15 نوفمبر، 2024 12:23 م
Search
Close this search box.

شمر و الحسين بن علي

شمر و الحسين بن علي

تولى يزيد بن معاويه  كخليفة للمسلمين كوريث لأبيه ،ولكن تنصيبه جوبه بمعارضة من قبل بعض المسلمين وكانت خلافة يزيد التي دامت ثلاث سنوات عبارة عن حروب متواصلة، ففي عهده حدثت ثورة كربلاء ثم حدثت ثورة في المدينة انتهت بواقعة الحرة ونهبت المدينة. كما سار مسلم بن عقبة المري إلى مكة لقتال عبد الله بن الزبير وأصيبت الكعبة بالمنجنيقات. حاول يزيد بطريقة أو بأخرى إضفاء الشرعية على تنصيبه كخليفة فقام بإرسال رسالة إلى والي المدينة المنورة يطلب فيها أخذ البيعة من الحسين الذي كان من المعارضين لخلافة يزيد إلا أن الحسين رفض أن يبايع “يزيد”(4)
وصلت أنباء رفض الحسين مبايعة يزيد واعتصامه في مكة إلى الكوفة التي كانت أحد معاقل القوة لشيعة علي بن أبي طالب وبرزت تيارات في الكوفة تؤمن أن الفرصة قد حانت لأن يتولى الخلافة الحسين بن علي واتفقوا على أن يكتبوا للحسين يحثونه على القدوم إليهم، ليسلموا له الأمر، ويبايعوه بالخلافة. بعد تلقيه العديد من الرسائل من أهل الكوفة قرر الحسين أن يستطلع الأمر فقام بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن أبي طالب ليكشف له حقيقة الأمر. عندما وصل مسلم إلى الكوفة شعر بجو من التأييد لفكرة خلافة الحسين بن علي ومعارضة لخلافة يزيد بن معاوية وحسب بعض المصادر الشيعية فإن 18,000 شخص بايعوا الحسين ليكون الخليفة ( راسل أشراف الكوفة الإمام الحسين – ما يلي على الحسين بن علي من شيعته المؤمنين والمسلمين اما بعد فجيء ،هلا فإن الناس ينتظرونك ، لا رأي لهم غيرك فالعجل..العجل.ثم العجل. العجل والسلام (5) ( العجل ثم العجل العجل والسلام) وهذا التكرار في رسالتهم لا يفيد غير العزم والتصميم طبعا، ولا شيء آخر.
ونتيجة هذه المبايعة وتزايد شعبية عقيل في الكوفة (كتب بعض العملاء إلى يزيد ، ومن الكوفة أيضا، أن مسلم بن عقيل قد قدم إلى الكوفة وبايعته الشيعة للحسين بن علي بن ابي طالب فإن يكن لك في الكوفة فأبعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك فإن نعمان بن بشير رجل ضعيف ، كتب يزيد إلى ابن زياد واليه في البصرة يطلب منه أن يذهب الى  الكوفة ليسيطر على الوضع ،واخذ يتهدد ويتوعد المعارضين والرافضين لحكومة يزيد6)
ومن الأمور التي تأخذ بالعجب أن الذين كتبوا للحسين طالبين منه بالإسراع بالمجيء إلى الكوفة ومبايعته سرعان ما انقلبوا عليه وأصبحوا من أشد أعدائه.
ولا تذكر المصادر سبب هذا التبدل سوى وصم التصرف بالخيانة والغدر، وخوفهم من بطش ابن زياد الوالي، ولكن استقراء لتاريخ وأحداث تلك الفترة ، كانت المصالح الشخصية وراء هذا التبدل ، بحيث دفعت بهؤلاء القادة حتى إلى قتل مسلم بن عقيل على يد بعض أتباع أبن زياد في الكوفة ، فقد سار الحسين إلى الكوفة رغم التحذيرات التي تلقاها بتبدل الأوضاع في الكوفة بعد مقتل مسلم، هذه الأحداث التاريخية وغيرها التي مرت على العراق هي التي كانت من الاسباب المباشرة في تكوين النعرات الطائفية والدينية .

الاحداث حسب تسلسلها التاريخي:
ما نود ان نشير إليه بأن واقعة الطف حدثت حسب التاريخ الميلادي في 12/10/680، لقد دامت الحروب بين الدولة الاسلامية وبيزنطة طيلة عهد الامويين ومنذ تولي معاوية الخلافة ، حيث بدأ بإعداد الحملة الاولى في نفس عام توليه الحملة الأولى، وزودها بالعدد والعدة ، وجعل على رأسها ابنه وولى عهده يزيد، ولم يتخلف صحابة رسول الله ( عن الجهاد فى سبيل الله، فانضموا إلى هذه الحملة متمثلين أمام أعينهم، قول الرسول (لتفتحن القسطنطينية فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش) آملين أن يتحقق فيهم قول الرسول (أول جيش يغزون مدينة قيصر مغفور لهم ) (7) واستمر القتال لحين محاصرة جيوش المسلمين للقسطنطينية عاصمة بيزنطة منذ عام 674 م إلى عام 680 م أي لمدة سبع سنوات ، وانتهى القتال بينهما حيث لم تتمكن جيوش المسلمين من السيطرة عليها في معارك شرسة اشترك فيها الأسطول الإسلامي وجيوش ومتطوعين(8)

من هم قادة جيش يزيد؟
في أستعراضنا للمصادر الاسلامية أطلعنا على اسماء بعض القادة الذين كانوا على رأس هذا الجيش والجموع التي استخدموها في قتالهم ضد الامام الحسين
إن من قتل الحسين كما جاء في معظم المصادر الاسلامية هم:
شمر بن ذي الجوشن هذا الشخص هو المتهم الأول في استشهاد الإمام ولا زال الشيعة في العاشوراء يلعنونه لأنه قطع رأس الحسين بالسيف هو وآخرون ، حيث نقرأ( 9): وأقدم عليه ــ الشمر ــ بالرجالة، منهم أبو الجندب ــ واسمه عبد الرحمن الجعفي ــ وسنان بن أنس النخعي، وخولي بن يزيد الاصبحي، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرِّضهم، فمرَّ بأبي الجندب وهو شاك في السلاح، فقال له: أقدم عليه، قال: وما يمنعك أن تقدم عليه أنت! فقال الشمر: إليَّ القول ذا؟ قال: وأنت تقول لي ذا! فاستبا، فقال له أبو الجندب ــ وكان شجاعاً : والله لهممت أن أُخضخض السنان في عينك والمصادر تقول عنه أي (عن شمر) بأنه شهد حرب صفين مع الامام علي وهو من كتب إلى الحسين يدعوه للكوفة شبث بن ربعي: من الأشراف المعروفين، وكان له دور متميِّز في القتال إلى جانب علي عزرة بن قيس الاحمسي: من الذين كاتبوا الحسين أو بالأحرى الذين كتبوا إلى الحسين وكان قد كلّفه عمر بن سعد بمحادثة الحسين عن سبب مجيئه فرفض استحياء لأنه كان قد كتب إليه بالمجيئ عبد الرحمن بن أبي سبرة يزيد بن الحرث بن يزيد بن رويم: من الذين كتبوا إلى الحسين بالقدوم إلى الكوفة حجار بن أبجر: من الشخصيات المعروفة بالانتهازية السياسية، فقد تجسّس مرَّة على الخوارج بشكل شخصي وعمرو بن الحجاج الزبيدي)

ولو تعمقنا بالقراءة لعلمنا من هم هؤلاء الذين كانوا سببا في مقتل الامام الحسين وهم يتحملون المسؤولية الكاملة عن استشهاده ، أنهم قادة وأشراف الكوفة وقد خاضوا حروبا وفتوحات مع علي بن أبي طالب وكان كل فرد منهم على رأس آلاف المقاتلين في حربهم ضد ابن علي بن أبي طالب وهم يعلمون من هو..
يقول أبو الفرج في روضة الواعظين: إن حامل رأسه ( أي رأس الحسين ) سنان بن انس قال ، فأقبل سنان حتى أدخل رأس الحسين إلى أبن زياد وهو يقول :
أملأ ركابي فضة أو ذهبا إنا قتلنا الملك المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا وخيرهم أن ينسبون النسبا
فأجابه أبن زياد : ويحك إذا علمت إنه خير الناس أبا واما فلم قتلته ، فضرب عنقه وعجل الله بروحه إلى النار ..
وحسب رواية أخرى بأن شمر ذي الجوشن من قبيلة بني كلاب وأسمه شرحبيل بن قرط الضبيبي الكلابي وكان قد بايع علي بن ابي طالب وشارك إلى جانبه في معركة صفين بعد ذلك تمرد عليه وشارك في قتل الحسين، وهو الذي قطع رأس الحسين 0 وقد قتل بعد واقعة الطف، على يد المختار بن ابي عبيد الثقفي.

