18 نوفمبر، 2024 3:45 ص
Search
Close this search box.

مشاكل العراق الطافية على السطح ..هل الانتخابات القادمة تحل مشاكله ؟

مشاكل العراق الطافية على السطح ..هل الانتخابات القادمة تحل مشاكله ؟

في السنوات الماضية اعتقد العراقيون في لحظة زمنية إن تحقيق الأمن والسلام على أرضهم بات وشيكا .. وان نهاية ألآمهم أصبحت ممكنة بعد طول انتظار وعذاب.
  وعند كل إعلان عن وجود خطة أمنية تنتعش آمال العراقيين .. واخذ اعتقادهم باقتراب استتباب الأمن بتعزز .. غير إن تصاعد حرارة الوضع الأمني بدد تلك الآمال وطير ذلك الاعتقاد ليحل محله القنوط .هنالك الكثير من المشاكل الطافية على السطح ،  منها قضية أهالي الأنبار  وما نتج عنها من تداعيات .. ومشكلة الموازنة الخاصة بعام 2014 التي لم تقر لحد الآن ونحن في الربع الثاني من العام نفسه .. وهناك المشاكل مع إقليم كردستان ومنها قضية النفط  .. فضلا عن الكثير من المشاكل الأخرى  المأزق العراقي على هذا النحو مأزق مركب ومتنوع … كل طرف يراهن على الوقت من اجل الاستمرار قويا .. يشكل بوصلة إلى النتائج التي يتوخى  أن لا يعود من العرس بلا حمص كما يقول المثل ..   وليس هناك حساب للحصة الكبيـــــرة التي هي العـــراق ..  فالعراق موزع .. كل جهة لها هــدف .. وكل طرف له حساباته الخاصة وأوراقه  وله خطة وأسلوب في التنفيذ .. وبدلا من أن يكون العـراق الوطـن  غايـة ..  أصبح وسيلة لتحقيق غايات لا صلة لها بمصلحة العراق ..  فالمصير الوطني محفوف بكل ألوان المخاطر ..  والعــراق  الواحـــــد الموحد بات يهـتز في متخيلات المواطنين الذين يسمونهم ” الأكثرية الصامتـة ” ومثل الجنــة في خيال المؤمنين .
مؤخرا قرأت رؤوس أقلام من ترجمة لكتاب  (The End of Iraq  ) للكاتب الأمريكي بيتر جالبيرث ..  يحاول فيه الكاتب  البرهنة من ( وجهة نظره ) بأن العــراق الموحد  ( كما يقول ) ذهب إلى غير رجعة بعد أن كتب ( الأمريكان ) شهادة وفاتــه ، ويبقى عليهم الآن الاعتراف بخطيئتهم الكبرى واستخراج شهادات الميــلاد الخاصة بدويلاته الثلاثة (  كردية موالية للغرب في الشمال ، وشيعية لإيران بالجنوب ، وسـنية بينهما ) ..وهو يقول .. وان التقسيم هو البديل للحرب الأهلية ..  انتهى .. ونحن نقول خسئت يا بيتر وان قراءاتك ما هي إلا أحلام عصافير ..  العراقيون جميعا يحبون وطنهم .. وما هذه القلاقل الحالية  إلا زوبعة في فنجان .. وسحابة صيف عابرة ..
هناك من يقول .. لا مكان للتفاؤل ولا وقت للحلم بعودة الأمن أو باقـترابه .. وهذا يعني إن التشاؤم  سمة الموقف ، وصفة المرحلة ، وهو يرخي بظلاله على كافة الأوساط بمختلف مستوياتها !
  من هو المستفيد ؟ وهل أصبح الوفاق ممنوعا على العراقيين ؟ هل أصبح تعاطيه كتعاطي المحرمات  ؟   ربما جاز أن يطرح سؤال :  هل  يمكن إن يستـتب الأمن إذا لم يكن الوضع السياسي  آمنا وطريقه سالكة أو إذا لم يتوفر وفاق وطني …
  إذا كان الأمر فعلا سياسيا والفعل السياسي إرادة  فإن الإرادة هي التي  تملك الجــواب . ..    فمن يريد العـــراق ..يكون معــه .. ومن لا يريد العراق يكــــــون عليــه ،  سواء تعلق الأمر بالانتخابات النيابية  أم بخطة أمنية  أم سياسية .. أم بوفاق مهما  كانــــــت صيغتـه مرحليا ..
هناك من يعاون في استمرار المؤامرة على العـراق عن جهل .. أو عن سوء نية، وهناك من يعاون مع سبق الإصرار والتصميم ..  فمن المستفيد ؟
هناك قوى تحاول ضرب الوحدة الوطنية واستلاب إرادة العراق السياسية وذلك بفرض مزيد من التآكل على العـــراق .. التآكل سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وبشريا  لكي يتحول العراق بالتالي إلى لقمة سائغة يصبح معها التقسيم أمرا سهلا على كل الطامعين ومخرجا لبعض الإطراف من حالة اليأس المستمرة .
هل هناك مخرجا من المحنة العراقية بعد الانتخابات التي ستجرى يوم 30 نيسان 2014  ؟ هل هناك مخرج آخر يفضي بالعراق والعراقيين إلى الســــلام الذي افتقدوه طويلا .. ؟
ربما يكون يأس الأطراف جميعها هو وحده المخرج .. وهو الحل الذي يمكن التفكير ..
فالمشكلة كبيرة .. وان بعض الاطراف العراقية هي عامـل تعـقيـد .. وما لم يكبـر العراقيـــــــون ويصبحون بحجم العـراق .. فان مشــكلتهم سـتظل أكبر منهـم وأكبـر من العـراق فيضيـع ويضيعــــون معـــــه .

أحدث المقالات