22 سبتمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

هدوء غير عادي .. هل وصلت الرسالة ؟ .. “واشنطن بوست” تكشف خفايا الضغط الإيراني على الفصائل العراقية !

هدوء غير عادي .. هل وصلت الرسالة ؟ .. “واشنطن بوست” تكشف خفايا الضغط الإيراني على الفصائل العراقية !

وكالات- كتابات:

قالت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية؛ إن “إيران” تُحث وكلاءها في الشرق الأوسط على تجنب استفزاز “واشنطن” لشعورها بالقلق من إثارة مواجهة مباشرة، مما دفعها للطلب من (حزب الله) والفصائل المسلحة الأخرى؛ ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأميركية، وفقًا لمسؤولين في المنطقة.

وأفادت الصحيفة الأميركية؛ أن الحرب التي شّنتها “إسرائيل” على “غزة” أدت إلى تأجيج الصراع بين “الولايات المتحدة” والقوات التابعة لـ”إيران” على جبهات متعددة. ومع عدم وجود وقف لإطلاق النار في الأفق، يمكن أن تواجه “إيران” الاختبار الأكثر أهمية حتى الآن؛ وهو قدرتها على ممارسة نفوذها على هذه الجماعات المتحالفة معها.

هدوء غير عادي.. الرسالة وصلت !

وعندما شّنت القوات الأميركية ضربات هذا الشهر؛ على الجماعات والفصائل في “اليمن وسورية والعراق”، حذرت “طهران” علنًا من أن جيشها مسّتعد للرد على أي تهديد. ولكن في السر، يُحث كبار القادة على توخي الحذر، وفقًا لمسؤولين لبنانيين وعراقيين تم إطلاعهم على المحادثات. وتحدثوا إلى صحيفة (واشنطن بوست)؛ بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لمناقشة المحادثات الحسّاسة.

ويقول المسؤولون الأميركيون؛ إن الرسالة ربما يكون لها بعض التأثير. وحتى يوم السبت، لم تُهاجم الجماعات والفصائل في “العراق وسورية”؛ القوات الأميركية، منذ أكثر من (13) يومًا، وهو هدوء غير عادي منذ بدء الحرب في “غزة” في تشرين أول/أكتوبر 2023. إذ أوقف المسّلحون إطلاق النار حتى بعد اغتيال مسؤول كبير في (كتائب حزب الله)؛ في غارة أميركية بطائرة بدون طيار، في “بغداد”.

وقال مسؤول أميركي؛ تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “ربما أدركت إيران أن مصالحها لا تخدم من خلال السماح لوكلائها بقدرة غير مقيدة على مهاجمة القوات الأميركية وقوات التحالف”.

حذر من الجانبين..

واتخذت إدارة “بايدن” نهجًا حذرًا مماثلاً مع “إيران”. وفي شّن عشرات الضربات في الثاني من شباط/فبراير – ردًا على غارة بطائرة بدون طيار الشهر الماضي؛ أسّفرت عن مقتل ثلاثة جنود أميركيين في “الأردن” – استهدفت القوات الأميركية وكلاء “إيران”؛ في “العراق وسورية”، لكنها لم تضرب داخل “إيران”.

وفي الوقت نفسه؛ يضغط الدبلوماسيون الأميركيون على “إسرائيل” و(حماس) للاتفاق على وقف إطلاق النار في “غزة”. وخلال فترة توقف القتال التي تم التفاوض عليها؛ في تشرين ثان/نوفمبر، انخفضت هجمات الجماعات المدعومة من “إيران” في جميع أنحاء المنطقة.

وللتأكيد على التوجيه الجديد؛ أرسلت “إيران” قادة عسكريين ودبلوماسيين إلى جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الجماعات.

وقال مسؤول عراقي: “إن إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسّع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.

إيران” تضغط على الفصائل في “العراق”..

وبعد أيام من إعلان (كتائب حزب الله) مسؤوليتها عن الهجوم الذي أودى بحياة جنود الاحتياط الثلاثة في الجيش الأميركي، وصل قائد عسكري إيراني إلى “بغداد”؛ الشهر الماضي، للقاء قادة الجماعة. وضغط القائد عليها لإصدار بيان يُعلق فيه الهجمات على الأهداف الأميركية.

وقال المسؤول العراقي؛ إن الزعماء لم يكونوا راضين عن التعليق، لكنهم استجابوا لطلب الدولة التي قامت بتدريب وتسّليح قواتهم.

ومع ذلك؛ ربما أظهر التبادل أيضًا حدود نفوذ “طهران”؛ فبعد الضربات الأميركية، عكسّت الجماعة موقفها، وتعهدت: “بضربات مؤلمة وهجمات واسعة النطاق”.

تقول (واشنطن بوست)؛ إن الجماعات تُشّكل ما يُسّمى: (محور المقاومة)، وهو تحالف فضفاض من الجماعات المسلحة التي تضم (حماس) في “غزة”، و(حزب الله) في “لبنان”، و(الحوثيين) في “اليمن”، و(كتائب حزب الله) في “العراق وسورية”. وتستخدمها “طهران” لنشر نفوذها في جميع أنحاء المنطقة وتكون بمثابة خط دفاع أمامي ضد “الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وعلى الرُغم من أنها تمّول وتدّرب من قبل “إيران”، إلا أن هذه المجموعات تعمل بشكلٍ مستقل وخارج جهاز الأمن الرسّمي في “طهران”. وقد سمح لهم هذا الترتيب بتعزيز أهداف السياسة الإيرانية مع عزل “طهران” عن المسؤولية المباشرة – والانتقام المحتمل – عن أفعالهم.

وأشاد وزير الخارجية الإيراني؛ “حسين أمير عبداللهيان”، بالمجموعات خلال زيارة قام بها مؤخرًا إلى “لبنان”؛ ووعّد بمواصلة الدعم. وقال للصحافيين في “بيروت” إن “إسرائيل” تسّعى إلى: “إغراق الولايات المتحدة في مسّتنقع الحرب في الشرق الأوسط”.

لكن في السر، اعتمد المبعوثون الإيرانيون نبرة أكثر اعتدالاً. لقد أشادوا: “بتضحيات (حزب الله)”، لكنهم حذروا من أن الحرب مع “إسرائيل” ستُخاطر بمكاسّب ثمينة في المنطقة، بحسّب الصحيفة.

والتقى مسؤولون إيرانيون مع أعضاء من (حزب الله)؛ هذا الشهر، في “لبنان”. ولخص أحد أعضاء (حزب الله) رسالة “طهران”: “نحن لسنا حريصين على إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ بنيامين نتانياهو، أي سبب لشّن حرب أوسع على لبنان أو في أي مكان آخر”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة