق الدفاعي الأوروبي باهتمام متجّدد في الأيام الأخيرة؛ بعد أن قال الرئيس الأميركي السابق؛ “دونالد ترامب”، أمام تجمع انتخابي، إنه عندما كان رئيسًا، أخبر إحدى دول الـ (ناتو) التي لم يذكر اسمها؛ أنه سيُشجع “روسيا” على مهاجمة أعضاء التحالف الذين لم يفوا بالتزاماتهم التمويلية.

وأثارت تصريحات “ترامب” قلقًا عميقًا بين أعضاء الحلف مثل: “بولندا”، حيث تتزايد المخاوف بشأن الحرب التي تُشّنها “روسيا” في “أوكرانيا” المجاورة.

تأثيرات حرب “أوكرانيا”..

إحدى النتائج الرئيسة للتقرير هي أن “روسيا” فقّدت حوالي: (3000) دبابة قتالية رئيسة خلال القتال في “أوكرانيا”، أو ما يقرب من العدد الذي كان لدى “موسكو” في مخزونها النشّط قبل بدء الغزو الشامل في شباط/فبراير 2022.

وبينما قامت “روسيا” بتجديد قواتها من خلال سّحب: (2000) دبابة قديمة من مخازنها، تعتمد الحكومة الأوكرانية في “كييف” على الدول الغربية لتوفير الذخيرة والأسلحة التي تحتاجها لصّد جارتها الأكبر.

وتزعم المؤسسة البحثية الغربية: “لكن كييف واصلت أيضًا إظهار براعتها بطرق أخرى، باستخدام الأنظمة الغربية والمطورة محليًا لوضع أسطول البحر الأسود الروسي في موقف دفاعي”، مشيرة إلى استخدام “أوكرانيا”: “المركبات البحرية” بدون طيار.

وقال “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية”، إن الدروس المسّتفادة من الحرب في “أوكرانيا” بدأت تؤثر على التخطيط العسكري في بلدان أخرى، وعلى وجه الخصوص، أدركت العديد من البلدان أنها بحاجة إلى زيادة إنتاج المعدات العسكرية وبناء مخزونات أكبر من العتاد في حالة اضطرارها إلى خوض حرب طويلة الأمد.

وقال التقرير: إن عقلية: “الاستجابة في الوقت المناسب”؛ التي استمرت لما يقرب من ثلاثة عقود تُفسّح المجال أمام نهج: “الاستجابة في الوقت المناسب”، على الرُغم من أن تحقيق هذه الطموحات يُمثل تحديًا.

تحديث “الصين” لقواتها الاستراتيجية..

وفي أماكن أخرى؛ تعمل “الصين” على تحديث قواتها الاستراتيجية. وهي تواصل العمل على الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-27 (CH-SS-X-24) المزود بمركبة انزلاقية تفوق سرعتها سرعة الصوت؛ تهدف إلى التغلب على الدفاعات الصاروخية. كما تقدمت الجهود الصينية لتحويل “جيش التحرير الشعبي” إلى قوة لاستعراض القوة. وتدربت البحرية على مقربة من جزيرة (غوام) ومع سفن روسية بالقرب من ساحل “آلاسكا”. حاملة الطائرات الثالثة والأكثر قدرة في البلاد، (فوغيان) (Type-003)، اقتربت من التجارب البحرية. وفي الوقت نفسه، أرسلت “الصين” منطاد تجسس مزعوم عبر “الولايات المتحدة”؛ (أسقطته طائرة تابعة للقوات الجوية الأميركية من طراز “إف-22 رابتور”).

زخم الصناعات العسكرية..

قال الدكتور “محمد صالح الحربي”؛ الخبير الاستراتيجي، إن حجم الإنفاق العسكري العالمي ارتفع إلى: (2.7) تريليون دولار لأول مرة في التاريخ، موضحًا أن الإنفاق العسكري ارتفع أكثر من: (13%) في “أوروبا”.

