15 نوفمبر، 2024 5:30 ص
Search
Close this search box.

بين الزعيم عبدالكريم قاسم والفريق جعفر العسكري

بين الزعيم عبدالكريم قاسم والفريق جعفر العسكري

 رغمَ مرور السنين الطوال على رحيل كلا الزعيمين , وما اعقب رحيلهما من متغيراتٍ جذرية في الجيش العراقي وفي عموم المجتمع العراقي , فقد إبتدأَ مؤخراً وحديثاً ما بين سجالٍ وجدال متضادّين او متقاطعين يُثار في بعض الميديا والسوشيال ميديا , وحول ماذا .؟ : –

< تأييد وترحيب نصبَ تمثالٍ للزعيم الراحل عبد الكريم قاسم في مقر او مبني وزارة الدفاع السابقة ” في منطقة باب المعظم ” , وبين رافضين لذلك والمطالبة بإستبداله بنصبٍ تأريخيٍ او تمثالٍ للفريق جعفر العسكري < 15 ايلول 1885- 1936 > الذي كان يُطلق عليه ” بأبو الجيش العراقي ” وهو من مؤسسي هذا الجيش , وسبق ان تولّى رئاسة الوزراء إبّان العهد الملكي وقد اطيح به في انقلاب الفريق بكر صدقي ..

وإذ كانت وزارة الدفاع مقرّاً ثابتاً للزعيم قاسم ” بما فيه المبيت اليومي فيها ” ومن هنالك كان يدير او تُدار الدولة العراقية ( وكانت على مسافةٍ قريبةٍ جداً منها وزارات الخارجية والداخلية والإرشاد ” الإعلام ” وقيادة الشرطة العامة , فضلاً عن السجن المركزي بمسافةٍ اقرب .! )

   كلا الزعيمين السابقين تركا بصماتهما بوضوح ” سلباً وايجاباً ” وبدرجاتٍ متفاوتة ومتباينة على المؤسسة العسكرية وعلى عموم الدولة العراقية, وحتى انغكاساتها البائنة على المجتمع العراقي وتياراته السياسية ..

   إذ يمرّ العراق حالياً وآنيّاً بظرفٍ سياسيٍ صعب وخصوصاً بتوتّر العلاقات الأمريكية – العراقية بما يتعلّق بقصف القواعد الجوية الأمريكية – العراقية في سوريا والعراق , والمطالبة بسحب القوات الأمريكية المحدودة واخراجها من العراق وحتى الغاء اتفاقية الإطار الستراتيجي بين بغداد وواشنطن , وبإنتظار ما قد يترتّب على ذلك فيما نبتعد عن خوض غماره وافرازاته وانعكاساته , وإذ نأسف ” بشكلٍ او بآخرٍ ” للإنجرار اللاارادي الذي لابدّ منه ” حول تطورات الوضع السياسي وتسخينه ” , وبقدَر تعلّق الأمر بالسيّد ” التمثال ” وما يُشغل ذلك من مساحةٍ في الإعلام , وتحتلّ مساحةً ما اخرى في الذهن الجمعي للجمهور , فما المعضلة وما ماهيّة المشكلة لو جرى نصب وتشييد تمثالين لكلا الفريق جعفر العسكري والزعيم عبد الكريم قاسم معاً في المقرّ التأريخي لوزارة الدفاع السابقة , التي تُعتبر من ابرز معالم العاصمة او عموم العراق , والى ذلك فإنّ شرف الجنديّة العراقية او الشرف العسكري والوفاء العراقي قد يقتضي ترجمة هذا الوفاء بتشييد تمثالٍ اكبر حجماً للفريق اول الركن المرحوم عبد الجبار شنشل كأقدم ضابط وقائد في الجيش العراقي والوطن العربي , وشَغلَ اطول فترةٍ كرئيس اركان الجيش , وثمّ صار وزيراً للدفاع , ولئلاً تزعل وتستاء منظومة احزاب الإسلام السياسي الحاكمة من هذا المقترح البريء والشفّاف , فقد سبقناه بكلمة < قد > , والى ذلك وبما موصول فلا نقترح بإنشاء ونصب وتشييد تمثالٍ آخر ” بالموازاة ” للشهيد الفريق اول ركن عدنان خير الله ” الذي يحظى بتأييدٍ واسع النطاق من القوات المسلحة العراقية السابقة ” , وذلك كيما لا تتسدّد نحونا السهام والنبال المدبّبة – النقديّة من كُلِّ صوبٍ وحدب , ومن كلّ فجٍّ عميق على الأقل .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات