10 يونيو، 2025 10:53 ص

اشتباكات دامية بين انصار بارزاني وطالباني في كركوك

اشتباكات دامية بين انصار بارزاني وطالباني في كركوك

قالت مصادر أمنية في محافظة كركوك ووسائل إعلام كردية أن 19 شخصا أصيبوا باشتباكات دامية بين انصار حزبي الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، في كركوك.

وقالت جريدة أوينة الكردية، إن “اشتباكات دامية اندلعت، مساء أمس، بين انصار حزبيالديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال الطالباني، في محافظة كركوك”. وأوضحت أن “الاشتباكات اندلعت على خلفية التنافس الانتخابي بين الحزبين”، مشيرا إلى أن “الحادث أستخدمت فيه، أسلحة متنوعة، وأسفر عن سقوط عدد من الجرحى”.
من جانبه، قال مصدر أمني في حديث لـ”واي نيوز”، إن “الاشتباكات بين حزبي بارزاني وطالباني، اندلعت في منطقتي رحيم آوه والشورجة، وأسفرت عن إصابة 19 شخصا على الأقل من الطرفين، واستخدمت فيها بنادق الكلاشنكوف والأسلحة الخفيفة”.
وعزا المصدر “أسباب الاشتباكات إلى خلافات بين انصار الحزبين بشان الدعايات الانتخابية اذ علقت دعايات لمرشحي حزب الطالباني بالقرب من مقار لحزب البارزاني، مما دفع انصار الحزب الديمقراطي الرد بالمثل”. واضاف أن “القوات الأمنية نقلت الجرحى إلى المستشفى”، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
يشار الى ان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال الطالباني يسيطر بشكل واضح على محافظة كركوك خاصة وان محافظها نجم الدين كريم يعد من ابرز قياداته، مما ادى الى انحسار نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني.
ومن المعروف أنّ حزب رئيس جمهورية العراق جلال طالباني قد خرج من رحم “النكسة الكردية”، كردّ فعلٍ على الإنهيار التاريخي الذي مُنيت به الحركة الكردية بزعامة البارزاني الأب مصطفى، إثر توقيع اتفاقية الجزائر المعروفة، الموقعة بين الحكومة العراقية وإيران الشاه عام 1975، والتي انتهت بهذا الأخير إلى أميركا، حيث فيها توفى عام 1979.
وجذور توتر العلاقة بين الزعيم مصطفى بارزاني وخصمه اللدود العضو في قيادة حزبه جلال طالباني، تعود بالطبع إلى قبل هذا التاريخ، بسبب جملة من الخلافات الفكرية والعقائدية، انفصل طالباني عن البارزاني مصطفى، ليؤسس في الأول من حزيران 1975 (وهو تاريخ صدور أول بيان بإسم الحزب) حزباً أو اتحاداً بين ثلاثة أجنحة رئيسية منشقة عن الديمقراطي الكردستاني وهي “الجمعية الماركسية اللينينية الكردستانية” المعروفة ب”الكومله” بقيادة نوشيروان مصطفى، و”الحركة الإشتراكية الكردستانية” (جماعة علي عسكر و د. خالد ورسول مامند وآخرين)، و”الخط العام” المعروف بجماعة عمر شيخموس ود. كمال فؤاد ود. فؤاد معصوم وآخرين.
وهذا التأسيس للإتحاد الذي شكّل لاحقاً ضربة قاصمة في ظهر حزب بارزاني، أسسّ لعداوات تاريخية معروفة، بين الحزبين راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، لا تزال آثارها باقيةً ليس في الذاكرة الكردية فحسب، وإنما في الراهن الكردي المعاش أيضاً، حيث كثيراً ما يعتصم العشرات من بعض ذوي المفقودين في الحرب بين الحزبين أمام برلمان كردستان ومؤسسات الإقليم ذات الشأن، مطالبين بالكشف عن مصير ذويهم، معبرين عن غضبهم لتصريحات مسؤولين حكوميين لطالما قالوا أنّ جميع المدرجين في لائحة “المفقودين” هم في عداد الأموات.
واستمرّت علاقات الحزبين بين مدٍّ وجزر، إلى أن تحررّ العراق من قبضة النظام السابق صدام حسين في التاسع من نيسان 2003.
يذكر أن الحزب الديمقراطي الكردستاني تأسس في العام 1946 في بغداد، ويعد الملا مصطفى البارزاني مؤسساً ورمزاً روحياً للحزب والذي يسميه الكرد “البارتي” وهو من أقوى الأحزاب الكردية وله نفوذ سياسي إقتصادي في الإقليم، وله تأثير على الساحة الكردية في تركيا وسوريا وإيران.

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة