25 نوفمبر، 2024 1:54 م
Search
Close this search box.

عمار الحكيم ومقتدى الصدر يختارون حليفهم لتشكيل الحكومة القادمة

عمار الحكيم ومقتدى الصدر يختارون حليفهم لتشكيل الحكومة القادمة

الاتفاق الذي كشف عنه النائب طلال الزوبعي عن كتلة متّحدون بتشكيل تحالف بين كتلته وكتلتي المواطن والأحرار بتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان بعد الانتخابات النيابية القادمة وقطع الطريق على تحالف دولة القانون برئاسة نوري المالكي من تشكيل الحكومة القادمة , كان متوقعا جدا , وقد سبق لكتلتي المواطن والأحرار أن تحالفتا مع كتلة متّحدون في تشكيل الحكومة المحلية في بغداد , بالرغم من وجودهم الرسمي في التحالف الوطني , ومن المؤكد أنّ أطرافا سياسية أخرى ستدخل في هذا التحالف السياسي الجديد , ومن المؤكد أيضا أنّ هذا التحالف سيحضى بمباركة ودعم التحالف الكردستاني , أي بمعنى أنّ شعار يا أعداء نوري المالكي اتّحدوا قد وجد طريقه للتنفيذ على يد عمار الحكيم ومقتدى الصدر , وهذا أيضا كان متوقعا .
فالإعلان المبكر عن تشكيل هذا التحالف الجديد يهدف إلى تحشيد كل أعداء المالكي في جبهة سياسية عريضة , وعلى ما يبدو إنّ تحالف رئيس الوزراء والقوى السياسية المتحالفة معه قد أصبح وجها لوجه أمام كل أعدائه ومنوائيه , فالأخوة الأعداء قد اختاروا المواجهة , وكل واحد منهم سيستخدم كافة أدواته في التأثير على قناعات الناس وخياراتهم , ابتداءا من التغّني بالإرث العائلي وانتهاءا بالادعاء بتأييد ورضى المرجعيات الدينية , فعمار الحكيم لن يرى بأسا في أن يقول للناس نحن آل الحكيم الذين قدّمنا قافلة من الشهداء في مقارعة النظام الديكتاوري , ومثله مقدى الصدر الذي هو الأخر لم ينفك يوما من ترديد عبارته نحن آل الصدر حتى في بياناته السياسية , فالتّغني بالإرث العائلي هو رأسملهم السياسي الوحيد , فالرجلين حديثي عهد بالسياسة ودهاليزها .
ويبقى السؤال المهم والأكبر هو كم سيدفع العراقيون عامة والشيعة خاصة من ثمن مقابل تنفيذ رغبة عمار ومقتدى في إزاحة نوري المالكي ؟ وهل يعقل أنّ مسعود البارزاني وأسامة النجيفي يقدمان هذا الدعم خدمة لآل الحكيم وآل الصدر ؟ أم أنّ ثمن هذا التحالف سيكون باهضا جدا ومؤلما ؟ , فبدون أدنى شك أنّ مسعود البارزاني يريد من هذا التحالف السياسي الجديد تنفيذ كل مطاليبه التي رفضها نوري المالكي طوال هذه السنوات , وأولها قانون النفط على المقاسات الكردية , وكذلك أسامة النجيفي الذي يطمح لإعادة كل أعوان النظام السابق إلى أجهزة الدولة الحساسة والسيطرة على الجهاز الأمني , وعودة البعث للواجهة من جديد لحكم العراق , من خلال هذه النافذة التي وفرّها له عمار ومقتدى على طبق من ذهب .
فالعراقيون ليسوا بهذه السذاجة ليقتنعوا أنّ مسعود وأسامة يريدون الخير للعراقيين عامة وللشيعة خاصة , فمثل هذا التحالف إذا ما استطاع فعلا أن يشّكل الكتلة الأكبر في البرلمان القادم وعهدت إليه تشكيل الحكومة القادمة , فسيكون ذلك نصرا مؤزرا لسياسات مسعود البارزاني الإنفصالية وخطوة جادة على تحقيق الحلم الكردي في إنشاء وطن قومي للأكراد في شمال العراق , كما وسيكون نصرا مؤزرا لابنة الطاغية صدّام التي وعدت بالانتقام من نوري المالكي الذي وقّع على إعدام أبيها بعد رفض جلال الطالباني التوقيع على إعدامه , فليهنأ كل أعوان البعث وموآزريه بهذا التحالف الجديد , وهنيئا لعمار ومقتدى هذا السعي .

أحدث المقالات

أحدث المقالات