“قدس” الإيرانية ترصد .. خيارات “طهران” للرد على “تل أبيب” !

“قدس” الإيرانية ترصد .. خيارات “طهران” للرد على “تل أبيب” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لم يكد يمر شهر على اغتيال العميد “رضى موسوي”؛ مستشار إيراني رفيع المستوي، في هجوم لـ”الكيان الصهيوني” على الأراضي السورية، حتى انتشرت الأخبار أمس عن هجوم إسرائيلي على منطقة “المزة”؛ في العاصمة “دمشق”، راح ضحيته وفق بيان العلاقات العامة لـ (الحرس الثوري)، أربعة من المستشارين الإيرانيين والمدافعين عن الحرم، بالإضافة إلى عدد من القوات السورية. بحسب تقرير “سيد حسين حسيني”؛ المنشور بصحيفة (قدس) الإيرانية.

وتلك المرة الخامسة التي تتعرض فيها القوات الإيرانية الموجودة بـ”سورية” إلى عمليات عدائية؛ خلال العام الجاري، وبذلك فقد بلغ مجموع أعداد الضحايا عشرة.

وهذه العمليات ليست سوى جزء من الحدث؛ لأن “الكيان الصهيوني” نفّذ، وبخاصة خلال الأشهر الأربع الماضية من الحرب على “غزة”، العديد من الهجمات على المطارات السورية الهامة في “دمشق وحلب” بذريعة مكافحة ما أسماه بالخطوات الإيرانية التخريبية.

حيرة في مواجهة قوة الدفاع الإيرانية..

تعليقًا على تكرار عمليات استهداف المستشارين الإيرانيين في “سورية” وتداعيات هذه المسألة على “تل أبيب”، يقول “سيد رضا میرابیان”؛ الخبير في شؤون غرب آسيا: “فشلت إسرائيل حتى الآن في تحقيق أي من مخططاتها في قطاع غزة، وعليه هى مضطرة للقيام بأي شيء للتشّويش على الرأي العام. لكن الهجوم الإرهابي الأخير يُمثل نوعًا من انتحار المسؤولين الصهاينة في مواجهة إيران، لأن هذه الخطوة سوف تتطلب رد إيراني سريع وصعب”.

ونفى أن تكون نية الصهاينة تعويض الهزيمة في الأراضي المحتلة بتنفيذ عمليات مضايقة للجانب الإيرانية؛ وأضاف: “يُصارع الكيان الصهيوني على مدار: (106) يومًا الماضية، في جبهات متعددة؛ حيث (حزب الله) من الشمال، و(أنصار الله) في البحر الأحمر، و(الحشد الشعبي) شرقًا، و(حماس) في غزة، وفشل في تحقيق أي إنجازات على هذه الجبهات، وما يسّعى إليها الكيان خلال الأشهر الماضية هو جر إيران للدخول في حرب إقليمية… لكن هجوم الأمس على مقر المستشارين العسكريين الإيرانيين يعكس نوعًا ما حيرة الصهاينة إزاء القدرات الدفاعية والأمنية الإيرانية؛ إذ تمكنت قوات المقاومة في المنطقة بقيادة إيران من تركيع هذا الكيان في قطاع غزة ومساحته لا تتجاوز: (365) كيلومتر مربع”.

العدو متأهب لأي رد..

يتهم البعض “موسكو”؛ (بالنظر للوجود العسكري الروسي الواسع في سورية)، بالتقصّير في التعامل مع هجمات “تل أبيب” على “بلاد الشام”.

وشدّد “أصغر زارعي”؛ الخبير في شؤون غرب “آسيا”، على تقوية الدفاع الجوية وتأمين المجال الجوي السوري، وقال: “منذ استقلال سورية في العام 1947م، أسست روسيا عدة قواعد جوية وعسكرية في هذا البلد، وماتزال علاقات البلدين مستمرة حتى اليوم، لكن أحد أسباب وجود مشكلات فيما يخص الدفاع الجوي هو نفوذ بعض العناصر في هيكل الدفاع السوري، الأمر الذي يُتيح للكيان الإسرائيلي تنفيذ هجمات مسّتغلًا نقاط الضعف الجوي السوري”.

وأضاف مؤكدًا نجاح ضربات (الحرس الثوري) مؤخرًا في إيذاء “الكيان الصهيوني” محليًا وعالميًا: “خسّرت إسرائيل؛ بغضون (24) ساعة فقط، عناصرها في المنطقة نتيجة القصف الإيراني الواسع؛ بحيث يمكن القول إن (الحرس الثوري) وجه ضربة قاصمة للكيان الصهيوني بالهجوم على أربيل”.

وكانت عملية (الحرس الثوري) تستهدف الرد على اغتيال “الكيان الصهيوني” قيادات المقاومة؛ ومن بينهم العميد “رضي موسوي”، والعمليات الإرهابية في “كرمان وراسك”.

وأبعاد هذه العملية ورسائلها واضحة لـ”الولايات المتحدة” و”الكيان الصهيوني”، بمعنى أنه حال القيام بأي إجراء ضد “الجمهورية الإيرانية” ومصالحها في المنطقة، فعلى العدو التأهب والاستعداد لكل أنواع الردود.

واغتيال أربعة من مستشاري (الحرس الثوري)؛ وهم حجة الله “أمیدوار” و”علي آقازاده” و”حسین محمدي” و”سعید کریمي”، إنما هو مؤشر على ماهية “الكيان الصهيوني” الإرهابية في المنطقة.

لكن (محور المقاومة)؛ بقيادة “إيران”، يُحاصر “الكيان الصهيوني” بحرًا وبرًا وجوًا، ورُغم مرور: (106) يوم منذ بداية (طوفان الأقصى)، لم ينجح هذا الكيان في القضاء على (حماس) وتحرير أسراه.

بالأمس كان “قطاع غزة” يقع تحت حصار عسكري إسرائيلي، لكن هذا الكيان يقع منذ ثلاثة أشهر تحت حصار قوات المقاومة، لدرجة أن (أنصار الله) أغلقت كل الطرق البحرية باتجاه الأرض المحتلة، وتلك أكبر ضربة سياسية وعسكرية واقتصادية للكيان خلال الثمانين عامًا الأخيرة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة