إذ اُزيح السيد محمد الحلبوسي من رئاسة مجلس النواب منذ اسابيعٍ بقرارٍ قضائيٍ معروف .! حيثُ بدا أنّ الدولة او الحكومة لا تبتغي متابعة حيثيات وتبعات التُهم التي تسببّت بإزاحة الحلبوسي , ولأسبابٍ يكتنفها الإبهام وعلائم الإستفهام اللائي غدت تدور حول نفسها حتى بالإتجاهات المتعاكسة .! , وكأنّه بتعمّدٍ بعدم تنوير الجمهور او إخفاء بعض الحقائق المُغيّبة عنه .! ومع اللُّتيّا والتي , فقد رشّح ” حزب تقدّم ” الذي يرأسه الحلبوسي السيد ” مشعل الكريّم ” لرئاسة البرلمان وقد حصل وحصدَ ارقاماً كثيرة او هي الأعلى لتبوّء هذا المنصب الرفيع , لكنّ السيّد ” الكريّم ” سرعان ما – احترق فلمه – وفق التعبير المجازي الدارج , اذ اتّضح وانكشفَ اعلامياً وفيديوياً أنّه يطالب بتطبيق أحكام < حسن البنّا وسيّد قطب – ابرز قادة حركة الأخوان المسلمين منذ نحو منتصف القرن الماضي > , وسبق وان طالبت مصر من العراق ” قبل سنتين ونيف ” إدراج الأخوان المسلمين في العراق كحركة ارهابية مُتّفق عليها عربيا وعالمياً , لكنّ الحكومة العراقية آنذاك رفضت الطلب المصري .! , يُستشف أنّ مشعل الكريّم كأنّه ينحو ويتّجه مسبقاً الى تحويل العراق او سلطة البرلمان كما حركة طالبان المتطرّفة , ومن السذاجة السياسية المفرطة الإعلان المسبق لمرشح حزب تقدم هذا عن اهدافه ونواياه او نيّاته المُبيّتة .! ولماذا لم يؤخرها او يؤجّلها الى حينٍ وموعدٍ آخر بعد مباشرته المفترضة لرئاسة البرلمان .!
الإستشفاف والإستقراء والإستنتاج الستراتيجي الآخر , هو أنّ بوصلة ” حزب تقدّم ” برمّته او مجمله عموما متّجهة على ذات مسار الحلبوسي والكريّم في هذا الشأن الذي يُعتبر شائناً في نظر عموم الشارع العراقي على الأقل .! , فلذا ولذلك فالمسألة المتسببة بهذه المعضلة لم تعُد مسألة جمع اكبر عددٍ من الأصوات ” التي من غير المفهوم كيف تمّ جمعها او تجميعها دون سواها ” كما لم تعد اطلاقاً منح رئاسة البرلمان الى ” السُنّة ” التي من المحال ان يمثلها هذا الحزب , والحقيقة الدامغة أنّ ” السُنّة ” في العراق وفي الأقطار العربية الأخرى لا تمتلك أيّ قيادة سياسية تمثّلهم , ولا يسعون نحو ذلك .!
إذن فالمسألة امست واضحت مسألةً نوعيّةً ووطنيّة مجردّة , ولا علاقة لها بمن سيحسمها , سواءً الإطار التنسيقي او سواه من اطاراتٍ وتياراتٍ أخريات .! , ولا ينبغي ابداً ترك البرلمان بدون رئاسةٍ للبرلمان طوال هذا الوقت الضائع .! بينما العراق يواجه تعقيداتٍ سياسية داخلية وخارجية بالغة ويصعب تفكيك رموزها المشتركة والمتداخلة في المدى المنظور القريب .!