18 نوفمبر، 2024 3:26 ص
Search
Close this search box.

لا أخيرَ يلوحُ في الأفق ..

لا أخيرَ يلوحُ في الأفق ..

عندما يُقتلُ عراقيون أبرياء في ساحة النسور وسط بغداد على يدِ جنودٍ في الجيش الأمريكي فذلك إرهاب (احتلال) محتمل الحدوث , وعندما تُقتلُ أطوار بهجت مع مئات ألاف من العراقيين على يدِ مسلحي القاعدة فذلك إرهاب (تنظيم) متوقع الفعل, ولكن عندما يُقتلُ محمد بديوي ومحمد عباس وعراقيون آخرون على يدِ قوات الأمن والجيش التي تمثل أعلى سلطة أمنية رقابية حكومية, ويعتدى على الكثير يوميا فأي نوع من أنواع الإرهاب هذا ؟_هل هو إرهاب (دولة) ..أخشى وأتحفظ أن يكون ذلك ..

قد يستغرب البعض في بلدٍ ينصُ دستوره على الديمقراطية والتعددية وحرية الرأي يُقتلُ فيه وخلال عشر سنوات مئات ألاف من العراقيين من بينهم أكثر من ثلاث مائة وتسعين صُحفياً و مثقفاً بعضهم برصاص الاحتلال الأمريكي وبعضٌ بالة الإرهاب الأعمى والبعض الأخير قتلته رصاصة الوطن الآمنة (الطائشةِ أو الغاضبة)..

فإذا كان للاحتلال الأمريكي وبقتله المتعمد ( المباشر وغير المباشر ) للعراقيين رسائله الواضحة التي أدركها وعرفها الجميع منذُ اليوم الأول لوطأته الأرض , أنه دخل العراق ليس لتخليصه وتحريره من ظلم صدام والبعث بل لتنفيذ مخططاته المعد لها مسبقاً بإشعال فتيل النزاعات والصراعات الطائفية والحزبية والعرقية والقومية التي نعيشها اليوم وبالتالي تشويه صورة الإسلام دولياً ..

وإذا كان للإرهاب وبأجرامه البشع والفاحش رسائلٌ يشترك فيها مع الاحتلال من جهةٍ بالإضافة إلى أهدافٍ وأغراضٍ مدعومٌ بها عربياً وإقليميا من جهةٍ أخرى و منها إجهاض مشروع الدولة الشيعية في العراق والقضاء عليها ومنع امتداد ما يسمى (الهلال الشيعي) ..

فما هي رسائل قوات الامن والجيش بالاعتداء على العراقيين وقتلهم إن استدعى الأمر ذلك كما حصل مع الشهيد الأكاديمي (محمد بديوي) ومن قبله المدرب الرياضي (محمد عباس ) وعراقيون آخرون (رحمهم الله ) , ناهيك عن الاعتداءات المتكررة على العزل والأبرياء ومنهم الصحفيين والإعلاميين والمثقفين ..هل الهدف منها مصادرة حرية الرأي والعودة إلى المربع الأول و زمن صدام المقبور وتكميم الأفواه وعدم القبول بالأخر. ام لفرض سلطة القانون بهذه الطريقة. وأين نتائج اللجان التحقيقية التي تُشكل بعد كل حادثة والتي ينتظرها الرأي العام الغاضب والمستاء من الحرب النفسية التي مارسها ضده جميع من تسلط عليه ..الجيشُ والأمن هل وجد لحماية العراقيين والحفاظ على كرامتهم وحرياتهم أم العكس؟

ولماذا أيضا أصبح العنف لغةُ إنهاء الحوار والجدال بين المتنافرين ؟ و ما هي نسبة تأثرنا بالإرهاب الذي نحاربه مستنفرين كل الإمكانيات المادية والبشرية حتى أصبحنا جزءاً منه ؟

حقاً إنها أسئلة بحاجة لوقوف المختصين عليها لإيجاد الإجابات الشافية والحلول الواقعية لمعالجة هذه الأزمة التي أصبحت إحدى الأزمات الراهنة في بلد الديمقراطية الأمريكية .. لذا

أتوقع ويتوقع الكثير في ظل الفوضى الخلاقة التي أوجدتها أمريكا في العراق أن لا أخير يلوح بالأفق في قائمة الموت المجاني التي مُلئت بدماء العراقيين البريئة والمخدوعة أنها تعيش ديمقراطيةً حقيقية .لكن أين هو دور وزارة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني من الحملة التي تُشن وتستهدف إنسانية وحرية وكرامة وحياة الإنسان العراقي ؟.

أحدث المقالات