18 نوفمبر، 2024 1:24 ص
Search
Close this search box.

لننتخب النساء …

لو كنا رجالاً ــ لأنتخبنا النساء … لو كنا اوفياء لحليب امهاتنا وصبر وشجاعة زوجاتنا واخواتنا وبناتنا , وتوجعنا لرؤية المعاناة العراقية على يوميات اراملنا وايتامنا ومعوقينا ومهجرينا , لأنتخبنا النساء , اذا اردنا الأعتذار للوطن وملايين الضحايا صادقون في استعادة المسروق والمهرب من ثرواتنا الوطنية وارزاق اهلنا , علينا ان ننتخب النساء , اذا اردنا التحرر من لووثة السقوط الأخلاقي الأجتماعي والضمائري , وتقطيع شرايين المساومة مع مؤسسات الفساد وزمر الأرهابيين والعمالة واجتثاث مخلفات الأحتلال الخلاقة للأحقاد والكراهية والفتن التي تتاجر بها حثالات العملية السياسية , ونكون اكفاء على اعادة تشكيل الدولة العراقية وبناء الوطن وحمايتة وضمان الحريات الديمقراطية والعدل والمساواة بين مكوناته , علينا ان ننتخب النساء , انهن اساس صبرنا وسفن نجاتنا من غرق الحروب والأحتلالات والحصارات , وثبات وحدتنا بوجه مجندي اشعال الفتن والأقتتال الداخلي .
عندما اجتمع الرجال حول طاولة المندوب السامي الأمريكي بول بريمر , وعبر هجين مجلس الحكم الموقت , تم الأتفاق على انجاز المشروع الأمريكي للتجزئة والتقسيم وتحاصص الوطن والناس والجغرافية والثروات على اسس طائفية عرقية , وشرعنت الدسيسة عبر دستور معوق وديمقراطية لديكة تغرد ( تعوعي ) تصريحات وخطابات ووعود كاذبة من دون ان تترك تحتها بيضة نافعة , انها النموذج الطائفي لديمقراطية الفرهود الشامل , في ذلك المجلس الذكوري ما كان للنساء حضوراً , وعندما اتفقوا على تمزيق الهوية الوطنية العراقية المشتركة , استبدلوها بخرائب الهويات الفرعية , صمدت المرأة العراقية بوجه اعصار الفتنة وجنون الأقتتال والذبح والذبح المضاد على الهوية , واستمرت قلباً نابضاً بالتسامح والصدق والمحبة والأيمان بوحدة المصير العراقي , وعندما حدثت هستيريا الفرهود الشامل ( الحوسمة ) واغتصاب ثروات وممتلكات وتاريخ الوطن , كانت دموع المرأة تعيد غسل ضمير الأمة من لوثة الأستهتار الغبي بالذات العراقية .
المرأة وبعد ان وضعتها انانية الرجل وضعفه المعنوي على الدرجات الثانية والثالثة والرابعة في مسلسل الزواج ( الأمتلاك ) الأخير , مرغمة صبرت وتعايشت مع جرح كرامتها واحاسيسها وقبلت اهانة القسمة مع ضراتها ولم تتخلى عن واجبات الأمومة والحرص على تربية الأجيال من خارج حصار الخراب الأخلاقي والأجتماعي لمؤسسات الدولة الذكورية , حريصة على ترقيع الثغرات التي فتحتها شهوات الرجل في كيان العائلة .
المرأة ومهما كان انتمائها القومي والديني والطائفي والعقائدي والمناطقي تبقى اماً لا يتسع قلبها لأسباب الفرقة والتمييز والكراهية والحسد ازاء اطفال جاراتها وكأم يحتضن حنانها الطفولة دون تمييز ولا تغادر ذاكرتها قدسية الحمل والولادة والرضاعة ولغة المحبة ورغبة الأندماج الطوعي, لهذا فهي الأحق بالثقة وجديرة ان نهديها اصواتنا ونرفع من شأن مسؤوليتها بغية اصلاح حاضرنا وتقويم الطريق نحو مستقبل اجيالنا .
بين المرأة والمرأة لا يوجد ما يبرر ان يتنازعا ويتصارعا ويتكارها من اجله , فقلوب الأمهات والزوجات والأخوات والبنات لا مكان فيها لمزابل الكراهية والأحقاد وافتعال العداوات وحرائق الفتن , اشد ما تخشاه ان تكون فلذات اكبادهن حطباً لحرائق الرجال , لهذا ومن اجل عراق جديد متحرر ديمقراطي مسالم يسوده العدل والمساواة عبر دولة مؤسساتية مدنية , علينا ان ننتخب النساء بمستوى لائق من التعليم والوعي والحكمة  والأستقلالية ونقاء الأنتماء والولاء الوطني , بعيداً عن خدعة الـ ( 25 % ) المؤممة اصلاً , المصممة كأطار دعائي ( چرچوبة ) لتحسين صورة  الحزب والكتلة والكيان الذي رشحها , لا تمتلك الأستقلالية ولا تخرج من ثكنة الأئتلاف الا بأذن , فالرجل وعبر آلاف السنين من الأستئثار والتملك والقمع والعدوان والتوسع تغيرت وظائف جيناتـه فاصبحت مستهلكة لذاتها مفترسة لخارجها , مبتكرة لما يلائم طبيعتها منظومة من الأديان والشرائع والقوانين والقيم والأعراف الذكورية بمجملها .
ما يدعو للتفائل وتعزيز الثقة في المستقبل العراقي , ان هناك ستة ( 6 ) كيانات نسوية رشحت للأنتخابات القادمة , ومن اجل ان ننقذ العراق من سلطة حيتان الفساد والتخلف علينا ان نأتمن ثقتنا واصواتنا داخل كيانات المرأة الباسلة  .
لو افترضنا ان تكون النساء رئيسات لبعض الكتل الرئيسية , ونصف مجلسي الوزراء والنواب والمحافظات ومؤسسات الدولة , هل ستحصل كل تلك الكوارث والمصائب التي احلت بالعراق واهله , ثم استحلفكم باللـه , لوكانت المهندسة المعمارية العراقية زهاء حديد التي فازت من بين مائة امرأة كأعظم نساء العالم ناقصة العقل , فأي عقل يمتلكه روزخوني الخواء الفكري والضميري للطوائف والأعراق؟؟؟ ولو قدر لتلك العالمة المتميزة ان تكون ( لا سامح اللـه ) , زوجة او اخت او ابنة وزير عدلنا ( سماحة ) الشيخ حسن الشمري او اخر من ذات البيئة , فأي قدر كانت قد انتهت اليه ان لم تكن دجاجة ( مع اعتذاري ) في احدى المزارع الطائفية لدواجن المسيار والمتعة وتخريفات العهر الجهادي … ؟؟؟؟ .

أحدث المقالات