وأضاف؛ أن “أميركا” شهدت أكبر ميزانية تاريخية، والتي وصلت إلى: (877) مليار دولار؛ وقد يتم رفعها إلى تريليون دولار، كما أن الإنفاق العسكري في دولة الاحتلال ارتفع إلى: (37) مليار دولار، من: (23) مليار دولار.

وتابع؛ أن “السعودية” شهدت أكبر ميزانية عسكرية في تاريخها تُقدر: بـ (78.5) مليار دولار بزيادة قدرها: (6%)، موضحًا أن الحروب كما يحدث في “أوكرانيا”؛ والتي مضى عليها ما يُقارب سنتين شهدت استنفاذ الأسلحة الشرقية الروسية، كما شهد العالم زخمًا في الصناعات العسكرية ارتفاع المبيعات الأميركية لأكثر من: (40%) من حجم المبيعات للأسلحة في العالم.

تزايد وتيرة التسّليح النووي..

وفي تقريرٍ سابق؛ قال معهد (ستوكهولم الدولي لبحوث السلام)، الاثنين، إن القوى النووية تُزيد أسلحتها بشكلٍ متسّارع على خلفية الوضع الجيوسياسي المتدهور حول العالم في بؤر الصراع؛ وبينها “أوكرانيا”.

وتملك كل من “روسيا” و”الولايات المتحدة” ما يقرب من: (90) بالمئة من جميع الأسلحة النووية، لكن معهد (سبيري) قال إن حجمي الترسانتين الروسية والأميركية ظلا دون تغييّر نسّبيًا على ما يبدو عام 2022.

ماذا تضمن التقرير الدولي ؟

  • من بين: (12512) رأسًا نوويًا متاحًا حول العالم؛ من كانون ثان/يناير 2023، كان هناك ما يقرب من: (9576) مجّهزة للاستخدام المحتمل، بزيادة قدرها: (86) رأسًا عن كانون ثان/يناير 2022.
  • تم نشر حوالي: (3844) رأسًا على الصواريخ والطائرات، وكان حوالي: (2000)، وجميعها مملوكة تقريبًا لـ”واشنطن” و”موسكو”، في حالة تأهب قصوى، ما يعني تزويدها بالصواريخ أو وضعها في قواعد جوية استراتيجية.
  • هناك: (09) قوى نووية؛ هي: “بريطانيا وإسرائيل والهند والصين وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا”، تواصل تحديث ترساناتها من هذا النوع من الأسلحة.
  • الدبلوماسية في مجال نزع السلاح والسّيطرة على الترسانات النووية، وعلى خلفية الوضع في “أوكرانيا”، تلقت: “ضربة قوية”.

استمرار تدهور الأمن العالمي..

ويرى مدير برنامج المعهد لشؤون أسلحة الدمار الشامل؛ “ويلفرد وانغ”، أن:

  • القوى النووية الخمس المعترف بها في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ تتحرك بعيدًا عن التزاماتها في مجال نزع السلاح.
  • الأمن العالمي مستمر في التدهور بعد أن بدأت توترات جيوسياسية خطيرة؛ مع فقدان الثقة بين القوى الدولية منذ بداية حرب “أوكرانيا”.

أخطر فترات التاريخ..

أما مدير معهد (ستوكهولم لبحوث السلام)؛ “دان سميث”، فاعتبر أن:

  • البشرية تدخل واحدة من أخطر فترات التاريخ.
  • يتعين على الحكومات إيجاد طرق للتعاون لتقليل التوترات الجيوسياسية.
  • يجب تقليص سباق التسّلح، والتفرغ لمكافحة كوارث البيئة وأزمة الجوع بالعالم.

“واشنطن” في المقدمة..

