لسنا نعلم هل الزمان لوحده يضحك على العراقيين ام ان العراقيين هم من قدّموا له نُكته مضحكة فأضحكوه عليهم ؟. من أهم فتاواه السياسية هى ما قاله نجله باقر الحكيم فى حواره (مقارعة وإسقاط القاسمية والشيوعية)، وهو يشير إلى فتوى والده محسن الحكيم بتاريخ 20/02/1961 القائلة (لا يجوز الإنتماء إلى الحزب الشيوعى فإن ذلك كفر وإلحاد) لكن النُكتة الآن أن ائتلاف كتلة المواطن الحكيميّة تدخل الانتخابات مع (الحزب الشيوعي) !! اذا النتيجة طبقا للفتوى القديمة القائلة ( .. الشيوعية كفر وألحاد) = كتلة المواطن كفر وألحاد . قد يقول قائل مبررا بأن هناك فرق بين الانتماء للحزب الشيوعي وبين أئتلاف الكتل والاحزاب الاسلامية معه في الانتخابات .. فالفتوى تخص الانتماء للشيوعية ومَن ينتمي للحزب الشيوعي يعتبر كافرا طبقا لتلك الفتوى وليس لهذا علاقة بالانتماء . رغم ان هناك مغالطة واضحة في الأمر وأن السياسة والمصالح والمنافع الشخصيّة والجهويّة هي من تتحكم في الامور سواء بهذا الزمان او في غيره ، وما هذه الفتاوى والفتاوى اللاحقة التي ننتظرها دائما قُبيل الانتخابات إلا طرف من الاطراف الخاضعة للسياسة والمصالح . الحقيقة نحن لسنا ضد فكرة ائتلاف الاحزاب الاسلامية مع الشيوعية خاصّة اذا كانت الدوافع والاهداف الاساسية الحقيقية من وراء هذا الائتلافات قائمة على الوطنية وتصب في مصلحة الوطن . لكننا نعلم كما يعلم غيرنا هي فقط قائمة من اجل المصلحة والمنفعة بجمع الاصوات بصورة اكثر لاغير حتى لو تحالفوا وأئتلفوا مع الشيطان نفسه ونعرف ايضا ان ليس للوطنية أية مكان في قاموس المواطن او غيرها من الاحزاب والكتل الاسلامية كما ثبت . ولكن لماذا تأتلف مع الشيطان وهم اي الاحزاب الاسلامية وقد اثبتوا انهم صورة من صور الشيطان . لكننا أردنا تذكير هؤلاء بأن الدنيا قامت ولم تقعد في فترة انتخابات مجالس المحافظات الفائتة عندما أئتلفت بعض الكيانات الاسلامية مع الحزب الشيوعي فحاربهم هؤلاء بأشد انواع التهجّم والتسقيط الديني والاجتماعي والسياسي امام الشارع في الساحة العراقية فما عدا مما بدا ؟ .
بنفس السياق قبل ايام افتى السيد كاظم الحائري بفتوى جديدة مشابهة لفتوة محسن الحكيم القديمة بأن على العراقيين عدم التصويت لصالح (العلمانيين) وكان نص الفتوى هو (يحرم التصويت في أي مرفق من مرافق الحكم العراقي إلى جانب إنسان علماني) ولنسأل جناب السيد الحائري الآن ماهو قوله ورأيه بهذا الائتلاف أئتلاف الحكيمية الاسلاميين مع الشيوعية الكفرة حسب فتوة محسن الحكيم .. وانت تحرّم على العراقيين التصويت للعلمانيين رغم أنهم يُعتبرون عراقيين ويُشكلون مكوّنا من مكوّناته ، وقد يُثبِت الشيوعيون والعلمانيون نجاحهم لو أخذوا فرصتهم في الحكم أنهم افضل من الاسلاميون الذي فشلوا فيه اكثر من مرّة ؟. مع ذلك نحن نعرف ماهيّة النوايا والاهداف الحقيقية من وراء هذه الفتوى وماهي ابعادها …