15 نوفمبر، 2024 5:18 ص
Search
Close this search box.

انها مجرد قرع طبول فلا حرب ثالثة !

انها مجرد قرع طبول فلا حرب ثالثة !

اختلف مع من يقول ان هنالك حرباً عالمية ثالثة وشيكة الوقوع مستنداً على تصريحات ومواقف وممارسات اميركية او روسية او صينية .. فبرغم الاجواء الملبدة بغيوم وسحب غازات ونيران الصواريخ والطائرات المسيرة والاساطيل البحرية وغيرها من مظاهر الانتشار العسكري الاميركي او سواه ، وبرغم تداعيات استمرار الحرب بين اوكرانيا وروسيا التي تدفع الادارة الاميركية لبقائها اضافة لجرائم الكيان الصهيوني الغاصب في فلسطين وخاصة في غزه .. نعم رغم كل تلك المظاهر الحربية فانها جميعاً لاتدفع الادارة الاميركية ولا روسيا او الصين ولا حتى كوريا الديمقراطية وسلوكيات زعيمها الى المجازفة بشن حرب عالمية ثالثة ، لان ثمنها باختصار شديد باهض جداً ولا تتحمله الشعوب مهما كان مستوى غطرستها وعنجهيتها .ربما يتساءل البعض اذاً لماذا غالبية التحليلات ان لم نقل جميعها تحذر وبقوة من قرب وقوع الحرب العالمية الثالثة وان طبولها تقرع بشدة فيمكن تقسيم المتوقعين لحرب عالمية ثالثة الى قسمين الاول من يبني استنتاجاته على نظرة سطحية لتحركات القوات الاميركية والتصعيد في ما يسمى بمنطقة الشرق الاوسط  وبؤر التوتر في باب المندب واستهداف القواعد الاميركية في العراق وسوريا من دون اغفال الحرب في اوكرانيا متجاهلا حقيقة العلاقة بين اميركا وطهران وحرص الادارة الاميركية على ابقاء ايران قوية ومهددة لامن دول الخليج العربي لتبقى اي الادارة الاميركية تحلب هذه الدول بذريعة حمايتها من خطر ايران بعد ان زال خطر تخويفها بالخطر الشيوعي .. اما النوع الاخر فانه موجه ويطلق التصريحات وينشر المقالات من اجل اثارة رعب شعوب العالم  وخاصة في اسيا وافريقيا واشغالها باحاديث مخاطر حرب عالمية ثالثة لاتبقي ولا تذروابقائها في دوامة القلق والهلع متوهمة ان هذا قد يبعدها عن نشاطات سياسية تندد بالنظام الرأسمالي واستغلاله للبشر بما فيهم مواطنيه كما انه يؤخر استقلالية دول اوربا عن الهيمنة الاميركية وحلم مواطنيها بتشكيل قطب اوربي يخفف من السيطرة الاميركية عليها.. فالنظام الرأسمالي لايهمه المواطن بقدر ما يشغله مستوى الارباح للشركات عابرة القارات اضافة الى ان هذا يدفع الانظمة خاصة في ما يسمى بالشرق الاوسط الى شراء مزيداُ من الاسلحة ومعدات الحماية من ضربات نووية في حالة اندلاع حرب عالمية ثالثة ..

وهنا لابد من طرح سؤال يفرض نفسه لمصلحة من اندلاع حرب عالمية ثالثة ؟! والاجابة ببساطة ليس من مصلحة النظام الرأسمالي الذي تقوده اميركا اندلاع حرب عالمية ثالثة وان اقصى ما ستقوم به اثارة المزيد من المشاكل  والتوترات الاقليمية في المنطقة .. والحرب بالنيابة في مقدمة اهداف الادارة الاميركية وما يحدث في اوكرانيا واستمرار رئيسها بموقفه العدائي لروسيا مثال واضح ..اضافة لوجود انظمة في المنطقة هي بيادق تحركها الادارة الاميركية كما تشاء ..

اخيراً الحروب على مر التاريخ دافعها الاول والابرز مصالح الدول الكبرى والحربيين العالميتين الاولى والثانية منحت شعوب العالم درساً كبيرًا بان ليس في الحرب من منتصر ..  وحروب النيابة كما نرى الان كفيلة بتحقيق هذه المصالح ما يؤكد انتفاء الحاجة الى حرب عالمية ثالثة تدمر العالم وتهد كل ما بنته البشرية على مر التاريخ .. فدعونا نعيش بما متاح من سلام دعونا ..

أحدث المقالات

أحدث المقالات