في بداية القول أرجو ان يتسع صدر )السيد رئيس مجلس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع ووزير الداخلية ومدير جهاز المخابرات ورئيس الأمن الوطني العراقي ( لما سأقول وأنا له ناصح .
لقد أجمعت النظريات السياسية في عموم العالم أن البلاد لا تنهض ولا تتقدم إلا في تحقيق أمرين مهمين هي ( الأمن والعلم ) فإذا تحقق هاذين الركنين حصل الذي تنشده الشعوب للوصول إلى طموحاتها . لكننا وجدنا العراق ومنذ الإحتلال الأمريكي عام 2003 يعيش فوضى لا مثيل لها من التدني وعلى المستويات كافة ولا أريد في هذا المقال أن أسردها لأنها معروفة وملموسة فلا شيء تحقق لأبناء العراق إلا القتل والتدمير والهجرة والتهجير والفساد الذي أزكم الأنوف ولا زلت تتخبط يا دولة الرئيس في ممارساتك التي جرت البلاد والعباد الى ما لا يحمد منذ ثمانية سنوات خلت.
ولو احسنا الظن بك كان عليك أن تتعلم كيف تعالج الأسباب التي آلت بها الأمور لهذا الدرك المأساوي بحال الشعب ، والحكمة تقول ( اذا عرف السبب بطل العجب) لا أن تعالج النتائج التي خلفها السبب ، لأن السبب يخلف نتائج عدة وما بالك اذا تعددت الأسباب .
يا دولة رئيس مجلس الوزراء : هل تعلم ما قاله العلامة السنهوري؟
فقد اعتبر السنهوري أن للسبب صلة وثيقة بالإرادة، ولا يتصور وجود إرادة لا تتجه إلى السبب إلا إذا صدرت من غير وعي. ومهما اختلفت التعريفات وكثرت فهي تصب في معنىى واحد وهو أن السبب هو الدافع الذي يدفع الإرادة إلى التصرف وتحقيق الأغراض المنشودة من خلال إنشاء الالتزام.
وما دمت في هذه المناصب السيادية وتدعي المعالجة كان ينبغي عليك أن تقف وقفة جادة لمناقشة الأسباب التي أدت إلى هجرة الملايين الى خارج العراق ومثلهم مهجرين داخل العراق ، وما هي الأسباب في اعتقال الآلاف من الرجال ، ومئات الحرائر النسوية ، ولماذا القتل على الهوية ، ولماذا الفساد ، ولماذا الكثير من المسؤولين مزدوجي الجنسية ، ولماذا ملايين الأرامل والأيتام كأنهم حيوانات برية ، وغيرهم علاج بواسيره بملايين الدولارات الأمريكية ، ولماذا استهداف وقتل كل كفائة علمية ، ولماذا دخلت القاعدة وداعش العراق والتي لم نكن نعرفها قبل الإحتلال وتحمل الهوية السنية ، ولماذا الميلشيات البطاطية وعصائب الحق وغيرها تنشط بالقتل بهوية شيعية .
يا رئيس مجلس الوزراء :
لقد حكمت ثمان سنوات وكانت النتائج مؤلمة من الجوانب كافة هذه الفترة التي شغلتها والتي اصبح فيها العراق تسوده شريعة الغاب حتى بات( السيئ والسارق لا يعاقب والصالح لا يكافئ بل يعتقل أو يقتل).
لقد عرفنا الكثير من رؤساء أو وزراء في العالم استقالوا من مناصبهم بسبب وقوع حادث مؤسف سواء انقلاب قطار أو فساد في حلقة أو عدم تطبيق وعد أو اتهام حتى وان كان باطل ، ولم يكونوا وراء ذلك العمل.
أما انت فقد احتوت حكومتك لدورتين آلاف القضايا التي ما انزل الله بها من سلطان والتي دفع ثمن ثقلها شعب العراق ولم تقدم استقالتك لحفظ ماء وجهك ايها المسؤول الأول والأخير عن نتائج كل الذي جرى ، لقد حطمت شعبك ولم ترضِ إلا من هم انت اعرف بهم . يقولون بالهجة الشعبية ( الغيرة نقطة )فإن سقطت!!!!!!!!!
وعليه فنصيحتي والكثيرين من العراقيين أن تتنحى لأن الكيل طفح. وبعد ان تجلس بعيدا عن دست الحكم ، وتتعلم وتتعض وتتوب وتعي جيدا أن من جعلك تهوي هو ( ترك معالجة السبب ) ، وذلك إذا أحسنى الظن ، أما الحقيقة فإنت من صنعت السبب ، بثقافة انتقامية متخلفة طامعة بالجاه والمال وطافحة بالحقد .