قال تعالى في محكم كتابه المبين {إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً}، ولنا في مدرسة القرآن الكريم حكمة وموعظة حسنة أن نستفيد ونتعلم ونتدارس واقع حالنا، وقد عرجت على هذه الآية الكريمة لأن بها قولا من رب حكيم يصلح أن يكون لنا نبراسا، فمنذ أيامك وأنا أتابع وأجول بناظري في ملاعب ومنشآت دولة قطر الشقيقة وكيف تمكنوا من بناء هذه العمارة بل الحضارة التي تضرب بقرونها الغيوم ؟ وكيف كان لهم أن خطوا السير والنجاح بكل هذه الدقة المتناهية والخدمات المستمرة والعجلة التي لا تعرف التوقف؟ ومن بين ما استنتجته من كل ذلك هو الحرص والتفاني وإتقان العمل واحترافه بخطط وتخطيط سليم أوصلهم الى المجد الذي شهدناه في مونديال العالم وبطولة آسيا ولا يمكن لأي منصف أن ينكره من ولوجه المطار وحتى مغادرته من المطار ذاته، مع كل ذلك لابد لي أن أضيف بأن أدوات التنفيذ كان لها الأثر الأبلغ في النجاح والدقة بلا مجاملة او محسوبية لأننا نبصم ونقسم على أنها غير موجودة في الشقيقة دولة قطر ومن ينفذ ويعمل بإخلاص ويحترم أجره هي العمالة الآسيوية من الهنود والباكستانيين ومن دول جنوب شرق آسيا فهؤلاء هم مفاتيح النجاح للمشاريع والاتقان الكبير الذي شهدناه.
قد يتصور البعض أنني إذ أكتب هذه الكلمات أنادي الى استقدام العمالة الأجنبية الى العراق لضمان النجاح، بل العكس هو الصحيح أنا أول من ينادي ويصدح بأن يكون العمل لأبناء بلدنا وشبابنا، ولكن لا ضير أن نتعلم ونستوعب منهم كل هذه الدقة والتواصل والاتقان والخبرة، وقد يكونون أهلا لذلك وقد أمرنا رب العزة أن نتعلم من كل شيء، لمَ لا طالما أن الأمر ينطوي على فائدة كبيرة ومرجوة يمكن أن نوظفها في ملاعبنا الكبيرة والمنشآت الرياضية التي تعاني الإهمال بين الفينة والأخرى سوى من مجهودات وسعي السيد الوزير أحمد المبرقع الذي يسعى جاهداً بإصرار الى تأهيلها وديمومة العمل بها.
وهنا يجب أن نشدد على ضرورة إرسال شباب من المدربين والعاملين في المنشآت الرياضية على المعايشة هناك لأسبوع او أكثر ونقل التجربة المفيدة بتفاصيلها لجميع العاملين وما هي إلا فترة بسيطة حتى نرى ثمار هذا العمل والتجربة المكتسبة ونجني أبلغ الفائدة منها.
همسة..
أجد من الضرورة بمكان أن يبادر إعلام وزارة الشباب والرياضة الى تكثيف العمل نحو المنشآت الرياضية قيد البناء او المكتملة وتوجيه رسائل الى جماهيرنا الرياضية بالمشاركة في الحفاظ على ديمومتها وهي عملية يسيرة جداً ومهمة بالوقت ذاته.