21 سبتمبر، 2024 8:23 ص
Search
Close this search box.

“إيراس” ترصد .. تداعيات الهوية-الثقافية لهجمات “داعش” على حوزة الحضارة الإيرانية (1)

“إيراس” ترصد .. تداعيات الهوية-الثقافية لهجمات “داعش” على حوزة الحضارة الإيرانية (1)

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

التنظيم الإرهابي المعروف اختصارًا باسم (داعش)؛ من أكبر الظواهر المنحطة في القرن الواحد والعشرين، والتي تسببت في الفرقة بين المسلمين. بحسّب ما استهل “میر أحمد مشعل”؛ خبير الشأن الأفغاني، تحليله المنشور على موقع “مؤسسة الدراسات الإيرانية-الأورآسيوية”؛ (إيراس)، الإيرانية.

رحلة مسّار التنظيم..

وقد تأسست هذه الظاهرة التكفيرية ابتداءً في الشرق الأوسط؛ وبخاصة “العراق وسورية”، ثم تسّربت هذه الظاهرة إلى سائر أجزاء العالم الإسلامي.

وقد بدأ هذا التنظيم أنشطته الإرهابية في “أفغانستان” والدول المجاورة؛ عام 2015م، تحت مُسّمى: (ولاية خراسان).

وحلت “باكستان”؛ في المرتبة الثانية بعد “أفغانستان”، من حيث الأنشطة الإرهابية.

وبالنظر إلى أهداف التنظيم متعددة الأوجه، فقد سّرت أنشطته إلى دول “آسيا الوسطى” و”إيران”. وقد بدأت أنشطة التنظيم في “إيران”؛ بشكلٍ أساس عام 2017م، بتنفيذ هجومين متوازيين على مبنى البرلمان ومرقد (الخميني).

وبعد ذلك نفذ التنظيم هجومين منفصلين على حرم (شاه‌چراغ)، وأخيرًا استهداف “كرمان” بهجومين متتالين في الذكرى السنوية الرابعة لاغتيال؛ الجنرال “قاسم سليماني”، أسّفرت عن مصرع نحو: (95) شخصًا فضلًا عن إصابة: (284) آخرين.

ويُعتبر هجوم “كرمان” هو الأكثر دموية في “إيران” خلال العقود الأخيرة. وتسّتدعي الجوانب المتعدد لذلك الهجوم البحث والدراسة، لكن السؤال الأهم لماذا استفاد (داعش) ذلك التنظيم الإرهابي العربي السلفي، من اسم “خراسان” وعناصر غير عربية؛ وتحديدًا ناطقة بالفارسية، في تنفيذ هجوم على “إيران” ؟..

وتُجدر دارسة الأبعاد والتداعيات الحضارية والثقافية لذلك.

نظرة على العناصر المتورطة في الهجوم..

ما يُلفت الانتباه في هجوم “كرمان” وغيرها من هجمات (داعش) في “إيران”، تورط عناصر من دول “طاغيكستان وأفغانستان”.

وكان التنظيم قد كشف؛ بعد إعلان مسؤوليته عن التفجير، عن هوية عناصره الضالعة في الهجوم وهما: “عمر الموحد” و”سيف الله مجاهد”. وبعد الاستقصاء تبّين أن اسم أحدهما الحقيقي: “بازريوف أو بوزورف بن أمان الله”؛ الطاغيكي، ويبلغ من العمر: (24 عامًا). وللأسف لم يمكن إحراز هوية الشخص الثاني على وجه الدقة، لكن بحسّب تصريحات المسؤولين، من المحتمل أن يكون هو الآخر طاغيكي الجنسية.

بخلاف ذلك تُفيد التقارير بوجود شخص ثالث يُدعى: “عبدالله الطاغيكي”، المسؤول عن التخطيط للعملية.

علاوة على ذلك تُفيد التقارير بمشاركة: “عادل ݒنچشيري”، الهارب من سجون (طالبان)، في تخطيط هجوم “كرمان”. ورُغم استقطاب الآلاف من مواطني دول “آسيا الوسطى” و”أفغانستان”، إلا أن تنظيم (داعش) يسّتفيد في بعض العمليات من مواطني دول “طاغيكستان” و”أفغانستان”.

والسؤال: لماذا يسّتفيد (داعش) الإرهابي رُغم تعدد جنسيات عناصر التنظيم، من مواطني “طاغيكستان” في عملياته بـ”أفغانستان” و”إيران” ؟

بعبارة أوضح ما هي أهداف التنظيم الجانبية من استخدام مثل هؤلاء الأفراد. لعل الإجابة أن التنظيم يسّتفيد في العمليات داخل “إيران” من ناطقين باللغة الفارسية لا يختلفون كثيرًا عن الإيرانيين.

لكن إذا أضفنا السؤال بشأن استخدام اسم: (خراسان) للأسئلة السابقة، فسوف يتضح أن هذه الإجابة ساذجة وظاهرية، وتُثير السؤال الأكثر صعوبة وهو هل يبحث (داعش) عبر استخدام اسم: (خراسان) وأبناء الهوية الطاغية، عن أهداف أخرى ؟.. إذ من الواضح أن اختيار عناصر معينة ذات هوية محددة وتحت مسّمى: (خراسان)؛ والصلة بين هوية “طاغيكستان، وخراسان، وإيران”، إنما يؤشر إلى وجود أهداف كبرى واستراتيجية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة