22 نوفمبر، 2024 10:42 م
Search
Close this search box.

لاتنتخبوا الهوية الطائفية

لاتنتخبوا الهوية الطائفية

يروج البعض مع كل استحقاق انتخابى جديد أن العراق يسير للأفضل وانه سينعم بالاستقرار الذى يرافق الوقوف أمام صناديق الاقتراع مرة بعد مرة ورغم أن كل التجارب الانتخابية الماضية لم تحقق هذا الاستقرار المنشود ولم تحل مشكلة العراق إلا أن البعض يصر على اختزال الديمقراطية فى صناديق الانتخابات وإجراءاتها الشكلية بشكل منفصل عن الأوضاع العامة التى تحيط هذه العملية الانتخابية التى قد تزيد من تعقد الظروف وإرباك المشهد.وعلى عكس ما يتوقع أنصار الديمقراطية والدولة المدنية الحقيقيين من “تحالف العربية” بعد حملة تهيئة وحشد وإقناع للرأى العام جعلت من هذا التحالف لا بد أن يأتى لإنقاذ العراق ، والمشهد الانتخابى يبدو محسوما. والواقع يقول إن “تحالف العربية”سيحصد مقاعد يفوق التصور وأن المسألة صارت مسألة وقت تنتهى فيه إجراءات الانتخابات وخطواتها ليصبح تحالف العربية بيضة القبان لموازنة التحالفات السياسية .

ونحن مقبلون على الانتخابات العراقية يحتم على كل ناخب التمحيص الدقيق للقوائم الانتخابية واختيار الافضل لكي يقود دفة البلد وهو واجب كل عراقي شريف يريد التغيير، اما من سينتخب من أجل فكرة “طائفية” أو لمصلحة فهو قد فرط في واجبه الإنساني والشرعي والوطني . يعني إن الجميع مسؤولون عن كل كارثة حاصلة أو ستحصل في البلد، إن تقاعست ايها الناخب فلقد قصرت، وإن اعطيت صوتك لمن ليس أهلا له فقد قصرت، وإن اخترت على أساس طائفي أو لأجل مصلحة (او دوام مصلحة) فقد قصرت ومن يقصر في حق نفسه قد يغفر الله له ، و من يقصر في حق الشعب العراقي فإن الله شديد العقاب ، وإن يأستم من تحقق الإصلاح في حياتكم فإبدأو بصنع عراق يعيش فيه أولادنا بسلام امنين ومرفهين.

من أجل الأجيال القادمة، من أجل وقوفك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، من أجل بكاء الأرامل واليتامى والثكالى ممن فقدوا اعزائهم في مسلسل الدم العراقي، اختاروا من هو أهل للمسؤولية، لا تنتخبوا من خذلكم في الانتخابات السابقة ،لاتنتخبوا سراق المال العام ،لاتنتخبوا من جاء مع المحتل ،لاتنتخبوا من شارك في كتابة الدستور الفاشل ،لاتنتخبوا من كرس الهوية الطائفية ،لاتنتخبوا من يتكلم عن معاناة الشعب العراقي وهو في الخارج ،لاتنتخبوا اصحاب “الجنسيات المزدوجة” فأن ولائهم لتلك الدول وليس للعراق . انتخبوا ممن لديه مشروع انتخابي متكامل في مقدمته تعديل الدستور وتعزيز الهوية العربية العراقية .

كونوا حكماء في اختياراتكم، جسورين في قراراتكم، لا تدعوهم يوهموكم بمسألة (شيعة أو سنة) فإن الشيعي والسني هما عراقيان أحدهما صادف ان يولد في منطقة شيعية، و الاخر في منطقة سنية، ولم يختر أحدكم مذهبه وحتى دينه بنسبة 99% ، كونوا احرارا في دنياكم و انتخبوا من يقول (أنا عراقي) ولا تنتخبوا من يقول (انا شيعي او سني) فإن الدين و المذهب هو للرب، وإن الوطن للجميع، و أنا متأكد إن الله سوف يحاسب في النهاية كل من ساهم في إذكاء نار الطائفية ولو بحرف او حتى بصمت فكيف إذا كان بصوته، إنتخبوا من هذه القوائم تلك التي تنادي بالدولة المدنية لأنها الحل الوحيد لخلق عراق قوي امن لكل الطوائف، و انتخبوا في ضمن القوائم من المرشحين من لديه تاريخ حافل بالتواضع و المساعدة و حب الناس .وحمى الله العراق.

أحدث المقالات