كًلُّ مفردةٍ منْ هذهنّ المفردات الثلاث تختلف عن سواها في المعنى والمغزى , ولكُلٍّ منها لها دلالاتها واستخداماتها المتخصصة , لكنّ عموم وسائل الإعلام العربية وحتى اللائي تصدر من دولٍ وشبكاتٍ وبلغاتٍ أخرى , فإنّ استخدام هذه المفردات صار يغدو بشبه عشوائية ودونما تدقيق . لكنّما ما يختزل ويختصرهذه التباينات هو ما يتمحور حول كلا المعتقلين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من جهة , وما لدى حركة حماس من معتقلين صهاينة ” بالرغم من عدم دقّة التسمية ” والتي يراد بها تمييزها عن الإصطلاحات اللغوية الثلاث في هذا الشأن .
ما يقودُ الى ” مربط الفَرَس ” – رغم تحفّظنا على هذا التعبير التراثي العربي الذي لا يراد تحديثه وتطويره بما يتناغم ويتواءم ويتلائم مع عالم التكنولوجيا الليزريّة والذكاء الإصطناعي .! – فَلُبّ الموضوع وزبدته يتعلّق بالسبب الستراتيجي التافه والسخيف في فشل او عدم نجاح اجتماع ” القاهرة ” الأخير الذي حضروه رئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية , بالإضافة الى رئيس الوزراء القطري , ومسؤولين رفيعي المستوى جداً من مصر حول التوصّل الى هدنةٍ يتم بموجبها تبادل الإفراج واطلاق سراح < عددٍ محدّد > من المعتقلين لدى الطرفينِ , لكنّما أن تستمر عمليةّ التقتيل الجماعي وبإفراطٍ وإسرافٍ للآلاف المؤلّفة للعوائل الفلسطينية وبهندسةٍ يومية وعلى مدار الساعات < وبما لا تستوعبه وسائل الإعلام الأمريكية والغربية الأخرى .!! > , وبجانبه ايضاً ” بالموازاة المتفاوتة ” في قتل وقنص اعدادٍ من الجنود والضباط الإسرائيليين وبإيقاعٍ مشترك لأصوات وأصداء الصواريخ الفلسطينية التي تنهال على تل ابيب ومدنٍ أخريات , أزاء وجرّاء رفض المفاوضين الإسرائيليين ” في اجتماع القاهرة الذي انفضّ للتو او مؤخراً جداً ” لسببٍ تشترك وتمتزج به عناصر الكوميديا الساخرة مع تراجيديا الدراما والميلودراما القاسية حول رفض او عدم قبول حكومة نتنياهو للعدد الذي تطالب به حماس للإفراج عن أسراها في معتقلات تل ابيب مقابل اطلاق سراح عددٍ محدد من المحتجزين والرهائن الصهاينة بين مجنّداتٍ وضباط صف وجنود وضبّاط وآخرين مدنيين , فكُلّ ذلك وسواه يعكس بشكلٍ مجسّم للسيكولوجيا السياسية والفكرية المبهمة ” على الصعيد الأممي – الإنساني ” لما تزخر به الذهنية لحكومة نتنياهو وما يرتبط بها بما هو أبعد بسوسيولوجيا المجتمع الإسرائيلي المبرمجة والممنهجة اصلاً لتأصيل وتجذير الصراع بكلّ ما مستطاع على الصُعد العربية والفلسطينية , وبما لم تتوصل لقراءة واستقراء أبعاده البعيدة والقريبة , لكافّة زعماء وقادة العرب .! مهما يغدو إعرابهم في القاموس اللغوي – السياسي العربي .!