22 سبتمبر، 2024 11:40 ص
Search
Close this search box.

“إيراس” ترصد .. أصدقاء “روسيا” الجدد .. تعاون موسكو مع “محور المقاومة” (1)

“إيراس” ترصد .. أصدقاء “روسيا” الجدد .. تعاون موسكو مع “محور المقاومة” (1)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

منذ الهجوم على “أوكرانيا” عام 2022م، وطدت “روسيا” العلاقات مع “إيران”، من خلال تكثيف الدعم الدبلوماسي وتعزيز استثماراتها في الاقتصاد الإيراني. بدورها دعمت “طهران” بقوة؛ الجيش الروسي في ميدان القتال عبر إمداده بالطائرات المُسيّرة. وقد حظي كلا التطورين باهتمام دولي كبير وأثار غضبًا واسع النطاق. بحسّب تقرير أعده “حميد رضا عزيزي” و”حنا نوته”، المنشور على موقع “مؤسسة الدراسات الإيرانية-الأورآسيوية”؛ (إيراس).

روسيا و”محور المقاومة”..

لكن “موسكو” عملت في الوقت نفسه على بناء مجموعة من العلاقات التي لا تقل أهمية؛ حيث وطدت على مدار العامين الماضيين، العلاقات مع (محور المقاومة) أو شبكة الشركاء والوكلاء الإيرانيين؛ التي تمتد من “لبنان” إلى “العراق”.

ويعتقد هذا المحور؛ (ويضم حماس وحزب الله والحوثيين اليمنيين والميليشيات العراقية والسورية)، أنه في مواجهة مع “إسرائيل”، وبالتالي مع “الولايات المتحدة”. ومن ثم هو حليف طبيعي لـ (الكرملين).

فرص من “حرب غزة”..

وقد أكسبت الحرب في “قطاع غزة”، (محور المقاومة)؛ دعمًا جديدًا دفعه للقيام بعمل عسكري ضد القوات الأميركية الإسرائيلية والملاحة الدولي.

وبذلك أعطى (محور المقاومة) فرصًا جديدة للدولة الروسية للعمل على إضعاف “الولايات المتحدة” وحلفاءها. وقد انتهزت “موسكو” هذه الفرص؛ حيث كثفت بعد 07 تشرين أول/أكتوبر 2023م، دعمها الدبلوماسي لـ (حماس) و(الحوثيين)، ودافعت عن عملياتهما في “منظمة الأمم المتحدة” وألقت باللوم على “الولايات المتحدة”.

علاوة على ذلك قدمت مساعدات تقنية ولوجستية للمساعدة في الهجوم على القوات الإسرائيلية. وثمة مخاوف حول إمكانية أن تقوم “روسيا” بمساعدة (حزب الله) في مواجهة محتملة مع “إسرائيل”، عبر الحرب الإلكترونية.

تحدي أمام “واشنطن”..

وتُريد “روسيا” الحفاظ على علاقاتها مع الدول العربية الخليجية؛ وكذلك “إسرائيل”، وبالتالي لا تستطيع تقديم دعم غير محدود للفصائل الموالية لـ”الجمهورية الإيرانية”، لكنها ستُحرض (محور المقاومة) على التحرك، وتشجع على خطط هذا المحور المعادية لـ”الولايات المتحدة” والعمل على جعلها أكثر فاعلية.

وعليه يتعين على “واشنطن” الرد على هذه النفوذ بجهود مكثفة، وعليها بخاصة أن تسّعى لإنهاء الحرب في “غزة”، وكذلك بذل المزيد من الجهود في إطار تهدئة التوترات في عموم الشرق الأوسط، وعليها الدفع بأطراف ثالثة؛ لا سيما حلفاءها من العرب إلى تقويض شراكة “موسكو” مع (محور المقاومة)، وإلا فقد تحد “روسيا” و”إيران” وحلفاءهما من قوة “الولايات المتحدة” في المنطقة بالكامل.

عدو عدوي..

التعامل الروسي مع (محور المقاومة) ليست ظاهرة جديدة؛ وإنما أجرى الطرفان اتصالات سياسية على مدار سنوات عديدة.

على سبيل المثال؛ ترددت وفود (حماس) على “موسكو”، منذ العام 2006م. كذلك عمل الجيش الروسي مع الميليشيات المدعومة من “إيران” منذ أن بدأت “موسكو” التدخل العسكري في الحرب الأهلية السورية في عام 2015م؛ والتنسّيق مع (حزب الله).

وعلى مدار هذا العام، أجرت “موسكو” اتصالات مع قوات (الحشد الشعبي) العراقية، وهي منظمة جامعة تجمع الميليشيات المدعومة من “إيران” في “العراق”. في الوقت نفسه، أنشأت: “إيران والعراق وروسيا وسورية” مركزًا استخباراتيًا رباعيًا لتنسّيق القتال ضد تنظيم (داعش)، وكان بمثابة تبادل للمعلومات الاستخباراتية بين “روسيا” وقوات (الحشد الشعبي)؛ (رُغم محدودية المشاركة والتأثير).

في البداية؛ تجنبت “موسكو” تزويد هذه الجماعات بمساعدة أمنية منهجية. لكن بعد الهجوم على “أوكرانيا”، تخلت “روسيا” عن بعض الحذر.

وبينما ركز الجيش الروسي موارده على مناورة “بوتين” في “أوكرانيا”، تخلت “موسكو” عن العديد من المواقع الرئيسة في وسط وشرق “سورية” للميليشيات المدعومة من “إيران” و(حزب الله). وبحسّب (رويترز)؛ فقد عّززت “روسيا” كذلك من تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الميليشيات المدعومة من “إيران” وزودت (حزب الله) بصواريخ مضادة للسفن عبر “سورية”.

فضلًا عن إجازة “إيران” بتحديث الدفاعات الجوية السورية. وقد وفر هذا الدعم دفعة كبيرة للقدرات العملياتية لهذه الجماعات، وساعدها على استهداف المصالح الأميركية في شرق “سورية” بوتيرة ودقة متزايدة.

تُثير تصرفات “روسيا” المخاوف بشأن دورها المحتمل في صراع واسع بين “إسرائيل” و(محور المقاومة)، لا سيما بين “إسرائيل” و(حزب الله). ورُغم أن “موسكو” لا تُريد اندلاع حريق شامل، من المُرجّح أن يبتلع “سورية” ويُهدد المصالح الروسية، لكن من المُرجّح أن تدعم (حزب الله) في حال اندلعت الحرب، وهو ما قد يتسبب في مشاكل للدفاع الإسرائيلي على غرار الدور الروسي في تكثيف عمليات التشويش الإلكتروني منذ 07 تشرين أول/أكتوبر، والإعلان عن إغلاق المجال الجوي السوري.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة