22 نوفمبر، 2024 11:24 م
Search
Close this search box.

دعك من تخويف الناس بداعش …. وأبرز برنامجك ؟!

دعك من تخويف الناس بداعش …. وأبرز برنامجك ؟!

هي دعوة موجهة الى دولة القانون بزعيمها السيد المالكي ، ضرورة الابتعاد عن تخويف الناس من الارهاب وداعش،فكلنا يعلم ان المؤسسات الاستخبارية تعلم بهذه التفجيرات قبل حدوثها ، كما ان قصة “داعش” هي معلومة للجميع وكيف كانت تتحرك في صحراء الانبار قبل دخولها المدن دون اي تحرك ضدها قبل اشهر مضت .

المهرجان الاخير لدولة القانون ، والاعلان عن الكتلة ، بدا اعلاناً باهتاً ،بل لا توجد اي تغطية او اهتمام اعلامي له ، بالرغم من التحضير الكبير ، والاموال التي يملكها الحزب الحاكم ، والامكانيات الهائلة والمسخّرة لدعايته الانتخابية ، ولكن بدا الاعلان باهتاً ضعيفاً لا وجود له على الساحة الاعلامية ،سوى قناة العراقية ، وهذا من البديهيات ولا نستغرب ذلك كونها قناة حزبية بامتياز ،خرجت عن نطاق عملها في تمثيل العراقيين جميعاً الى ممثلة للحزب الحاكم بامتياز ايضاً ، وهي دعوة الى الفائزين في الانتخابات القادمة في ضرورة اعادة هيكلتها ، لتتحول الى مؤسسة اعلامية مستقلة حالها حال اي قناة فضائية ، وابعاد الدولة والحكومة عن اي سيطرة للاعلام .

المهرجان الذي اقيم في واسط ، والذي حضره رؤساء الكتل المؤتلفة في دولة القانون ، هو الآخر اعتمد كثيراً على لهجة التخويف للمواطن العراقي ، وان “داعش” قادمة ، وان الارهاب قطع المياه عن الجنوب ، وغيرها من اساليب لا تنم عن قوة في الخطاب ، بل عكست تخبطاً واضحاً وضعفاً في طريقة مجاراة المواطن العراقي ، وكسب صوته في الانتخابات البرلمانية .

تحدث رؤساء الكتل ، فكان حديثاً مقسماً للادوار ، بعيداً عن اي واقع فالسيد الشهرستاني تحدث عن النفط ، ولا اعلم الى اليوم ما هي العلاقة بين السيد الشهرستاني والنفط ، والذي اعتمد في حديثه على الوعود والامال ، والتي لم ولن تتحق لسبب بسيط جداً ، ان مرور ثمان سنوات من عمر الحكومة ، ولم يتحقق اي تطور في مجال النفط ، سوى اضافة العدادات ، والتي خرجت من نطاق العمل في الدولة النفطية المتقدمة ، ليستخدهما العراق في القرن الواحد والعشرون ؟!

بعدها تلا السيد العامري ، محفوفاً بالمبادى التي دعى اليها ، حيث أكد “اننا لسنا رجال ثورة بل رجال فكر ومبادئ” ، ويبدو ان السيد الوزير نسى او تناسى ، قضية الطائرة التي اسقطت علم العراق ودولته الحديثة ، وللاسف لو كنا نملك معيار واحد للدولة ، لكنا اليوم بخير ، ولكن هذه الحادثة ضيعت اي وجود لدولة تسمى العراق ؟! ، ولا اريد ان اقارن بين الماضي والحاضر ، ولكن للاسف نُجبر على العودة  ومقارنة حكم اولاد حكام الجور والسلاطين ، والتي كانت نهايتهم في حفر الجرذان .

لهذا هي دعوة الى جميع الكتل ، وفي مقدمتهم دولة القانون ، ان يكون البرنامج الانتخابي هو المعيار الحقيقي للدعاية الانتخابية ، وان لا يعتمدوا كثيراً على ارهاب الناس وتخويفهم من “داعش” لان الشعب اصبح واعياً جداً لما يجري ، ولايمكن ان ينجر مرة ثانية لمثل هكذا اساليب ، لا تعكس صورة جيدة عن تاريخ واضح للدعوة ورجالها ، من تضحيات وجهاد ضد الديكتاورية ، لهذا لماذا لايصار الى اعتماد مبدأ البرنامج الانتخابي وتقديمه الى الجمهور ، ثم لماذا لايصار الى عقد مناظرة بين اقرب منافسيكم ومن على شاشة التلفاز وامام الشعب العراقي ،ليطلع ويعرف حقيقة مرشحيه ؟

والا عندما نشاهد المهرجان الذي عقدته “كتلة المواطن” في مكتب الحكيم ، نشعر بالغبطة لمثل هكذا تنظيم يعكس الصورة الديمقراطية للحكيم ومجلسه ، وحضور ملفت من جماهيريه ومحبيه ومن عامة الناس، كما انه مصداق حقيقي للدعاية الانتخابية ، فقد طرحوا برنامجاً واضحاً متكون من أكثر من 190 صفحة ، وفي مختلف المجالات والجوانب .

يبقى على الكتل التي تتنافس من اجل خدمة بلدها ، ان تجعل “خدمة شعبها ” شعاراً لها ، وان لا تنسى أن من اتى بهم يمكن ان يغيرهم ، كما يجب على الدماء الجديدة التي ستدخل البرلمان ، ان لا تندفع كثيراً باتجاه الشخصنة والفئوية الحزبية ، وان تلتزم بتوجهيات المرجعية الدينية التي رسمت خارطة طريق لمن يريد ان يخدم شعبه كسياسي او في المجالات الاخرى ، لان البرلمان ما هو الا مؤسسة خدمية تقدم القوانيين التي تخدم المواطن العراقي ، وتعكس صورة حضارية لسلوك السياسين الممثلين لهذا الشعب .

أحدث المقالات