1- تؤكد الحتمية التاريخية لتطور المجتمع البشري بنهاية الراسمالية كتشكيلة اجتماعية واقتصادية قائمة وهذا ما اكده ماركس العظيم.
2- الراسمالية لم ولن تشكل نهاية التاريخ، بل هي زائلة كما زالت العبودية والاقطاعية وهي نفس الشيئ ستزول حتما،وبهذا الخصوص يشير البروفيسور المجري توماس سانتوس الى ان الراسمالية كانت نتيجة مرحلة هامة من العملية التاريخية الموضوعية، وان نشؤها مثل انحطاطها وسقوطها لن يكون مصادفة تاريخية بل ضرورة موضوعية مشتقة من الاتجاهات العامة للتطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمع البشري.
3-النظام الراسمالي وفي مرحلته المتقدمة الامبريالية عاش ويعيش ازمة عامة وشاملة وشملت كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والمالية… وحتى الاخلاقية المثليين والجندر انموذجا حيا وملموسا على ذلك. وفشل النظام في وضع حلول جذرية لاازمة نظامه المازوم بنيويا ويمكن جوهر، سبب الازمة في طبيعة النظام الاقتصادي والاجتماعي للراسمالية اي في شكل ومضمون الملكية الخاصة الاحتكارية لوسائل الانتاج.
4- حاولت الراسمالية وفي مرحلتها المتقدمة الامبريالية معالجة جزء من ازمتها العامة عبر اشعال الحروب غير العادلة بهدف تصريف جزء من ازمة نظامها المازوم ولكن فشلت في ذلك تم تفكيك الاتحاد السوفيتي بفعل الخيانة العظمى في قيادة الحزب الشيوعي السوفيتي، غورباتشوف وفريقه المرتد ياكوفلييف وشيفيرنادزة ويلسين وكرافجوك… تقويض دول اوربا الشرقية وضمها للناتو، الهجوم اللاشرعي واللاقانوني ضد الشعب اليوغسلافي، افتعال ما يسمى بالارهاب الدولي ((ومحاربته)) بهدف تقويض الانظمة المناهظة لنهج الامبريالية الاميركية وحلفائها المتوحشين، تقويض طالبان، تصفية اسامة بن لادن… بدعة سيناريوهات الهدم والتخريب ومنها ما يسمى بالربيع اللاعربي وتقويض الانظمة العربية ومنها العراق المحتل اليوم ليبيا، سوريا، اليمن، اشعال الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي وغيرها من الخزعبلات الاخرى وكل هذه الاعمال الشنيعة واللاانسانية والمخالفة للقانون الدولي الإنساني ام تنقذ امبراطورية الشر والكذب والاجرام من ازمتها العامة.
5- ان تفاقم واشتداد التناقضات العدائية داخل المجتمع الطبقي البرجوازي الاميركي وتعمق الفجوة الاجتماعية والاقتصادية لصالح النخبة الاوليغارشية الحاكمة وتفشي المخدرات والجريمة وتنامي معدلات البطالة والفقر وعودة الامية واشباه الاميين وتنامي معدلات المديونية الداخلية والخارجية والتي بلغت حتى اذار \ 2018 نحو 220 ترليون دولار وهي في تزايد مستمر ومع هذا يتزايد الفقر والبطالة والعوز المادي للغالبية العظمى من الشعب الاميركي. اضافة الى دخلت اميركا في اكثر من مأزق خطير سيؤدي إلى خلخلتها داخلياً ومنها: مازق الحرب الاميركية الاوكرانية ضد شعب الدونباس والشعب الروسي وخطر مضاعفات هذا المأزق على الوضع الدولي، مأزق الشرق الأوسط ومنها الحرب غير العادلة ضد الشعب الفلسطيني \ الغزي و احتمال خطر نشوب الحرب مع ايران وكذلك مشكلة تايوان وخطرها العالمي خطر وتازم الكوريتين… وضعها الداخلي المازوم بنيويا وفي كافة المجالات. اضافة الى ذلك ووفق المعلومات ان 25 ولاية تؤيد ترامب، 25 ولاية تؤيد بايدن ويمكن ان تكون الانتخابات الرئاسية المقبلة في اميركا قد تؤدي الى انقسام جدي في المجتمع الاميركي وكل قسم لن يعترف بنتائج الانتخابات الرئاسية وبالتالي انقسام في المجتمع الاميركي واحتمال نشوب حريق الحرب الاهلية في اميركا.
6- لقد فشلت خدعة ما يسمى بالديمقراطية وحقوق الإنسان والتعددية السياسية كشعارات ارهقت وعذبت ونهبت وقتلت شعوب العالم كافة بهذه الخزعبلات بدليل ما يحدث من تنافس شديد بين قيادة الحزب الجمهوري والديمقراطي الاميركي ما هو الا دليل حي وملموس على فشل وهزيمة ما يسمى بالديمقراطية الاميركية ولغاية الان غير معروفة النتائج الاولية للانتخابات الرئاسية المقبلة في اميركا، المرجح ان يفوز ترامب ولكن انقسام المجتمع الاميركي، من يؤيد ترامب ومن يؤيد بايدن، وان المحكمة الدستورية العليا في اميركا هي من ستحسم الامر غي النهاية من الناحية القانونية ولكن لا يستبعد من ان يكون مصير ترامب مصير كندي…،ومن هنا ينبع الخطر والمازق للولايات المتحدة الأمريكية.
7- ان انقسام المجتمع الاميركي كان متوقعا بسبب السياسة الداخلية للقيادة الاميركية وخاصة في زمن بايدن، وبسبب ذلك اعلنت ولاية تكساس الاميركية عن نيتها باعلان الاستقلال عن الولايات المتحدة الأمريكية وايدتها 25 ولاية اميركية اي 50 من الولايات ايدت ولاية تكساس وتملك هذه الولايات قوة عسكرية بحدود 202 الف عسكري اي نحو 50 بالمئة من القوة العسكرية علماً ان هذه الولايات تمتلك ايضاً قوة اقتصادية هامة وكبيرة بدليل مساهمة ولاية تكساس في الناتج المحلي الإجمالي الاميركي بنحو 2،5 ترليون دولار فقط؟
8- نعتقد،ان مستقبل اميركا اليوم هو في خياران الاول:احتمال نشوب حريق الحرب الاهلية وهناك ارضية لذلك، والخيار الثاني هو تفكيك الولايات المتحدة الأمريكية الى دويلات مستقلة وهذه الخيارات تتطابق مع الحتمية التاريخية لتطور المجتمع الطبقي البرجوازي الاميركي فهذه الخيارات قائمة اليوم في المجتمع الاميركي. المستقبل القريب سيكشف لنا مفاجآت كثيرة حول ذلك؟
انظر مقالاتنا :
1- د.نجم الدليمي، هل ستتفكك اميركا؟ الحوار المتمدن، العدد، 6898،في، 14\5\2021.
2- د.نجم الدليمي، اميركا وطريق الانتحار الطوعي، الحوار المتمدن، العدد، العدد، 7524، في،17\2\2023.