وفيما يخص الإنفاق الدولي على التسّلح النووي، قالت (الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية) في تقريرها السنوي لعام 2022، إن:

  • العالم أنفق: (82.9) مليار دولار على الترسانات النووية، أي ما يوازي صرف: (157) ألفًا و(664) دولارًا في الدقيقة.
  • إنفاق “الولايات المتحدة” بلغ: (43.7) مليار دولار، وما زالت متقدمة بفارق كبير على كل القوى الأخرى.
  • الإنفاق الروسي بلغ: (9.6) مليار دولار، بزيادة بحوالي: (6) بالمئة عن 2021.
  • “الصين” أنفقت: (11.7) مليار دولار، بزيادة بحوالي: (6) بالمئة عن عام 2021.
  • “الهند” أنفقت: (2.7) مليار دولار، مسّجلة أكبر زيادة في الإنفاق بهذا القطاع الدفاعي؛ بلغت: (21.8) بالمئة.
  • خصصت “المملكة المتحدة”: (6.8) مليارات دولار، بزيادة: (11) بالمئة، كرابع أكبر منفق.
  • أنفقت “فرنسا”: (5.6) مليار دولار.
  • “الهند” أنفقت: (2.7) مليار دولار.
  • “إسرائيل” أنفقت: (1.2) مليار دولار.
  • “باكستان” أنفقت: (01) مليار دولار.
  • أنفقت “كوريا الشمالية”: (589) مليون دولار.

أرباح القطاع الخاص..

ويقول التقرير إن أرباح القطاع الخاص؛ بلغت: (29) مليار دولار على الأقل من وراء إنفاق العالم: (82.9) مليار دولار على الأسلحة النووية.

كما حصلت الشركات المنتجة على عقود جديدة تبلغ قيمتها حوالي: (16) مليار دولار عام 2022، ووقّعت القوى النووية عقودًا لا تقل قيمتها عن: (278.6) مليار دولار مع شركات لإنتاج مثل هذه الأسلحة، يستمر بعضها حتى عام 2040.

كما أعلنت منسّقة السياسات في الحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية؛ “أليسيا ساندرز زاكري”، أن “واشنطن” نشرت حوالي: (150) رأسًا نووية في: “بلجيكا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وتركيا”.

توترات بين العملاقان..

  • فور بدء الحرب الأوكرانية؛ علقت “الولايات المتحدة” الحوار مع “روسيا” حول الاستقرار الاستراتيجي.
  • في شباط/فبراير 2023؛ علقت “روسيا” مشاركتها في (ستارت-3)، المعاهدة الوحيدة مع “الولايات المتحدة” بشأن الحد من انتشار الأسلحة النووية الاستراتيجية.
  • تملك “روسيا” و”الولايات المتحدة” نحو: (90) بالمئة من الترسانة النووية العالمية، التي تضم أكثر من: (12) ألف رأس.
  • “روسيا” في الصّدارة؛ مع امتلاكها نحو: (06) آلاف رأس نووي، تتضمن: (1588) رأسًا حربيًا في وضع الإطلاق الاستراتيجي، و(4390) في وضع التخزين أو التقاعد.
  • “الولايات المتحدة” تمتلك قرابة: (05) آلاف و(400) رأس نووي، تتوزع إلى: (1644) رأسًا حربيًا في وضع الإطلاق الاستراتيجي، و(3665) في وضع التخزين أو التقاعد.

يبُعد شبح الحرب..

ومدافعًا عن التفوق الروسي نوويًا؛ يقول الخبير العسكري الروسي؛ “يوري سولومونوف”، إن السلاح النووي: “يضمن أمننا وأمن الأمة الروسية”.

ويُضيف “سولومونوف”؛ لموقع (سكاي نيوز عربية): “لأننا نملك قوة نووية استراتيجية هائلة، يبُعد ذلك شبح الحرب بين بلادنا والغرب والقوى النووية الأخرى. بفضل السلاح النووي من الممكن أن يتفادى العالم نزاعات مسلحة عالمية”.

ويتابع: “مع النووي لم تشهد الكرة الأرضية حروبًا عالمية خلال الـ (70 عامًا) الأخيرة، بخلاف النزاعات الإقليمية بالأسلحة التقليدية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة