19 ديسمبر، 2024 8:15 م

نظرة الى موقع النظام الايراني في تحولات العام الجديد!

نظرة الى موقع النظام الايراني في تحولات العام الجديد!

نرى في الآونة الأخيرة تحركا سياسيا لافتا في الشرق الأوسط سواء من النظام الايراني أو من الدول الأخرى. القاسم المشترك لنشاطات الدول هو عزل النظام الايراني والاصطفاف أمامه للحيلولة دون تدخلاته الارهابية و المثيرة للفتن في دول المنطقة وسط أجواء التأييد الأمريكي لها. اللجنة الرباعية «لمواجهة التدخل الايراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة» حيث نشطت مع مجيء الادارة الأمريكية الجديدة عقدت اجتماعها في أبوظبي يوم الخميس 4 مارس بحضور وزراء خارجية كل من البحرين ومصر والامارات العربية المتحدة والعربية السعودية بالاضافة الى الأمين العام لجامعة الدول العربية وأكدت في بيانها الختامي أن النظام الايراني قد خرق القرار الأممي 2216 بشأن اليمن عبر توريدها للأسلحة والمعدات للانقلابيين.

ولكن في المقابل، ان نشاطات الجناحين (خامنئي وروحاني) وخلافا لظاهرهما الاقتحامي، ما هي الا عملا تدافعيا في المرحلة الجديدة التي بدأت منذ مدة.

في يومي الثلاثاء 7 فبراير ظهر خامنئي الذي كان منذ انتخاب الرئيس الأمريكي الجديد قد لزم الصمت ليرد في كلمة له على تصريحات دونالد ترامب. ولكنه توخى الحذر بالكامل دون أن يرتكب خطأ وتذرع بتغريدة لترامب لم يكن له وجه رسمي. وكان ترامب قد قال في تغريدة له: «على طهران أن تكون ممتنة للاتفاق المريع الذي أبرمته واشنطن معها. و ايران تلعب بالنار، هم لا يقدّرون كم كان الرئيس اوباما لطيفا معهم، وليس أنا».

لاحقا قال خامنئي الذي لم يكسب لحد الان من الاتفاق النووي سوى تفاقم الصراع الداخلي وتصاعد اجواء الاحتجاجات الشعبية ضد النظام، يوم 11 فبراير عند استقباله رئيس الوزراء السويدي: «من المتوقع العمل كي لا تبقى التوافقات بين ايران والدول الاوروبية مجرد حبر على ورق». وهذا الكلام الذي يعني الاستجداء بينما انه كان قد صرح في أوقات سابقة لأكثر من مرة «اني لم أتدخل في تفاصيل المفاوضات النووية ولن أتدخل».

وفي تحرك آخر توجه حسن روحاني يوم الاربعاء 15 فبراير الى سلطنة عمان والكويت لزيارة استغرقت يوما واحدا. انه قال في مطار مهرآباد: «اننا سندرس الوضع في العراق وسوريا خاصة في اليمن لانهاء سفك الدماء». مضيفا «ان كان هناك سوء فهم سنحله بالمفاوضات». هذه التصريحات من قبل روحاني ان دل على شيء انما يدل قبل كل شيء على خوف النظام من المرحلة الجديدة. لأن النظام كان يعتمد لحد ذلك الوقت على تواجد قوات الحرس في هذه الدول ولم يكن يتشدق بالمفاوضات لحل القضايا والمشاكل.

من جهة أخرى نرى تحولات متلاحقة مهمة في المنطقة حيث تفسر معنى صفة «استراتيجية» الزيارة:

التوتر في العلاقات بين النظام الايراني وروسيا هو واحد من هذه التحولات حيث أبرزت وسائل الاعلام الحكومية للنظام الايراني قلق النظام من ابتعاد موسكو عن النظام. زيارة الحرسي قاسم سليماني الى سوريا وهو محظور السفر لتصنيفه في قائمة الارهاب جاءت في هذا الاطار.

ولا تخفي وسائل الاعلام التابعة لرفسنجاني – روحاني الشكوك والامتعاض بشأن تغيير سياسة موسكو في سوريا على حساب النظام الايراني وتقول «القلق هو أننا ورغم دفع ايران النفقات الكبيرة في سوريا .. أن تتجه التطورات على شكل أن تقوم روسيا بتفصيل القماش حسب مقاسها عندئذ ستكون الخسارة ضعفين بالنسبة لنا» (موقع تدبير الحكومي 14 فبراير).

كل هذه الأدلة تنم عن أن نظام الملالي قد أصبح ضعيفا من كل المناحي وستزداد هذه الحالة في الشهور المقبلة. خاصة وأن الرجل الثاني للنظام الذي كان نقطة التوازن للنظام قد رحل وأصبح الجناحين الآن متضررين من فقدانه.

واذا استحضرنا التحولات التي شهدتها المنطقة خلال شهر أو شهرين ماضيين فيظهر معنى «استراتيجي» لهذه التحركات في مفهوم عبارة أن النظام الحاكم في ايران وبعد تجرعه كأس السم النووي راح يتجرع الآن كأس سم آخر قد يغير مصيره تماما. ويمكن تلخيص الأسباب والمؤشرات التي تدل على ذلك كالآتي:

* رحيل اوباما من ميدان السياسة ومواقف الادارة الأمريكية الجديدة من النظام الايراني

* ابتعاد روسيا عن النظام بعد الاستيلاء على حلب

* اقتراب روسيا الى تركيا والعربية السعودية

* تواجد عسكري وسياسي تركي في المشهد السوري

هذه التحولات تنم عن أن نظام الملالي آصبح على وشك الاقصاء من سوريا وبتبعه من سائر مناطق نفوذه في المنطقة، وبذلك فان تجرع كأس السم الاقليمي بات أمام خامنئي مثل الكأس السم النووي وكأس سم اتفاق الشامل المشترك مما جعل خامنئي أمام مفترق طرق اما التخلي عن تدخلاته في المنطقة أو استمرار سياساته الحالية مما يجلب له ولنظامه الموت.

أحدث المقالات

أحدث المقالات