أبوح لك بأمر ونحن في منتصف فصل شتائي يشتد برودة كلما بسط حضوره في مسام الورق وفي جلدي…
أخبرك بعد أن تقلص مداد قلمي كأن الأجواء الشتوية نابت عن كتاباتي….
بعد انكماش أبجديتي على السطر برغم تراكمات الأحرف الكتابية في مخيلتي… كأن الشتاء جاء مختصراً شارحاً كل المفردات المكتوبة باسمه….
لا يمكن تصور ارتجافي وأنا أقف على جانب حرف عصي على الخروج من رحم القلم كأن كتلة صمت متجمدة تسد الفوهة….
إنني أصارع حتى مفرداتي في حلبة الورق لأبقيك على مقربة من الأشياء المتوهجة على هيئة نص مكتوب بجر حبر وضوء حرف…
إنني أتساءل هل تصلك رسائلي باردة كبرودة كانون الثلجي العاصف من خلال سطر عصي على الكتابة…
لو كان بأمكاني أن أبعث لك شتاءات مطرزة بحبات الندى الصباحية وهي تتزحلق من أعلى نافذتي….
لو كان بإمكاني أن أعبر طريقاً آخر أكثر دفئاً وأكثر هدوءاً من تداخلات الطرقات الضيقة وهذا الشتات المبعثر على رصيف حرف طويل…