18 ديسمبر، 2024 8:12 م

يا ارباب السياسة … ستأتيكم نارها إن لم تخرجوهم

يا ارباب السياسة … ستأتيكم نارها إن لم تخرجوهم

في سياق الحسابات السياسية بالعراق , ان الصورة الداخلية لعملية اغتيال قادة في الحشد الشعبي  تظهر انها ; أولآ , عملية نوعية دقيقة  خططت لها ونفذتها امريكا على ارض العراق وبالتحديد على تراب عاصمته بغداد  في مستهل العام الجديد 2024وراح ضحيتها سبعة اشخاص بينهم القيادي ابو تقوى آمر لوا ء النجباء / 12 .

ثانيآ , ان قوات التحالف الدولي التي ترى وتسمع بكاء الثكالى من ذوي الضحايا جراء العدوان الامريكي المتكرر منذ 2014 والى الآن , اثبتت انها صورة لقوات وثنيةواربابها هم قادة من الغرب الخاضع لهيمنة امريكا إن لم يكن نصفهم امريكان فعلآ , ورب قائل من خارج تلك الحسابات يقول : انها قوات لاتضر , ولكنها بإزاء ماحدث في العراق ويحدث الآن اثبتت انها لاتنفع ايضا إلا اسيادها لأنها بمثابة الخمر في ارض العرب ,

وإن كانت لاتضر ولاتنفع فما جدوى بقائها ؟ ولِمَ لاتخرج ؟

الجواب ان الجدوى من البقاء لابد في ما يكمن تحت صورة  عبارة لاتضر ولاتنفع , إذا انزاح معناها لتصبح  عصبة مواصلات خاضعة لأمريكا والغرب العنصري المؤيد للكيان الصهيوني , وبهذا الأنزياح تكون قوات التحالف مسؤولة عنجوانب في العملية وهذا مااعلنه البيان الصادر عن السيد رئيس الوزراء في القاء المسؤولية عليها , لأن القوات المتواجدة لاريب تؤدي مهام عصبة مواصلات ولاريب مؤيدة للكيان في قصفه على غزة وساخطة على الشعب الفلسطيني بأكمله ,

لذلك حقَّ عليها الرحيل من العراق بأعدادها المنضوية تحت عنوان مدربين ومستشارين , إذ من المستحيل ان لايكون هناك عنصرا واحدا  مندسآ بينها ليقوم بمهام الاتصالات , وعنصرا آخر عميل ينسق معه في مثل هذه العملية التي يصعب على احد ان يصدق انها تمت من دون تلك الجهود ,

اما الخوف من تداعيات المطالبة الحكومية بإخراج تلك القوات المعروفة بالسياسة الأمريكية من حصار اقتصادي وتكنولوجي شامل , فذلك أمر يرجع الى قدرة السياسيين في فهم دورهم وهو انهم ليسوا اقزامآ يقفون بين الامريكان وبين خصومهم من ناحية , وليسوا منضوين بأحلاف معهم سواء بالخفاء او العلن وان الحكومة العراقية لاتؤيد التطبيع مع الكيان الصهيوني بموجب اي اتفاقية موقعة ,

وذلك لدواعي دينية راسخة في صميم الشخصية العربية العراقية على مختلف اعراقها , وتتصل بحياتهم ووجودهم ,لذلك تقف بالضد من سياسات الكيان الصهيوني الرامية الى طرد الفلسطينيين وتملصها من كل قرارات الشرعية الدولية والأتفاقيات الدولية المبرمة مع السلطة الفلسطينية , وكل اعمالها العنصرية والقمعية ضد الشعب الفلسطيني ,

وفصائل الحشد المنضوية بجسم القوات المسلحة وفق القانون لايمكن ابدا ان تطمئن لدور القوات المتواجدة في وطنها والى غاياتها العسكرية والسياسية , وهذه الفصائل ليست مظاهرة شعبية لكي تقوم الحكومة بكبح جماحها بصولجانات قوى مكافحة الشغب , واي افتعال لضجة قمعية معها سيكون كل شيء لدينا ولديكم في العر اق قد انتهى من ناحية اخرى ,

لذلك يتطلب من الحكومة شرح ان مايقع عليها من تبعاتالفوضى الصهيونية بالمنطقة يعد امرآ مرفوضآ وعلى الجانب الامريكي ان يقاتل في ميدان القتال الذي صنعته الصهاينة في غزة من اجل ان تتحمل تبعات قتالها هناك من المهتمين بالشأن الفلسطيني والناقمين على الاحتلال الصهيوني وسوف تحصد , عندئذ , من غيضهم المحموم مايرقى الى طرد الصهاينة من الاراضي الفلسطينة ,

عندئذ سترى امريكا نفسها في موقف الموظف الفاسد والمريض المطرود من الوظيفة وهو يعيل عائلة كبيرة , فضلآ عن جرذان بيته الإيجار ولايجد مايطعمهم من جراء سياساته الملتوية مع اقرانه في الوظيفة , وستلجأ امريكا في نهاية الأمر الى مهاترات التهديد بالقنابل النووية او تخرس الى الأبد ,

ومن دون هذا الشرح من ارباب السياسة العراقية  سيكون الأمر بالغد اقسى مما جرى في حادثة الشهيد ابو تقوى المدبرة بليل , وستأتي اليهم نيران عمليات اخرى تستهدفهم انفسهم .