ان جميع الانتكاسات والاخفافات التي اصابت الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وخاصة من عام1953 بشكل عام ومن عام 1991 بشكل خاص، هو ان الغالبية العظمى من قادة الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية قد ابتعدوا عن الثوابت الوطنية والمبدئية والفكرية للنظرية الماركسية اللينينية وتخلوا عن النهج الثوري والرؤية الثورية للماركسية اللينينية وخاصة حول السلطة واستلام الحكم، وهذا يرجع، كما نعتقد، الى العامل الداخلي والخارجي المؤثر سلبياً على دور ومكانة الحزب في المجتمع وزجوا بخدعة ووهم بعض المصطلحات السياسية الفارغة ومنها، ما يسمى بالبيرويسترويكا وسيناريو نهاية التاريخ وصراع الحضارات وما يسمي بالعولمة المتوحشة والربيع اللاعربي، وحقوق الإنسان وحرية التعبير والتعددية السياسية… وما يسمى بالارهاب الدولي…. مما ادى ذلك الى اضعاف دور ومكانة هذه الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية في دولهم. اي اهتموا ووقعوا في فخ البرجوازية وسعاراتها الكاذبة والوهمية.
بعد عام 1991 تفتتت غالبية الاحزاب الشيوعية واليسارية الى عدة احزاب متناطحة ومتصارعة فيما بينها وتركت العدو الرئيس لهم الا وهو الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، اضافة الى غياب المركز للحركة الشيوعية واليسارية العالمية الحقيقي والمنظم لعمل ونشاط الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية.
ان المخرج الوحيد والجذري لانهاء التشويش الفكري والايدولوجي والتبعثر والانقسام داخل الاحزاب الشيوعية واليسارية العالمية هو التحضير لعقد اجتماع للأحزاب الشيوعية واليسارية العالمية ويتم اعداد ورقة عمل سياسية واقتصادية واجتماعية وايديولوجية…. من اجل بدء توحيد الحركة الشيوعية واليسارية العالمية وفق برنامج سياسي واقتصادي واجتماعي وايديولوجي عام ولكل حزب يضع برنامجه الخاص به ووفق ظروفه الخاصة مع الاحتفاظ بالثوابت المبدئية والوطنية والاعتماد على النظرية الماركسية اللينينية كمنهج ودليل عمل ومن يرفض ذلك فهو حزب اصلاحي – ليبرالي ليس له علاقة بالفكر الشيوعي وليس له علاقة بالنظرية الماركسية اللينينية وليس له علاقة بفكر ماركس، ولا بفكر انجلس و لينين وستالين، ولا بفكر ماو سيتونغ وفكر هوشي منه..
ان النظام الامبريالي العالمي بزعامة الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين يواجهون اليوم ازمة عامة وشاملة وشملت كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والايديولوجية.. وحتى الاخلاقية… وهو نظام يعيش ازمة دورية ملازمة له وسبب ذلك يكمن في الأساس الاقتصادي والاجتماعي لهذا النظام المريض والمصاب بمرض (( السرطان)).
ان النظام الراسمالي الطفيلي واللصوصي لبس له مستقبل وهو يتحمل جميع الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي حدثت في القرن العشرين والقرن الحالي، الحروب غير العادلة، تفشي فيروس الفساد المالي والإداري تفشي فيروس الامراض ومنها الايدز… جنون البقر… فيروس كورونا….، تنامي معدلات البطالة والفقر والبؤس والمجاعة والجريمة المنظمة والمخدرات…. ان جميع هذه المشاكل وغيرها هي من صنع قادة ابشع نظام اقتصادي واجتماعي وايديولوجي بشع ومرعب الا وهو النظام الراسمالي العالمي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية.
تؤكد الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري لا مستقبل للراسمالية الطفيلة والعدوانية والاجرامية.. مستقبل البشرية جمعاء هو المجتمع اللاطبقي المجتمع الذي يحقق العدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية للمواطنين ومجتمع يخلوا من الحروب والبطالة والعوز المادي مجتمع يحقق التعايش السلمي بين الشعوب التواقة للسلام والتعايش السلمي. وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
ان النظرية الماركسية اللينينية كانت وستبقى حية ودليل عمل للأحزاب الشيوعية المتبنية لهذه النظرية الثورية وان تطويرها وفق الظروف والمستجدات هو واجب رئيس على قيادات الاحزاب الشيوعية التي ترتدي بهذه النظرية وتجديدها وتطويرها لن ولم يتعارض مع جوهر النظرية الماركسية اللينينية مع الاحتفاظ بالثوابت المبدئية للنظرية الماركسية اللينينية هذه هي مهمة القيادات الشيوعية الحقيقة، النظرية لا تقر الجمود وفي كافة المجالات وهذا ما يتعارض مع منهج الديالكتيك. اصلاً.