يعيش العراق هذه الأيام حالة هستيرية قلقة ، تنتاب المرشحين البرلمانيين في بغداد والمحافظات كافة . وهذا ما يحتاج إلى تحليل سوسيولوجي دقيق ، لابد من الوقوف عنده مليّا .
) سوسيلوجيا (sociology : أو علم الاجتماع : (social science) هو العلم الذي يدرس المجتمعات و القوانين التي تحكم تطوره و تغيره. ترجع أصول علم الاجتماع لعصور قديمه . ففي اليونان حاول ديمقريطس وأرسطو و افلاطون و لوكريتيوس تفسير أسباب التغيرات الاجتماعية، و القوى التي تحرك حياة الناس و أصل الدوله و القانون و السياسه. ونجد في كتابات إبن خلدون و توما الأكويني و مكيافيللي و مونتيني واسبينوزا و هيوم و لوك و جان جاك روسو و هيجل عناصر مهمة في دراسة المجتمع.
كلمة سوسيولوجي كلمة استخدمها أوجست كونت (1798ـ 1857) عالم الإجتماع وفيلسوف إجتماعي فرنسي .
هنالك علماء اجتماع يعتبرون علم الاجتماع مرتبط جداً بالفلسفة ،التي تحدد اتجاهه و طرق بحثه و استنتاجاته ،إلا أن علم الاجتماع يتجه في هذا الوقت للدراسات الميدانية و التجريبية ، ولم يعد مقتصراً على التأملات الفلسفية. لهذا ؛ فإن علم الاجتماع في معظم جامعات العالم يُدَرّس كمادة علمية مستقلة لها كلياتها الخاصة.
في كلام عميق ظريف ؛ للمرحوم العلامة الدكتور علي الوردي يقول فيه ؛ إنَّ العراقي من الخارج Mr. GORGE ، لكنه من الداخل (حجي عليوي) !!!
وهذا ما نراه جلياً في الهوس الذي يعيشه المرشحون البرلمانيون ..ذكوراً وإناثا (لأن التذكير أصل اللغة)، فمرّة نرى هذا المرشح يرتدي البدلة الرجالية (الإفرنجية) وأخرى يلبس (الزي العربي العشائري)، كذلك نرى؛ مرّة هذه تتزين بالملبس الأوربي الأنيق (VERY MODERN) وأخرى (تتعصب بالفوطة القروية) وكأنهم يريدون أن يعبروا بمصداقية تؤكد ما قاله المرحوم علي الوردي في القرن الماضي .
ولا نعرف أيضاً .. نحن الجماهير ؛ ماذا يريد المرشحون ، وعلى ماذا هم عازمون !!!؟
هل هم ينوون (فرنجة الأمّة)، أم هم ينوون (معدنة الأمّة) ، وهل مابين تلك وهذه من حالة (وسطية) .. لا شرقية ولا غربية .. جمهورية ديمقراطية مدنية ، تؤوي عراقيي المنافي ، وتستقطب مَنْ في الفيافي !!!؟
لقد طال الليل وكثرت القبور .. للصغار وللكبار .. للنساء وللرجال .. للشباب وللرضّع !!!
لقد بلغ السَّيْلُ الزُّبَى ، وطفح الكيل ، وضاقت الأرض ، وتجهّمت السماء !!!
منذ التاسع من نيسان المشؤوم مرّتين .. مرّة ً بقتل السيد الشهيد الخالد محمد باقر الصّدر(رض) ، وأخرى ؛ بغزو بلادنا.
نعم ؛ لقد سقط تمثال الدكتاتورية في ساحة الفردوس .. هي فرحة آباء وأمهات وزوجات وأبناء وبنات وأخوان وأخوات المدفونين في المقابر الجَماعية ، والذائبين بمحارق التيزاب وزفرات السجون الطويلة الأمد الظلماء !!!
نعم ؛ لقد أ ُخرِجنا من عبودية البند السابع .. نعم ؛ لقد أ َخرَجنا المحتل من ديارنا ، لكننا ؛ لم نصن حدودنا ، التي أمست نهباً لمن هبَّ ودبَّ ودعش وتصهين وتمسون …
المفخخات شأنٌ غير حكومي .. الحكومة شأن لا برلماني .. القضاء المستقل لا شأن له بقضايا معلقة على شمّاعات الزمن المتآكلة ، وبين طيّات الأضابير الصفراء !!!
لاحول ولاقوّة للجماهير إلا ببطاقاتهم الإلكترونية ، بعدما أراحتنا المفوضية العليا للإنتخابات مشكورة ً من متاعب غسل سباباتنا البنفسجية بالصابون والقاصر الحارق للبشرة !!!
ولا تعرف الجماهير مَنْ ستنتخب !!!؟
فالكل يدّعي وصلاً بالعراق ، والعراق لمّا يزل جريحاً دون ضماد أو علاج ناجع يبلسم أوجاعه المزمنة ويداوي أسقامه المبرحة!!!…
لا عاشقٌ يشفي الجـــراحَ ولا حبيبْ
يؤتي الدواءَ إلى العـــراق ولا طبيبْ
وطنٌ بحجم القلب ينبضُ بالأســـــى
والنزف أنهكهُ بذي الظرفُ العصيبْ
فكـــأنما يـــــــــــــوم القيامة قد أتى
قبل الأوان،فصــاح بالصُّور النحيب
رفعـــــــــــــوه ثوباً للخليفة زعمهم
أن يثـــأروا ليســـوع مرّة للخضيب
تـــاهت على أرض الســواد مقاصدٌ
فالكـــلُ شمرٌ ظالــــــــــمٌ منـّا قريب
ذي كربـــــــــلاءات العراق توارثت
والفردُ ألــــفُ مضرَّج ٍ بدم السليب
هذا حُسَــــــــــيْنٌ في العـــراء كأنهُ
وكأنما عيسى تعلــّـــــقَ في صليب
تحياتي ؛؛؛