20 سبتمبر، 2024 7:39 ص
Search
Close this search box.

“آرمان ملي” ترصد .. “مصر” والهروب من النيران المشّتعلة !

“آرمان ملي” ترصد .. “مصر” والهروب من النيران المشّتعلة !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تحظى “قناة السويس”؛ باعتبارها أحد أهم الممرات المائية في العالم، بمكونات عديدة جيوسياسية وجيواستراتيجية ذات حصة محددة من الاقتصاد البحري العالمي، وقد سّجلت بعد الأحداث التي أفضت إلى هجوم (حماس) على المسّتوطنات في “غلاف غزة”؛ رقمًا تاريخيًا؛ أثر على الاقتصاد المصري بشدة، ناهيك عن التأثير على الصناعات المتعلقة بالتجارة البحرية. بحسّب التقرير التحليلي لـ”غفور كريمي”؛ خبير الشأن الدولي، المنشور بصحيفة (آرمان ملي) الإيرانية.

“مصر” و”إسرائيل”.. احتمالية الصدام..

ولا يُخفى على أحد تاريخ الاختلافات بين “مصر” و”الكيان الصهيوني”، وبحسّب القيادات الغربية؛ تتجنب “مصر” أي توتر جديد مع “تل أبيب”؛ المدعومة غربيًا، على نحوٍ يُلحق أضرارًا بـ”القاهرة” تسّتعصي على الإصلاح، وقد برز هذا التوجه إثر الهزائم المصرية والجيوش العربية المتكررة من جانب “إسرائيل”، بسبب الدعم الغربي الشامل لـ”الكيان الصهيوني”، لذلك تبذل “الولايات المتحدة وبريطانيا” وسائر القوى الغربية جهودًا بالغة للحيلولة دون تبلور حكومة شعبية مصرية ذات أفكار برجماتية وتحظى بجميع الأركان السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وكذلك الممانعة دون اندلاع حرب جديد بمحورية “مصر” ضد “إسرائيل”.

انعكاس “حرب البحر الأحمر” على “قناة السويس”..

وإعلان حركة (أنصار الله) اليمنية الحرب على المصالح الإسرائيلية، وتنفيذ هجمات متعدد على سفن “الكيان الصهيوني” أو حتى المتجهة إلى موانيء هذا الكيان، وعسكرة المنطقة بواسّطة التحالف الذي تقوده “الولايات المتحدة” وتبادل إطلاق النيران بين الجانبين، دفع أغلب شركات الملاحة للبحث عن مسّار جديد كبديل عن المرور من “باب المندب” و”قناة السويس”، وهو ما تسبب في تراجع العائدات المصرية من “قناة السويس” بنحو: (50%).

و”مصر”؛ الأكثر كثافة سكانية في الشرق الأوسط، وتُصارع أوضاعًا سياسية معقدة، وتشعر بالإحباط نتيجة العديد من الإخفاقات التاريخية، والغضب المكبوت نتيجة فشل ثورة 25 كانون ثان/يناير 2011م؛ والانقلاب على الحكومة المنتخبة، واستمرار حكم العسكر ونفوذهم في كل أركان الدولة، والفقر الجغرافي بسبب الإقليم الصحراوي، والاقتصاد المأزوم والاقتراض من “البنك الدولي”، وانهيار قيمة العُملة المحلية والتضخم الفاحش، والتأثر بحرب “روسيا” على “أوكرانيا” وأزمة “غزة”، إنما تتقدم على طريق غير ممهد.

و”قناة السويس”؛ باعتباره متنّفس ونقطة ارتكاز “مصر” في التطورات الاقتصادية العالمية تُصارع أزمة كبيرة، ذلك أن موقع “مصر” يقع في مربع تحيطه الأزمات من ثلاث جهات؛ حيث الحرب الأهلية في “السودان”، و”ليبيا” المأزومة، و”البحر الأحمر” و”غزة” المشّتعلة وسط مخاوف من امتداد النيران إلى “مصر”.

أزمات مصرية ممتدة..

ومما لا شك فيه أن انتهاء الأزمة في “غزة” لن يُسّهم في انفتاح المتنّفس المصري؛ حيث تضغط الحرب “الروسية-الأوكرانية” على حلقوم الاقتصاد المصري أكثر من “حرب غزة”، وسوف تزداد الضغوط يوميًا نتيجة ارتباط الدولة المصرية بالحبوب الأوكرانية؛ وبالتالي صعوبة توفير قوت أغلب المصريين، ناهيك عن التراجع الملحوظ في أعداد السائحين الروس والراغبين في مشاهدة الأهرامات وأبو الهول.

بعبارة أخرى؛ تتصارع الكتلة الجديدة مع التقليدية في الشرق والغرب على مصالحها في “أوكرانيا”، وتُزيد من الأزمات المصرية.

الهروب من الأزمات..

في غضون ذلك وعلاوة على الأزمات المصرية الاقتصادية، وتضرر صناعة السياحة، فإن ازدياد حسّاسية المصريين ضد الغرب واليهود سببه الهزائم المتكررة من جانب “إسرائيل” وعمليات الإبادة ضد الغزاويين، وبالتالي سوف تتعرض صناعة السياحة الاستراتيجية في “مصر” إلى أضرار يستحيل إصلاحها عشية وقف إطلاق النار في “غزة”.

وبلا شك؛ فإن النظام الأمني كان على علاقة قوية ومازال مع (الموساد)؛ في إطار العمل على محو الفصائل الإسلامية وتلك المتأثرة بـ (الإخوان المسلمين)، لكن يُبادر حاليًا من منطلق النظام المصلح للوسّاطة بين “إسرائيل” و(حماس).

ومن ثم؛ فإن الإجراءات المصرية لا تهدف إلى مساعدة ومسّاندة وإمداد الغزاويين و(حماس)، وإنما هروب من الأزمات المحتملة، والبحث عن متنّفس وإن كان ضيقًا عبر “قناة السويس”، والحصول على منح من “الولايات المتحدة” والدول العربية الثرية، وعودة السياح العاشقين، والشقراوات، وصاحبات الخدود الحمراء لزيارة أنقاض الحضارات الماضية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة