عندما نتصفح أوراق التاريخ نجد أن الانحراف ابتدأ مع استخدام المناورات الغير مشروعة في العمل السياسي، ولم يثمر عن اي نجاح، والدولة الاسلامية التي صعدت سريعا في بعض مراحل حياتها، بوسائل القوة الغير مشروعة والكذب والدهاء والتأمر والقتل، كما في الفتوحات الاسلامية ماذا انتجت اليوم…؟
الإسلام يؤمن أن العمل السياسي يحتاج إلى حُنكة وحِكمة وقُدرة على توظيف الأحداث للوصول للغايات، ضمن مُحددات شرعية وأخلاقية معروفة، لا يمكن تجاوزها، ولا يوجد في الإسلام شيء مُطلق ضمن مبدئ الغاية تُبرر الوسيلة، إلا إذا تَخلى مَن يؤمن بذلك عن انتمائه للإسلام، فلإسلام يُقر أن الوسائل من جنس الغايات.
فمن يُريد الخدمة في أي مَجال لا يمكن أن يستخدم وسائل غير شرعية للوصول، وهذا هو قياس لتمييز اصحاب الاهداف السامية عن سِواهم، فمتى كانت الوسائل ملتوية وغير مشروعة لا يمكن أن تنتج حالة اطمئنان وثقة بالغايات المعلنة، أوقد تنتج ما يطمح إليه المواطن.
تبعية ذليلة امام العدو الأول للإسلام، تخلف في كل المجالات، شعوب تعيش على الهامش وسط عالم متصارع الأفكار كل يريد ان يثبت وجوده، خيراتها يمول بها اعدائها، حكام كل ما فيهم سيء، فهم أرذل وأشر مواطنيها.
نتج هذا ربما من العقلية الصحراوية التي عليها العرب واستصحابها معهم لجسد الدولة الإسلامية، أو أن التدخل الخارجي في الدولة الإسلامية مع بداية نشوؤها هو من رسم طريق هذه الامة.
وعلى هذا أصبحت عقلية معظم المسلمين تعتقد أن السياسة البارعة هي خداع ومكر ونكث وعود.
والحقوق أو توفير الامن والمنعة لا طريق له إلا بالتشدد والنفاق والتلون، وأن الناجح سياسيا هو الأكثر دهاء وقدرة على التأمر، رغم انهم يحصدون يوميا نتائج هذه السياسة ويلات وتخلف.
اما سياسة الإسلام التي تؤمن بأن السياسة حكمة وحنكة وتحكم بضوابط وشروط شرعية أخلاقية، غدت غريبة ومستهجنة ومن يمارسها ويؤمن بها يعده البعض غير متمكن من العمل السياسي، ولا يمكن أن يُعيد حق أو يوفر استقرار…!
وهذا عين ما نشهده في العراق، حيث يعتقد البعض ان من يدعون للوحدة والشراكة الحقيقية والحوار والتنازلات المتبادلة ناتجه عن ضعف فيهم …!
أو أن من يمارس سياسة الإسلام اليوم يوصم بإخفاء نواياه الحقيقية وأهدافه البعيدة، ويتم التأليب ضده تحت هذه التهمة.
كل هذه الممارسات اصبحت واضحة للمواطن العراقي، ولن يكون الاعلام المضلل هو قائد الفترة القادمة في توجيه الاصوات في صناديق الاقتراع، الاختيار والتغيير في المرحلة المقبلة هو ما ننشد لنصحح التاريخ المبتور ولنغير التاريخ الحالي.