لو سألت صيدلانيا ما عن طبيعة دواء البسكوبان على سبيل المثال او الفولتارين أو التينورمين أو الأموكسيل ثم لم يحر جوابا فستعلم فورا بأنه طارئ على المهنة ولاريب، ولو سألت طبيبا عن طرق الوقاية والعلاج من القولون العصبي أو الصرع أو الجلوكوما أو السكري ولم يعطك جوابا علميا شافيا فستعلم لامحالة بأنه مدع كذاب ، والكلام يصدق على ذوي الاختصاص في كل مهنة ،ولاشك انك لو سألت 75% من ساسيينا المفترضين ان لم نثل أكثر ، عن أي مصطلح من مصطلحات فن الممكن أو مفهوم من مفاهيمها لأسقط في يده ولم ينبس ببنت شفه ، لمسنا ذلك جليا من خلال متابعتنا لتصريحات الكثير منهم عبر وسائل الأعلام المختلفة فهم لايفرقون بين الفدرالية والكونفدرالية، ولايميزون بين التيوقراطية (حكم رجال الدين ) والبيروقراطية ( حكم المكتب ) ولابين الأوتوقراطية (حكم الفرد ) والتكنوقراطية ( حكم النخبة الأكاديمية التقنية المستقلة ) والكلام يصدق على الأرستقراطية (حكم الأغنياء والطبقة الخاصة )والديمقراطية (حكم الشعب ) والبراغماتية (الذرائعية ) و الليبرالية ( التحررية) و الامبريالية (الدولة التي تعتاش على ريع لا تبذل فيه جهدا ) فضلا عن الشوفينية ( العصبية القومية ) والديماغوجية (النزول عند رغبات الرعاع ) والراديكالية ( الأصولية ) اضافة الى الميكافلية والمكارثية وغيرها الكثير وباتوا – أي المرشحين – يشوشون على الناخب عبر خلطهم الممجوج بين تلكم المفاهيم بطريقة تنم عن جهل مطبق وأمية مقيتة بأبسط قواعد اللعبة السياسية بل وبمكونات ومقادير طبخاتها أيضا.
ولو سألت أي منهم عن البلوتوقراطية لضرب أخماسا بأسداس مع انها هي التي تتحكم به واقعا وما علم انها حكم الأثرياء تتميز فيها الطبقة الحاكمة بالثراء وفي ظلها ، تكون درجة التفاوت الاقتصادي عالية فيما يكون مستوى الحراك
أما عن الكومبرادور وجل سياسيينا ( كوبمرادورييون ) حتى النخاع فأن أحدهم سيقول لك وبالبغدادي الفصيح ( هذا وين يزين ) وما درى انها تعني الرأسمالية غير المنتجة وان كانت ابنة بارة لها، وتمارس نشاطاتها المشبوهة في البلدان -النائمة- حصراً ، ويتمثل عملها في السمسرة، والتوكيل، وبث قيم الاستهلاك الترفي، وتدمير الاقتصاد الوطني، وتجارة العملة، والتهريب وتحويل الدول النامية الى مجرد مستورد تابع وغير قادر على الانتاج والاستقلال الاقتصادي.
وتعد الرأسمالية الطفيلية التي تعتمد على مجموعة من رجال الاعمال المحليين الطفيليين المرتبطين بالشركات الاجنبية في الخارج أهم عائق في طريق الانتاج المحلي وتشغيل العاطلين ونمو الاقتصاد الوطني وهذه الرأسمالية هي واحدة من طلائع الدولة العميقة ومن ابرز كتائبها الضاربة ذات اليمين وذات الشمال ، وهي احد ارهاصات فشل الحكومات واجهاض خططها او حرفها عن مسارها على اقل تقدير ، ومع ذلك فأن المرشحين أو لنقل جلهم لايعلمون شيئا عنها وعن مخططاتها أليس كذلك أيها “الدجاج قراطيون” بق بق بق باق .اودعناكم