يقبل العراق اليوم على واحدة من أهم وأخطر المراحل في أعوام التحول الذي يشهده منذ اكثر من 10 سنوات ، مرحلة تحدد مصير بلد الأنبياء وشعب الاوصياء كونها تتميز بعمق الصراع السياسي المبتنى على البعد الطائفي الدموي المقيت الذي ينفذ بأدوات الشعب نفسه وتحركها أيادي الخفاء لإدامته وتغذيته وإذكائه !! يقبل العراق اليوم على الانتخابات البرلمانية وهو يحمل آلام ومصائب لا يجرؤ على تحملها أقوى بلدان العالم والمصيبة الكبرى هي أنه تجرع هذه المصائب على يد أبنائه ومن ادعى الانتساب لتربته الطاهرة وشرب من عذب ماء الفراتين العظيمين ، مشاكل وازمات وحروب سياسية وعسكرية وامنية واقتصادية وتضييع أموال وهدر للثراوت وامتهان مناصب وتسقيط سياسي متبادل وتغييب وتضييع للحقوق نتائج كارثية كان المسبب الأول في حدوثها واستمرارها فتاوى دينية أوجبت على الناس انتخاب من لايصلح للأنتخاب سرعان ما اثبتت الأيام فشل تلك الفتاوي في انقاذ ما يمكن انقاذه لتؤكد مدى عمق وظلام الهاوية التي أوقعت تلك الفتاوى الشعب فيها لتجعله لقمة سائغة للمفسدين والانتهازيين والنفعيين ، فلم تنفعهم القبلية ولا الولاء للمرجعية في إخراجهم من المستنقع الموحل الذي وقعوا فيه لأن الواقع بكل بساطة لا يرحم ولايمكن رشوته ولايمكن قطع لسانه لستر عورات من لايصلح للانتخاب ، فتاوى ضيعت الامانة بسبب الجهل وسيطرة أهل المكر والخديعة وتسلطهم على عقول السذج الذين تصورا أن لا حل ولامناص إلا بإعادة انتخاب هؤلاء ، والواقع والضمير يقول كما قال سماحة المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني (دام ظله) ” هل عقمن النساء العراقيات الطاهرات .. وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار..أين شيوخ العشائر النجباء ..أين التجار والوجهاء والاعيان المحبّون للعراق وشعب العراق …. ” على الشعب أن يعلم تكليفه الشرعي في عدم وضع المفسدين ممن ثبت فسادهم وانحرافهم في مواقع السلطة والمسؤولية مهما كانت بسيطة لأنها ستعد جريمة جماعية يشارك بها الجميع في ذبح العراق مرة اخرى كما ذبح الجهل والعمى والخداع والفتاوى الضالة الإمام الحسين (عليه السلام) !! فهذا البلد هو امانة بأعناقكم أيها العراقيون فانتم المحاسبون وأنتم المذنبون وانتم المفسدون وانتم القتلة وانتم الطائفيون إذا وصل الفاشلون مرة اخرى الى محاجر السلطة وامسكوا بدفتها … فلا تضيعوا أمانة السماء .