21 سبتمبر، 2024 2:56 م
Search
Close this search box.

“رسالتنا” الإيرانية ترصد .. قصف “تاريخ غزة” !

“رسالتنا” الإيرانية ترصد .. قصف “تاريخ غزة” !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

“غزة”؛ ليست أول منطقة بالعالم تفقد ميراثها التاريخي بسبب الحرب، ولن تكون الأخيرة بالتأكيد، لكن ثمة اختلاف وهو توقف عمليات التنقيب عن الآثار التاريخية في جزءٍ كبير من “قطاع غزة”؛ خلال العقود الأخيرة، نتيجة الاضطرابات السياسية. بحسّب تقرير “مريم سروش”؛ المنشور بصحيفة (رسالتنا) الإيرانية.

وخلال مطلع الأسبوع الجاري؛ كشفت إحدى الصحف الأميركية؛ عن تدمير: (70%) من المنشآت في “غزة”، بسبب القصف الصهيوني الشامل.

ووفق المسؤولين المحلييّن؛ فقد تعرضت الكنائس والمساجد والأقبية الأثرية للتدمير؛ ولم تسّلم من المواجهات بين (حماس) و”الكيان الصهيوني”.

وكشفت البحوث عن تدمير الاحتلال أكثر من: (200)؛ من أصل: (325) موقع أثري في “غزة”، مثل كنيسة (بيزانسي) في “جباليا”، وكنيسة (سنت بورفيريوس) الأرثوذكسية اليونانية، والمسجد العمري وغيرها، ولم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما طال التدمير المتاحف والمكاتب والوثائق والآثار القيمة الأخرى.

والتدمير الذي قضى ليس فقط على تاريخ “غزة” غير المكتشف، وإنما سيؤثر تدمير جوانب هامة من تاريخ وثقافة هذه المنطقة على الأجيال المستقبلية.

حتى انتهاء هذا الكتاب ربما يضيع تاريخ “غزة”..

في جزء من المقالة المنشورة على موقع (Qantara)؛ بعنوان: “ميراث غزة التاريخي في خطر؛ إما النسيان أو التخريب”، جاء: “تحظى الحرب بين الاحتلال و(حماس) في قطاع غزة، وآلام المواطنين في هذه المنطقة باهتمام العالم، لكن القليل يعلمون أن هذه البقعة الصغيرة من الأرض تنطوي على الكثير من المواقع التاريخية، فلقد كان قطاع غزة منذ القدم مركزًا هامًا للثقافة البشرية، لكن الحرب والاضطراب السياسي تسبب في وقف أو قلة البحوث والدراسات عن ميراث هذه المنطقة”.

واستشهد صاحب المقال بكتاب “وولفجانغ زيلزر”؛ عالم الآثار الألماني، وفيه يتساءل عما إذا كان في “غزة” أي مواقع تاريخية متبقية بحلول الوقت المقرر لنشر الكتاب في صيف عام 2024م.

وأضاف المقال: “تُثبّت الشواهد التاريخية أن غزة واحدة من أصل خمس مناطق تُشّكل فلسطين، ويعود تاريخ سكنى البشر منطقة تل الأجوال إلى العصر البرونزي. كذلك كانت غزة قبل التقويم المسيحي من أهم موانيء شرق البحر الأبيض المتوسط”.

ماهية الآثار المدمرة..

تواجه عملية المحافظة على الميراث التاريخي في “غزة” تحديات هامة بسبب الصراع المستمر منذ سنوات؛ حيث تعرضت الكثير من المناطق والآثار التاريخية للتدمير.

وقبل الحرب الأخيرة على “غزة” تعرضت عدة معالم أثرية للتخريب الكلي أو الجزئي، من مثل “مسجد غزة الكبير”؛ والذي يعود إلى القرن السابع؛ حيث تعرض للتخريب والترميم مرارًا.

مع هذا؛ فقد ازدادت وتيرة التخريب نتيجة الصراعات المختلفة. وقد تعرض ميناء (Anthedon)، والذي يعود تاريخه إلى العصور الرومية والهلنستية للتخريب الكامل بسبب الأنشطة العسكرية والتوسّع في بناء المسّتوطنات.

كذلك كنيسة (سنت پورفیریوس) من بقايا عصر بيزانس؛ وقيل إنها تعتبر أحد أقدم كنائس المنطقة. وقد تعرضت هذه الكنيسة على مدار السنوات الماضية للتخريب والنهب، وقد تضررت بشدة بسبب الحرب الأخيرة.

وتُعتبر آثار العصر المملوكي من أهم آثار في “غزة” التي تعرضت للتخريب بسبب الصراع العسكري بخلاف الكثير من المواقع الأثرية الأخرى في “غزة”.

الآمال بخصوص إحياء هذه الآثار..

رُغم وجود كل الآثار التاريخية في “غزة” لم تنتعش السياحة بسبب الاضطرابات السياسية المستمرة؛ وكذلك القيود على الانتقالات داخل وخارج القطاع حتى قبل الحرب بين (حماس) و”إسرائيل”.

عزوف السائحين عن زيارة القطاع تسبب في ضعف العوائد السياسية بشكلٍ ملحوظ مقارنة بسّائر الوجهات السياحية في المنطقة. والآن وبعد خسارة جزء كبير جدًا من هذا الميراث التاريخي، سيكون من الصعب توقع تحسّن السياحة في هذه المنطقة، لكن الأمر ليس مستحيلًا.

وكانت “وزارة السياحة والآثار” الفلسطينية قد أعلنت عجزها عن تقييّم الوضع بشكلٍ كامل بسبب أجواء الحرب.

يقول “جهاد ياسين”؛ مدير المتاحف والحفريات بالوزارة: “لا يمكننا أن نطلب إلى موظفينا في غزة تفقد المواقع الأثرية خلال هذه الفترة”. لكن التجارب السابقة المشابهة تكشف عن ترميم بعض الآثار التاريخية التي تضررت بسبب الحرب، رُغم أن العملية كانت معقدة وتنطوي على الكثير من التحديات؛ حيث تتطلب عملية الترميم توفير المصادر المتخصصة والتعاون الدولي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة