أن الذين يمولون الفضائيات والصحف والمواقع والصفحات الالكترونية المنكوسة والمعادية ؛ ويشرفون عليها ويحركون ادواتها المأجورة وجيوشها المرتزقة ؛ كالخفافيش المختبئة في جوف الكهوف المظلمة ؛ يستهدفون العملية السياسية الجديدة برمتها , والتجربة الديمقراطية عينها , وقيم التمدن والحرية وحقوق الانسان ومثل الديمقراطية … ؛ و اعتراضاتهم المستمرة واحتجاجاتهم المزمنة ومعارضتهم الازلية لا تستهدف هذه الحكومة المنتخبة او تلك , ولا تقف بطريق تكليف رئيس الوزراء الفلاني او الكذائي … الخ ؛ بقدر ما تستهدف تحطيم التجربة ذاتها , والرجوع بعقارب الزمن الى الوراء , حيث مظاهر الاقصاء والتهميش والتبعية والشعارات الهلامية المنكوسة والطائفية والعنصرية والقمع وتكميم الافواه واستخدام الاجرام والارهاب بكافة اشكاله والوانه وصنوفه , والتآمر على الاغلبية والامة العراقية ؛ بالتعاون مع كل شذاذ الارض وشراذم المعمورة ومجرمي المخابرات الخارجية .
ونتيجة لما سبق ؛ تكاتفت خفافيش الظلام وضباع الطائفية والارهاب والبعث وجيوش الاعلام الاصفر – المدعومة استعماريا واستكباريا – على اعلان الحرب النفسية والاعلامية على الاغلبية الاصيلة والامة العراقية ؛ و أصبحت هذه الحرب الضروس مكشوفةً وعلنيةً بعد أن كانت مستترةً نوعا ما في ظل حكومات الفئة الهجينة والانظمة الطائفية البائدة ، أو كان ينكرها كثير من الناس لاسيما السذج منهم او المؤدلجين او الجبناء ؛ إما طمعاً في الحصول على المكاسب او خوفا من عصابات الارهاب والبعث والطائفية والانفصالية ومن لف لفهم او تغير الظروف وتبدل الاحوال السياسية ورجوع عتاة الاجرام والارهاب والطائفية والعنصرية الى سابق عهدهم واستلام مقاليد السلطة في العراق – لا سامح الله – ؛ او بسبب الغباء والسذاجة واتباع الهوى والعواطف والجهل … .
ولكي تنطلي هذه الحرب الناعمة والغزو الاعلامي الاصفر ؛ على حمقى وسذج و(غمان) الاغلبية والامة العراقية , حرص القائمون على هذه الاوكار الاعلامية ؛ على رفع الشعارات الوطنية والمناداة باسم الهوية والامة العراقية والمطالبة بتلبية المطالب المحلية ؛ وهم كانوا وما زالوا ؛ يفضلون المصري الغريب على العراقي الاصيل , ويقدمون مصالح الفلسطينيين على العراقيين , ويفتحون ابوابهم وبيوتهم امام شراذم الاجرام والارهاب الاجنبية , للفتك بالعراقيين بلا رحمة , ويصرفون اموال الجنوب العراقي على اعمار مدن الدول العربية ولعل عاصمة الاردن ( عمان ) من اوضح الشواهد على ذلك … الخ , ويتباكون على ايتام وارامل العراق , وهم الى هذه اللحظة يباركون العمليات الارهابية والاجرامية لفلول التنظيمات الطائفية , ويترحمون على النظام البعثي وجلاوزة صدام الذين قتلوا الملايين , والذين ذاق الايتام في عهدهم الاسود الامرين , وعانت في زمنهم الاغبر الارملة والمرأة العراقية من مختلف الالام والعذابات ؛ اذ كانت تجبر على دفع ثمن الاطلاقات النارية التي اودت بحياة زوجها او ابنها او ابيها , وكذلك تأمر بعدم البكاء عليهم او اقامة العزاء لهم … ؛ وامثال هؤلاء المخربون متواجدون في كل عصر ومصر , وقد حذر منهم الامام علي كثيرا ؛ اذ جاء في احدى خطبه التاريخية والتي تحذر من اساليب هؤلاء المكرة والدهاة , فقد قال : (( … فلو أن الباطل خلص من مزاج الحق لم يخف على المرتادين، ولو أن الحق خلص من لبس الباطل، انقطعت عنه ألسن المعاندين، ولكن يؤخذ من هذا ضغث ومن هذا ضغث، فيمزجان، فهنالك يستولي الشيطان على أوليائه، وينجو الذين سبقت لهم من الله الحسنى … )) اذ يعلم هؤلاء المخربون انهم اذا جاءوا بالباطل الصريح ؛ رفضهم الناس , واذا جاءوا بالحق تضررت مصالحهم لانهم ضد الحق اصلا , ولكي تنطلي خديعتهم على الناس ويمرر مخططهم الشيطاني ؛ يأخذون شيئا من الباطل وشيئا من الحق ويمزجان الامرين معا , حتى يقع الاشتباه والتشويش على الناس ؛ ويصاب البعض بعدم التمييز بين الحق والباطل ؛ لامتزاج القضايا الصادقة بالقضايا الكاذبة , و رفع شعارات الحق من قبل اهل الباطل …
تبين لنا بكل وضوح أن الاعداء والبعثية والطائفية والارهابية والانفصالية والمرتزقة يديرون معركة إعلامية مركزة وقوية، ويحشدون لها أفضل الطاقات، ويضخون فيها مبالغ ضخمة جداً، وقد كانت النتيجة حصولهم على شعبية جارفة في مناطق الوسط والجنوب والعراق … ، صحيح أنها تضررت بشكل كبير عقب فضح طائفيتها من قبل احرار وشرفاء وغيارى الاغلبية والامة العراقية ؛ إلا أنها ما تزال تخدع قطاعا واسعا من العراقيين الاصلاء والناس والرأي العام العربي ، ولا تزال خيانة وغدر وعدوان وإجرام البعث والتنظيمات الارهابية بحق الشعب العراقي قضية جدلية تقبل النقاش والأخذ والرد عند قطاعات واسعة من العرب والمسلمين والعراقيين السنة .