الأنفاس والمراجعات الدقيقة من قبل الكتل السياسية الفائزة وغير الفائزة ,أخذت بالظهور وبشدة هذه الفترة, لتعيد رسم خارطة الطريق المعدة للوصول الى الناخب من جديد ,وستكون نتائج مجالس المحافظات مجس حقيقي بين ما يعيشه المواطن من إحباط حقيقي ,من سوء الخدمات وتردي الوضع الامني وانتشار البطالة ,وبين قدرته على الفرز واتخاذ القرار في الوقت المناسب والقدرة على التغيير.
ويمكن القول ان القاسم المشترك عند الكثير من المواطنين, في المرحلة الحالية هو الشعور بالإحباط والمرارة من اداء الكثير مجالس المحافظات الحالية, وعلى مدار السنوات الاربع الماضية, لان المواطن انتظر كثيرا, لكنه لم يلمس تحسن في اي جانب من جوانب الحياة اليومية رغم اهدار عشرات المليارات من الدولارات ,هذا الاداء السلبي ترك اثر عكسيا لدى المواطن في اندفاعه ورغبته للتخلص من رواسب السنوات الماضية ,والمفروض ان هذا الاداء السلبي يحتم على الجميع المشاركة في الانتخابات واختيار القائمة الجيدة والأشخاص الاكفاء, في تلك القائمة واحداث التغيير الذي من شانه ان يحقق العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي, وذلك لان عدم المشاركة لن يغير من الامر شيئا, بل سيؤدي الى ما هو اسوء مما عليه الان.
ان الناخب امام مسؤولية كبيرة لتقرير مصيره واثبات قدرته على التغيير ,والتخلص من حالة الإحباط التي يعانيها ,بمشاركته الفاعلة في الانتخابات واختيار من يستحق الاختيار, ومن يقوم بتوفير الخدمات الحقيقية له.
ومعلوم ان القدرة على التغيير لدى اي شعب او مكون تأشر مدى وعي الناخب، واهتمامه بأولوياته وحقوقه قبل التفكير بالعشيرة والرمز والتسميات الفارغة.
ولا ننسى الإحباط من اداء الحكومة ومن عدم قدرة الناخب، على الفرز واختيار الأصلح وتمسكه بخيارات بائسة بسبب ارتباطات قبلية وسياسية وفكرية وإعلامية غير حقيقية.
امام الناخب اليوم فرصة حقيقية للتغير طالما انه شخص الخلل، وهذا التغيير هو العلة الكامنة والقوة المحركة في فلسفة الانتخابات وهو خيارا متاح لا يمكن توفره في الانظمة الشمولية والديكتاتورية الا ان تكرار سوء الاختيار يحول الاحباط الى ياس وانكسار ويؤدي الى التفرد والدخول في متاهات العودة الى حكم الغاب والفوقية.
ان تجربة اعادة اختيار الفاشل امر غير معقول ولا ينسب الى منطق العقل لذا فان الخيار الافضل المتاح امام الناخب هو التخلص من الفاشلين الذين لم يقدموا شيئا بسبب عدم ادراكهم لطبيعة المرحلة وعدم وجود برنامج حقيقي لديهم ولا يمتلكون فكرا اداريا، واختيار من هو أفضل منهم ومن لديه برنامج انتخابي حقيقي، ومن هو قادر على التخلص من رواسب المرحلة من سوء ادارة وتخلف.
التغيير وحسن الاختيار، هو ما نأمله من الناخب العراقي غدا، وهذا ما ستفرزه صناديق الاقتراع.