دائما ما يحاول صاحب السلطة، ويقاتل من أجل البقاء محافظا على عرش سلطته، ومن أجل تحقيق هذا الهدف، قد يلجأ لإعداد وتنفيذ الكثير من الخطط، لضمان ذلك البقاء وإعطاءه جرعة أمل إضافية للاستمرار.
وبالتأكيد، فان هنالك طرق ووسائل صحيحة ومنطقية لإدامة البقاء واستمراره، يمكن لصاحب السلطة أن ينتهجها ويسير بها لتحقيق غايته وهدفه.
ولكن ما يؤسف له، عندما تفلس السلطة ورجالها، بحيث إنها لا تجد سوى الطرق الرخيصة لتتبعها، متوهمة إن تلك الممارسات قد تحقق لها هدف البقاء على كرسي السلطة.
وعند ذلك فقط، نسمع ونشاهد القرارات الارتجالية، التي تُتخذ على حساب دماء العراقيين الأبرياء أحيانا، لان سلطة الرجل الواحد، عندما تشعر بان بقائها مهدد، فان ثمن بقائها سيكون أغلى بكثير وأهم من دم العراقيين الأبرياء وتضحياتهم.
وإلا كيف لنا أن نفسر القرار الحكومي الذي سمح لمشعان الجبوري بالعودة للعراق، بعد الاتفاق الذي جرى بينه وبين رئيس الوزراء من خلال عراب الاتفاقات الرخيصة عزت الشابندر.
وليس هذا وحسب، بل ان الجبوري يتلقى اليوم الدعم والإسناد من قبل رئاسة الوزراء مباشرة، ويتحرك تحت حماية قوات الجيش العراقي، الذي كان بالأمس يروج لقتل إفراده ومهاجمة قطعاته من خلال قناة الفتنة قناة “الزوراء”.
وحتى عندما اتخذ قرار استبعاده من الانتخابات، نجده اليوم يؤكد في كل تصريحاته على انه عائد للانتخابات من جديد، وكأنه ان هنالك جهات متنفذة مؤكده له هذه العودة.
فهل يعقل أن تصل المتاجرة بتلك الدماء البريئة التي سفكت بسبب الترويج الطائفي الذي كان يمارسه الجبوري، من اجل كسب عدة أصوات أضافية، قد تساهم في محاولات البعض للبقاء في السلطة؟.
وهل يعقل أن يتم العفو عن شخص، امتدح الإرهاب ووصف القاعدة بـ”الإخوان”، وشهد لهم شهادة للتاريخ بأنهم أول من قاوموا الاحتلال الأمريكي؟.
وهل يعقل أن نجعل الجيش العراقي البطل يحمي أنسانا تجرأ امام الملايين، ورقص على جراح العراقيين ووصف الطاغية صدام بـ”الشهيد” وتفاخر بمدحه وتمجيده؟.
وهل يعقل أن نحتضن أنسانا يرى إن المصالحة في العراق، لا يمكن أن تتحقق إلا بعد إرضاء حارث الضاري وهيئته اللا إسلامية؟.
هل يمكن أن يحدث هذا كله من أجل البقاء على كرسي السلطة؟