تنويه تعليق
الحسين قتله المسلمون انفسهم وقتله كان انتقاما لما حدث في صدر الاسلام من حروب بين النبي وبين الوثنيين بقيادة ابو سفيان وابنه معاوية وكما هو معروف للجميع بان بني امية لم يعترفوا برسالة النبي واسلامهم كان في فتح مكة خوفا من السيف وان قتل عثمان كان فرصة ثمينة لهم ليعلنوا مؤآمراتهم على الاسلام بحجة الطلب بثاره فكانت واقعة الجمل وصفين وبعد استتباب الامر لهم غدوا ينتقمون لقتلاهم وكان الحسين واهل بيته هم اول الضحايا. عندما عرفهم الحسين عن نفسه في كربلاء وعن خيانة العهد الذي عقده اخوه الحسن مع معاوية كان جوابهم واضحا بان اسلامهم لم يكن عن قناعة ابدا لذا قالوا نقاتلك بغضا لابيك يا ابن قتال العرب.اليس يزيد هو القائل:
لعبت هاشم بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحي نزل.
اما اسلام الصحابة فهو اسلام مصلحي وليس اعتراف بان النبي مرسل من الله لان افعالهم بعد وفاة محمد تشهد عليهم واول فعل هو خصامهم مع بعضهم  رغم انهم مبشرون بالجنه. على الباحثين عن حقيقة الاسلام ورموزه ان يقرؤوا كتاب (محنة العقل في الاسلام) لمصطفى جحا ففيه الحقائق الدامغة عن مؤامرة الدعوة الاسلامية.المسلمون عامة والعرب خاصة (تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى).
 
المصادر والمراجع
3- مبعوث الحسين (ع) ص 11 نقلا عن مقتل الحسين للخوارزمي
4- محمد كرد علي / الاسلام والحضارة العربية/ ج2 ص185
5- مبعوث الحسين مصدر رقم (3)
6- حافظ ابن عساكر / تاريخ دمشق ص 161
7- هذا القول منسوب للنبي محمد ويقال بأنه موجود في البخاري ولكن الحقيقة ما هو موجود فعلا ليس كهذا القول وإنما جاء في صحيح البخاري في الجزء الثالث ( 1069)ما يلي: (حدثني إسحاق بن يزيد الدمشقي حدثنا يحيى بن حمزة قال حدثني ثور بن يزيد عن خالد بن معدان أن عمير بن الأسود العنسي حدثه أنه أتى عبادة بن الصامت وهو نازل في ساحة حمص وهو في بناء له ومعه أم حرام قال عمير فحدثتنا أم حرام:
أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا ) . قالت أم حرام قلت يا رسول الله أنا فيهم ؟ قال ( أنت فيهم ) . ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصرمغفور لهم ) . فقلت أنا فيهم يا رسول الله ؟ قال :لا
8- مقال للباحث ابرم شبيرا منشور في عنكاوا كوم من هو سرجون الذي قتل الأمام الحسين بن علي (سلام الله عليه)
حسب إدعاء السيد مقتدى الصدر؟؟
.9 – تاريخ الطبري / تاريخ الامم والملوك / الجزء الرابع ص292
10- بحار الانوار ج 44 ص 334
11- مجموعة الوثائق السياسية للعهد النبوي والخلافة الراشدة، جمعها محمد حميد الله ـ دار النفائس ـ بيروت، الطبعة السادسة 1987.
12- تاريخ الطبري الجزء (3)
13 نفس المصدر السابق (الطبري) ص405 والصفحات اللآحقة حول قادة جيش زياد
*البداية والنهاية – ابن كثير – الجزء الثامن

أحدث المقالات

أحدث المقالات