موقفه محرج في هذه الانتخابات، وخاصةٍ أن المالكي قد تولى الرئاسة لدورتين متتاليتين، وأستولي على مناصب أخرى وكالة، وانه القائد العام للقوات المسلحة، لكنه لم يقدم شيء يشفع له، وأصبح جلياً للمواطن العراقي انه لا يصلح أن يكون على رأس الهرم مرة أخرى، بسبب سوء تردي الوضع الأمني، والخدمي، وسوء العلاقة مع الدول العربية، ودول الجوار، وتعامله معهم بدكتاتورية والعزف على وتر المذهب والدين، مما ولد انعكاسات سلبية على الوضع العراقي مع جميع الدول، في جميع مجالاته. ومع أقترب موعد الانتخابات البرلمانية، وجميع الأحزاب بدأت التحضير وتلميع صورة مرشحيها، لغرض إخراجهم في أجمل طلّة إلى الشعب، ولخوض سباق الكبار، والمنافسة على تولي رئاسة الوزراء. إن أقوى المنافسين هو من داخل الحزب الحاكم، حين أبدى علي الأديب نيته للترشيح، لهذا المنصب بديلا للمالكي، حيث يرى الأديب أن فرصته هي أكبر، وخصوصاً انه يحظى بدعم بعض القادة لحزب الدعوة، الذين قد عارضوا المالكي بسبب تفرده بالقرارات، وكذلك مستغلاً نقطة ضعف أخرى لديه، وهي انه لا يملك مقبولية من قبل الأحزاب والشركاء، لكي يحظى بولاية ثالثة؛ بسبب توتر العلاقة، وعدم الثقة التي زرعها بينهم، وكذلك عدم الوفاء بالوعود التي قطعها لهم في المرحلة السابقة. إن هذه السلبيات في حكم المالكي أعطت للأديب قوة، ليكون المنافس الذي يملك الحظوظ، لتولي هذا المنصب. اليوم قد بدأ الأديب بقوة، بالتحرك على المرشحين عن حزب الدعوة، لجميع محافظات العراق، ودعم حملتهم مادياً ومعنوياً من قبله، مقابل أن تكون أصواتهم بعد الفوز بالانتخابات لصالحه، ليضمن توليه رئاسة الوزراء، أمّا المالكي فيحاول جاهداً أن يُبَيّض صورتِهِ أمام المواطنين، حيث قام بتوزيع بعض القطع والأراضي وزيادة رواتب منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية لضمان أصواتهم له! الأديب أوفر حظاً، لتولي رئاسة الوزراء في الانتخابات القادمة، لكن بشرط؛ أن يحسم التصويت الخاص لصالحه، لأنه على علم بالأيادي الخفية التي تلعب خلف الستار، في تزوير الانتخابات، ولا بد أن يسيطر عليها ومراقبتها بشدة، لان منافسه استغلها في الدورتين السابقتين.