إذ ومنذ أيام تُثار ضجّة دولية ” غربية ” بالضد من منظمة الأونروا ” التابعة للأمم المتحدة ” والمتخصصة في اغاثة شؤون اللاجئين وتشغيلهم في قطاع غزّة ومدنها , والذي أدّى ذلك الى وقف وقطع تمويلها من 12 دولة اوربية ” من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا والمانيا ” حيث يُعتبر هذا التمويل المالي ويُشكّل عصب الحياة لِثلاثة مليون ونصف مواطن ولاجئ فلسطيني في مجالات الغذاء والماء والدواء ومرادفاتها في مستلزمات الحياة في حدّها الأدنى .! .. يتفاجأ الرأي العام الجماهيري العربي ( قبل الغربي او الأوربي ) بأنّ دولة اسبانيا قد شذّت ايجابياً عن هذه التوجهات الأوربية – الغربية , وسارعت على عجلٍ بالتبرّع السريع او البالغ السرعة بمبلغ ثلاثة ملايين ونصف مليون يوريو< للإونروا > في محاولةٍ لضخّ الأوكسجين للمنظمة او لفلسطينيي القطاع , ولعلّ أهمّ ما يُشار اليه بالصدد هذا أنّ دولة اسبانيا قد سبقَ لها التعرّض تأريخيّاً الى < غزوٍ او فتحٍ ! عربيٍ – اسلاميٍ > مّما قادَ الى مصطلح ( الأندلس وطارق بن زياد والمضيق الذي جرى تسميته بأسمه عالميا Jibraltarوالى غاية الآن .! , لكنّ النبال النقدية المدببة تتجه وتتسدد نحوَ الصمت المطبق للملوك والأمراء والرؤساء العرب في او عدم التبرّع ولو ببضعة دولاراتٍ شكلية ! للإونروا , كيما تستعيد التوازن والثبات ! … ولم تهتزمشاعر القادة والزعماء العرب تجاه وأمام التظاهرات الإحتجاجية الكبرى في دول الغرب والتي لامصلحة لتلك الشعوب فيها
بقي أن نشير او نعيد التأشير بأنّ سبب قطع الدعم المالي للأونروا يعود لما ادّعته اسرائيل بأنّ 12 شخصاً فلسطينياً من الموظفين العاملين في هذه المنظمة قد شاركوا في هجوم السابع من اكتوبر الماضي على المستوطنات والقواعد الإسرائيلية , فإذا ما صحّ الإدّعاء الإسرائيلي هذا ” وهو أمرٌ ممكن ” , فإنّ مجموع موظفي الأونروا في القطّاع يبلغ 3000 موظفاً , وهنا لابدّ من القول والتساؤل عن تعميم العدد القليل على المجموع الكبير , وهذا ما يقود الى حرمان الشعب الفلسطيني في مدن القطّاع من المساعدات التي تقدّما منظمة الأونروا , علماً أنّ المقاتلات الإسرائيلية قتلت بعض موظفي هذه المنظمة خلال غاراتها الجوية , لكنّ زعماء الغرب غضّوا الأنظار والأبصار حول القتل .!