18 ديسمبر، 2024 5:21 م

ليس بالجسر وحده يحيا الإنسان

ليس بالجسر وحده يحيا الإنسان

منذ ان نجح الساسة المصريين الحاليين في الوصول إلى الحكم وهناك حركة عمرانية مميزة في ذلك القطر، انشاء جسور وطرق كبيرة، حل مشكلة الكثير من العشوائيات، مع بناء مدن جديدة، كل ذلك أمر جيد ويحسب لهم، لكن لو علمنا ان الكثير من المستفيدين من هذه المشاريع هم فئات معينة من الشعب، وأن كل ذلك لم يغير حال المثير من الناس الذين يقبعون في مستنقع الفقر ستدرك ان كل هذه الانجازات ليست اقصى طموحات الشعب.
وعلى ما يبدو فإن ساستنا صاروا يحذون حذو اقرانهم المصريين، فعشرات المشاريع السكنية والطرق والجسور التي أصبحت امرا واقعا لم تغني فقيرا ولم تشبع جائعا، بل الأسوأ من ذلك ان المجمعات السكنية التي سلمت لمستثمري الاحزاب لا يسكنها الا ذو حظ عظيم ممن اتخمت جيبه بالمال مهما كان مصدره ولا يعرف أين ينفقه !.
كل ذلك يجري والشعب صامت وخانع، يُعطى الفتات فيهلل ويكبر كأن حصول الناس على ما يسد رمقهم هو اقصى امانيهم وطموحاتهم كأن الفساد المالي والاداري الذي استشرى وانتشر كالنار في الهشيم صار امرا واقعا فلا يمكن لاحد ما ان يصلح ما فسد او حتى يحلم بذلك .
اذا نظرنا نظرة بسيطة الى واقعنا البلد سنجد ان فيه الكثير من رجال الدين والكثير من الجماعات السياسية والاحزاب، لكن الغالبية العظمى من رجال الدين لا يقدمون منفعة حقيقية للناس، بل العكس هو الصحيح، وكذلك الأمر بالنسبة للجماعات السياسية، وسنرى ايضاً ان هناك عملية تخريب شاملة تجري بقصد او دون قصد للمنظومة القيمية في المجتمع، وما الجرائم التي نقرأ عنها ونسمع بها بشكل شبه يومي، وانتشار تعاطي المسكرات واستفحال الأمية والجهل وما تتبعها من بؤس وفقر الا دليل دامغ على ما نقول.
اي الاستقلال السياسي عن الارادات الإقليمية والدولية هي الخطوة الأولى في بناء البلد بشكل سليم للوصول إلى مرحلة العدالة الاجتماعية والتوزيع العادل للثروات، وكذلك ضرورة نبذ الطائفية والمحاصصة التي لا تعمر الا جيوب الفاسدين، وفي الختام.. نقول ان اصوات الشرفاء ستعلو ذات يوم.. مهما طال امد الفساد.