18 نوفمبر، 2024 1:32 ص
Search
Close this search box.

هواء في شبك

ردنه حمار نركبه، مو حمار يركبنه
وهذا احد اخوتنا الكرد هم بصعود الجبل راجلا، وبعد لم يقطع الا القليل ولكنه تعب واصابه النصب، فرفع يديه نحو السماء واخذ بالدعاء: يارب اريد حمارا اركبه واقطع به هذا الطريق الشاق، انتهى من دعائه واستمر بالمسير واذا به يرى الى جانبه احد افراد الجندرمة، وهو يقود حمارا صغيرا( كر)، فصاح بصاحبنا : تعال ولك ، تعال شيل هذا الكر، فاستسلم الرجل للامر وهو يتمتم : ربي ردنه حمار انركبه ، مو حمار يركبنه. وبعد سقوط صدام دعونا نحن العراقيين ربنا ان يرزقنا بحمار نركبه، وماحدث العكس تماما، فقد جاءتنا مجموعة من الحمير وحدث ماحدث، لقد ركبت هذه المجموعة على ظهور العراقيين، منذ عام 2003 وحتى الآن، وما نشتكي منه ان ذات المجموعة قد رشحت نفسها وبوقاحة لانتخابات 2014، ونحن نخشى الدعاء ثانية، لانهم سيفوزون وكأن الله لم يخلق سواهم، لقد تطعمت القوائم الانتخابية باسماء جديدة لكنها قليلة، ولاتمثل الا هامشا بسيطا بالنسبة للجماعة التي ركبت الشعب.

وها نحن نقترب من الترشيح للمرة الثالثة للنواب وليس للسيد المالكي فقط، وقديما في بغداد كانت لهم عادة وهي من مراسيم الدفن والتشييع لديهم، وهي انهم يرفعون الجنازة في عتبة الباب ثلاث مرات، حين الخروج بها للدفن، وكذلك الامر عند انزالها في القبر، ويقولون في هذا انها ستكون آخر جنازة، وخاتمة للسوء، وفي هذا قال الشاعر على لسان امرأة عاشقة:

(بعد الثلث حطات وانتي ابرجه اهواج…. حيرتي ملج الموت روحي الله يبلاج)

ولا ادري لماذا يقتصر الامر بعدم الترشح لولاية رابعة على رئيس الوزراء والنواب والجمهورية، ولايمتد الى النواب الذين وجدوا سهولة ورخاء العيش في متناول ايديهم، فصارت شغلة النائب اسهل من اي عمل آخر، حتى الاطباء منهم لايريدون العودة الى الطب ومغادرة البرلمان، ومعظم الاسماء الجديدة لاتمتلك التاريخ الكبير الذي يضعها بموقف المنافسة مع الداخلين الى العراق في 2003 مايعني ، ان النواب القدامى فرحوا لترشح وليد مثلا الذي يبدو انه سيغير شعاره من اكو فد واحد في السومرية، الى اكو فد شعب في مجلس النواب، وهذا مثال بسيط ووليد يمثل ربما شخصية كبيرة نسبة الى بعض المرشحين، الامر ليس انتقاصا من شخص معين، بقدر انه اختلاف كبير بين ان تضحك الناس، وتهبط

مباشرة وتطلب بكاءهم، وكذلك بالنسبة للمطربين الذين رشحوا لمجلس النواب، الفنان انسان رقيق وهو لايصلح ان يكون سياسيا، وهذا ينطبق ايضا على الشعراء، وهذا ربما مشكلة كبيرة ترافق الشعب العراقي، لانه لايحترم التخصص، لسنا جميعا مؤهلين ان نكون سياسيين، ولسنا جميعا مؤهلين ان نكون ممثلين مثلا، ولذا استطيع ان اقول انني ارى الفرحة على وجوه المرشحين القدامى، فهم امام منافسين بسطاء ، رجال عشائر، واناس لايمتلكون مؤهلات كبيرة ولاتاريخا سياسيا كبيرا، ونحن نخشى ان يكون هذا السباق على اساس الامتيازات، وفي عكس هذا قرأت عن مجلس النواب في العهد الملكي، ان مرتب النائب كان مساويا لمرتب مدير المدرسة، وانه لايتمتع باي تقاعد، واذا انتهت فترته النيابية يعود الى وظيفته، وحين يتغيب خمسة ايام بدون عذر شرعي يفصل من مجلس النواب، ولايتمتع باي حماية، فقط يحمل سلاحا لحماية نفسه، ولا ادري لماذا العراق يسير بالمقلوب لو بقينا على الامس لكان افضل بكثير من اليوم، ولكننا ومنذ زمان نطلب من الله حمارا نركبه، فيأتينا حمار يركبنا.

أحدث المقالات