21 سبتمبر، 2024 2:50 م
Search
Close this search box.

مع كتابات.. “فردوس إسماعيل”: سحرتني عذوبة أهوار الجنوب والمفردات المليئة بالفرح

مع كتابات.. “فردوس إسماعيل”: سحرتني عذوبة أهوار الجنوب والمفردات المليئة بالفرح

خاص: حاورتها- سماح عادل

“فردوس إسماعيل” فنانة تشكيلية عراقية، ولدت في بغداد عام 1973، حصلت شهادة البكالوريوس من أكاديمية الفنون الجميلة- بغداد- فرع الرسم عام 1990. قامت بتدريس مادة فن الرسم في معهد الفنون الجميلة- قسم التشكيلي- فرع الرسم- بغداد عام 1996 وشغلت منصب رئيس هذا الفرع لفترة من الزمن.

تقوم حاليا بتدريس مادة فن الرسم في المدارس العراقية، شاركت في معارض هامة داخل وخارج العراق ونالت العديد من الشهادات التقديرية.

مرت تجربتها بمرحلتين، الأولى بدأت برسم القبة والهلال ذا الطابع البغدادي ومن ثم دخلت في المرحلة الثانية الى مفردات الأهوار- جنوب العراق واتخذت بذلك بصمة فنية خاصة بها، وتعد المرأة محورا أساسيا في أعمالها الفنية ورمزا تفصيليا ومتكاملا ومتقنا للغاية.

كان لي معها هذا الحوار الشيق..

* متي بدأ شغفك بالرسم وكيف تطور وهل وجدت الدعم من الأسرة؟

– مرت مر السحاب حاملة بذلك الكثير من الذكريات العطرة لتراب الأرض وليتها توقفت فوق رأسي، حيث أبقى أعيش بحلم أبدي لم تدنسه شراسة الحياة وضجيجها. في تلك السنوات الجميلة والقليلة وكأنها ساعات بل لحظات، أحسست حينها بجمال الوجود الحياتي مصحوبا بحديث وأقاصيص ذلك الساحر الصغير (قلمي الملون). هنا كانت البداية التي لن تنتهي…

* كيف تصفين تجربتك مع تدريس الرسم وهل الأجيال الجديدة لديها الحماس والمثابرة والموهبة؟

– أولا وأخيرا من يخلق الجو الفني هو الفنان ذاته مرة بخياله وأخرى بعناده وثالثة بجنونه بالوعي الوجودي.

* ماهي المواد التي تفضلين استخدامها؟

– الفنان إنسان مجرب وعليه أن يكون كذلك وأن يكثر من اشتغالاته وعلى جميع الخامات والمواد فلكل واحدة منها جمالها وسحرها. فمثلا قلم الرصاص والرصاص الملون والطباشير والألوان الزيتية والمائية والاكريلك جميعها أخاذة وملهمة.

* هل تأثرت بالفنان “جميل حمودة” وبمن تأثرت أيضا؟

– أما مسألة التأثير والتأثر تكاد أن تكون هي الدرس الأول والمهم لكل إنسان، والفنان على وجه الخصوص فإذا لم تكن متأثرا ومؤثرا ستكون في حالة من التجميد والسكون هذا إن كنت شخصا عاديا، فكيف إذا كنت فنانا ذا موهبة وشغف وتطلع، إضافة إلى أنه كانت هناك تأثيرات في فترة الطفولة وأخرى عند الصبا وما تلته من سنين وأعوام، تأثيرات من البيئة أي رؤية وأخرى سمعية داخليا وخارجيا.

* الحروف العربية والقباب البغدادية مفردات تستخدمينها كيف حاولت التميز في لوحاتك؟

– لا يمكن لنافعة الاشتغال خارج ما تمليه عليه نفسه وذاته، فكل عمل ناجح ويملك القبول سيكون نابعا من الذات وإلا سيحالفه الفشل أو الجمود والانحسار، فالشغف بالشيء يصنع منه أشياء وأشياء ولكوني امرأة شرقية وأعيش في بقعة من الأرض سابحة فوق مساجد وأضرحة أهوارا وأنهارا قبابا ومآذن تصدح بالصلاة والدعاء. أتمنى وأرجوا أن أكون قد تمكنت من لملمتها ونسجها وفق منظور جمالي يحاكي رونقها وجمال سحرها.

* مرت تجربتك الفنية بمرحلتين هامتين الأولي رسم القباب والثانية تناول مفردات الاهوار.. حدثينا عن ذلك؟

– كما ذكرت مسبقا الفنان هو إنسان متجدد ومتغير ويتأثر بكل جميل وساحر وعليه أن يكون كذلك وإلا سقط في هاوية الركود والسكون. أنا أعيش في مدينة ساحرة وجميلة رغم كل ما مر عليها من حاقد وقاتل وهمجي جيوشا أو أفرادا. هي ملهمة الشعراء والمفكرين والأدباء (بغداد) شغلتني بسحرها همت بقبابها ونهرها هلالها وليلها.

فكما هي كذلك سحرتني وأبهرتني جمال وعذوبة أهوار الجنوب الغنية بالتفاصيل والمفردات ذات البهجة والفرح.

* تمثل المرأة محورا هاما في فنك لما؟

– الدنيا هي المرأة والمرأة هي أمي وأختي وابنتي ورمز العطاء فمنحتها ما يجب أن تمنح.

* الألوان مكون هام وساحر في لوحاتك حدثينا عن شغفك بالألوان؟

– اللون هو تعبير عن الوجود بشقائه السعيد والحزين، وقوة اللون تكمن في التمثيل الصادق والواقعي المعبر وعندما يكون كذلك يكون جميلا.

* ما الذي تحاولين توصيله للمتلقي من خلال لوحاتك؟

– أن يشعر ويحس بما أشعر به. اعتقد أن الزمان يعيد نفسه ويتجدد في كل ست أو سبعة عقود، وعندما أسمع وأرى صدى تجربتي الفنية في عيون وعلى شفاه المتلقين أجدها أجمل وأصدق مما أراها أنا وأقيمها وأتمنى أن تكون قد حققت شيئا مما صبوت إليه وأردت أن أبوح به.

* هل هناك جمهور من متلقي الفن التشكيلي وإلي أي مدي هو واعي؟

– نعم الجمهور حاضر وموجود دائما وهو حافز مهم للتجديد والمثابرة كما هو رقيب إيجابي.

* هل يمر الفن التشكيلي العراقي بمشكلات وماهي؟

– رب ضارة نافعة. ما جرى على العراق من ظروف عصيبة ومخيفة وسوداوية،

أيقظ الشعور والإحساس لدى جمهرة الفنانين وفهم التشكيليين بالنهوض وإثارة حالة الإبداع والتجدد، فمن الطبيعي لبلد محتل منذ عقود أن يعاني من صعوبات عديدة وفي جميع المجالات ومنها الفن التشكيلي.

صعوبة في التنقل والتسويق والعرض فضلا عن قلة صالات العرض وعدم وجود إعلام، إلا أنه كان في ذات الوقت دافعا كبيرا ومهما للوقوف بوجه ذلك المارد العصيب.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة