19 ديسمبر، 2024 12:26 ص

خوارج الفكر والسلوك متخبطون في كتابة التاريخ العربي الإسلامي!!!

خوارج الفكر والسلوك متخبطون في كتابة التاريخ العربي الإسلامي!!!

عتمد كتابة أغلب تأريخ المسلمين والعديد من شخصياته الإسلامية وللأسف الشديدعلى مدى الميولات والمذهبية والقومية والعصبية خوصاً في عصر الدولتين الأموية والعباسية فكان التمجيد مرتبط بماقدمته تلك الشخصية من ولاء لأسيادها وحكوماتها وسلاطينها ,لذلك تجد بأن أتباع ابن تيمية يمجدون الناصر صلاح الدين الأيوبي لأنهم يعتقدون أنه قد قضى على الشيعة وقضى على دولتهم الفاطمية في مصر كون أن صلاح الدين كان من الشيعة الرافضة ,الفاطميين ,الاسماعيليين , كما بينه المرجع الصرخي الحسني بحسب ما ذكره ابن الاثير .وكما بينه في محاضرته العقائدية الثانية والعشرين من بحث (وقفات مع ….توحيد التيمي الجسمي الأسطوري ) حيث قال: قال(ابن الأثير): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسِتِّينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(567هـ)]: [ذِكْرُ إِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ وَانْقِرَاضِ الدَّوْلَةِ الْعَلَوِيَّةِ
أـ قال: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي ثَانِي جُمُعَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ، قُطِعَتْ خُطْبَةُ الْعَاضِدِ لِدِينِ اللَّهِ أَبِي مُحَمَّدٍ الْإِمَامِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ ….
وَكَانَ سَبَبُ الْخُطْبَةِ الْعَبَّاسِيَّةِ بِمِصْرَ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ يُوسُفَ بْنَ أَيُّوبَ لَمَّا ثَبَتَ قَدَمُهُ بِمِصْرَ وَزَالَ الْمُخَالِفُونَ لَهُ، وَضَعُفَ أَمْرُ الْخَلِيفَةِ بِهَا الْعَاضِدِ، وَصَارَ قَصْرُهُ يَحْكُمُ فِيهِ صَلَاحُ الدِّينِ وَنَائِبُهُ قَرَاقُوشُ، وَهُوَ خَصِيٌّ،((حَكمَ صلاحُ الدين ونائبُه البلد بأمر الخليفة الفاطمي، والسبب هو حتّى يتخلّص من الصليبيين ومن إحتلالهم لبلاد المسلمين فاختار الخليفة الفاطمي الزنكي والزنكي أرسل الأيوبي، إذن سيطرة صلاح الدين ليست بشطارة وقتال وشجاعة وإنّما بعناوين أخرى )) كَانَ مِنْ أَعْيَانِ الْأُمَرَاءِ الْأَسْدِيَةِ، كُلُّهُمْ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودُ بْنُ زَنْكِي يَأْمُرُهُ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ الْعَاضِدِيَّةِ وَإِقَامَةِ الْخُطْبَةِ الْمُسْتَضِيئِيَّةِ،
وعلق السيد الصرخي ملفتا ً الى ان افعال صلاح الدين توجب تكفيره عند الدواعش بحسب فتاواهم القاتلة : (( أي خطبة تابعة للخليفة العباسي المستضيء. التفتوا جيدًا: هنا سيتبين لكم وستحصل لكم المفاجأة ظاهرًا بأنّ صلاح الدين أيضًا كان من الشيعة، الرافضة، الفاطميين، الإسماعيليين، وكما تبيّن لنا سابقًا هو ممَن يزورون القبور، أي يزورون قبر الشافعي، وأيضًا قرّب الصوفيّة إذن كلّ هذه العناوين عند الدواعش هي تكفّر صلاح الدين!!!)) فَامْتَنَعَ صَلَاحُ الدِّينِ، وَاعْتَذَرَ بِالْخَوْفِ مِنْ قِيَامِ أَهْلِ الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ عَلَيْهِ لِمَيْلِهِمْ إِلَى الْعَلَوِيِّينَ}}

ب ـ ثم قال: {{وَكَانَ صَلَاحُ الدِّينِ يَكْرَهُ قَطْعَ الْخُطْبَةِ لَهُمْ، وَيُرِيدُ بَقَاءَهُمْ ((لاحظ: يريد بقاءهم إذن هو شيعي أو ليس بشيعي، فاطمي أو ليس بفاطمي، إسماعيلي أو ليس بإسماعيلي، رافضي أو ليس برافضي، جهمي أو ليس بجهمي، هذا كحُكمٍ أولي )) خَوْفًا مِنْ نُورِ الدِّينِ، (( هذه هي السياسة، كما يحصل الآن تجد السنّي يتحالف مع اليهودي أو المسيحي، مع الدولة الغربية أوالشرقية، مع الدولة الشيعيّة أو الصفويّة أو المجوسيّة أو الفارسيّة أو التركية أو الزنكية أو الأيوبية أو الفاطمية أو الإسماعيلية أو غيرها من عناوين، ضدّ السنّة أو ضدّ أبناء دينه أو مذهبه، وفي المقابل أيضًا تجد الشيعي يتحالف مع التوجهات الأخرى المختلفة دينًا وطائفة ومذهبًا مع توجهه، ضدّ أبناء مذهبه وطائفته ودينه، وهكذا تجد هذه هنا وهنا وهي عبارة عن مصالح وسياسة)) فَإِنَّهُ كَانَ يَخَافُهُ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ …

وعلق المحقق الصرخي مشيراً الى ان ارتباط صلاح الدين بنور الدين كان ارتباط شكلي , حيث قال السيد الصرخي : (( إذن ارتباط صلاح الدين بنور الدين هو ارتباط شكلي، كما قلنا لم يأخذ صلاح الدين الدولة الفاطميّة ويسيطر عليها إلّا برضا وقبول وإمضاء ودعوة الخليفة الفاطمي، وخلاف هذا أتى بأساليب أخرى وكلّ إنسان له شأن في تسمية الأسلوب الذي انتهجه صلاح الدين، ويعطيه عنوان في كيفية أخذ صلاح الدين الحكم من الفاطميين، الآن لنرجع خطوة إلى الخلف، فماذا فعل صلاح الدين مع نور الدين وهو ولي نعمته ونعمة الأيوبيين؟ هو مرتبط بنور الدين وتحت ولايته ووصايته ولكن لا يرضى أن يدخل نور الدين إلى مصر خوفًا من عزله!!! ))

يَأْخُذُهَا مِنْهُ، فَكَانَ يُرِيدُ [أَنْ] يَكُونَ الْعَاضِدُ مَعَهُ(العاضد الخليفة الفاطمي)، حَتَّى إِذَا قَصَدَهُ نُورُ الدِّينِ امْتَنَعَ بِهِ(بالعاضد) وَبِأَهْلِ مِصْرَ عَلَيْهِ،(( يستعين بالشيعي بالقبوري والقبوريّة ضدّ أهل السنة )) فَلَمَّا اعْتَذَرَ إِلَى نُورِ الدِّينِ بِذَلِكَ لَمْ يَقْبَلْ عُذْرَهُ، وَأَلَحَّ عَلَيْهِ بِقَطْعِ خُطْبَتِهِ، وَأَلْزَمَهُ إِلْزَامًا لَا فُسْحَةَ لَهُ فِي مُخَالَفَتِهِ،..وَكَانَ قَدْ دَخَلَ إِلَى مِصْرَ إِنْسَانٌ أَعْجَمِيٌّ يُعْرَفُ بِالْأَمِيرِ الْعَالِمِ .

فَلَمَّا رَأَى مَا هُمْ فِيهِ مِنَ الْإِحْجَامِ، وَأَنَّ أَحَدًا لَا يَتَجَاسَرُ [أَنْ] يَخْطُبَ لِلْعَبَّاسِيِّينَ قَالَ: أَنَا أَبْتَدِئُ بِالْخُطْبَةِ لَهُمْ، فَلَمَّا كَانَ أَوَّلَ جُمُعَةٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ صَعِدَ الْمِنْبَرَ قَبْلَ الْخَطِيبِ، وَدَعَا لِلْمُسْتَضِيءِ بِأَمْرِ اللَّهِ، فَلَمْ يُنْكِرْ أَحَدٌ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ الْجُمُعَةُ الثَّانِيَةُ أَمَرَ صَلَاحُ الدِّينِ الْخُطَبَاءَ بِمِصْرَ وَالْقَاهِرَةِ أَنْ يَقْطَعُوا خُطْبَةَ الْعَاضِدِ وَيَخْطُبُوا لِلْمُسْتَضِيءِ، فَفَعَلُوا ذَلِكَ فَلَمْ يَنْتَطِحْ فِيهَا عَنْزَانِ، وَكُتِبَ بِذَلِكَ إِلَى سَائِرِ بِلَادِ مِصْرَ، فَفَعَلَ}}
وألفت المحقق الصرخي الانظار ان المجتمع المصري في فترة صلاح الدين وكما يشير ابن الاثير لم يكن مجتمعا ً شيعيا ً من خلال القرائن التاريخية !! ((التفت: هذا المقطع من الكلام يُثبت أنّ المجتمع المصري لم يكن شيعيًّا، خطباء يخطبون وتغيّر اسم الخليفة من الخليفة الفاطمي الشيعي إلى خليفة عباسي سني ولا يوجد أيّ ردّ فعل، إذن أين التشيّع في مصر، فكلّ القرائن تُشير إلى ما ذكرته لكم بأن غالبية مصر لم تكن شيعيّة))
وأضاف السيد الصرخي : [هذا يكشف أنّ اعتذار صلاح الدين لم يكن حقيقيًّا ولم يصدّقه أحد حتّى أنّ الأعجمي الإنسان (المجهول الحال حسب ظاهر الكلام) بادر وبدون أيّ تردد فخطب للعباسيين في مركز وقلب الحكم الفاطمي دون أيّ رد فعل من أي أحد، ولذلك أيضًا لم يصدّق نور الدين عذرَ صلاح الدين، فيا ترى هل كان صلاح الدين شيعيًّا فاطميًّا، أو أنّه وكما ذكر ابن الأثير، أراد الإبقاء على الخليفة الفاطمي للاستعانة به ضدّ نور الدين فيما لو فكر في تغيير صلاح الدين بالقوّة أو غيرها؟! ]

جـ ـ (يكمل ابن الأثير كلامه): {{وَكَانَ الْعَاضِدُ قَدِ اشْتَدَّ مَرَضُهُ فَلَمْ يُعْلِمْهُ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ وَأَصْحَابِهِ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ، وَقَالُوا: إِنْ عُوفِيَ فَهُوَ يَعْلَمُ، وَإِنْ تُوُفِّيَ فَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْجَعَهُ بِمِثْلِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ قَبْلَ مَوْتِهِ، فَتُوُفِّيَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَعْلَمْ بِقَطْعِ الْخُطْبَةِ، وَلَمَّا اشْتَدَّ مَرَضُ الْعَاضِدِ أَرْسَلَ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ يَسْتَدْعِيهِ، فَظَنَّ ذَلِكَ خَدِيعَةً، فَلَمْ يَمْضِ إِلَيْهِ، فَلَمَّا تُوُفِّيَ عَلِمَ صِدْقَهُ، فَنَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ عَنْهُ، وَكَانَ يَصِفُهُ كَثِيرًا بِالْكَرَمِ، وَلِينِ الْجَانِبِ، وَغَلَبَةِ الْخَيْرِ عَلَى طَبْعِهِ، وَانْقِيَادِهِ}}

وقد علق السيد الصرخي على هذا النص قائلا :
[[ 1ـ كيف ظنّ صلاح الدين إرسال العاضد الفاطمي له خديعة، أفليس مؤتَمَن قصر العاضد والآمر الناهي فيه هو الخَصيّ قَراقُوش صاحب صلاح الدين وتابعه وعينه ويده التي يسيطر بها على كلّ شاردة وواردة إلى العاضد وقصر العاضد، فكيف خَفِي عليه مرضُ أو خفي عليه اشتداد مرض العاضد؟!
2ـ ولا أعلم ماذا يقصد الراوي غير ما هو ظاهر الكلام، وكما ذكرنا، من أنّ صلاح الدين عَلِم بصدق العاضد لمّا توفّى، فمجرد الوفاة لا تكشف عدم وجود خديعة إلّا اذا كان تَوَقُّعُ الخديعة مترتّبًا على عدم المرض(أو عدم اشتداد المرض)، فلمّا مات تبيّن له أنّه كان مريضًا(أو اشتدَّ عليه المرض) وأنّه أرسل عليه لأنّه مريض واشتد به المرض وأراد أن يحَدّثه ويوصيه باعتبارِه وزيرَه، لكن صلاح الدين لم يصدّق مرضه في وقتها وتوقع أنّها خديعة فلم يذهب إليه، ولمّا مات تبيّن صدقُ مرضه وتبيّن له أن لا خديعة في الأمر فَنَدِمَ عَلَى تَخَلُّفِهِ عَنْهُ!!
3ـ أمّا وصف صلاح الدين للخليفة الفاطمي الإسماعيلي بأنّه كثير الكرم وليّن الجانب ويغلب الخير على طبعه وانقياده، فسنرى كيف قابل صلاح الدين هذا الكرم والخير الفاطمي، وأيضًا سنعرف كيف ترجَمَ صلاحُ الدين نَدَمَه على تخلّفه عن العاضد وعدم الاستجابة لدعوته ظانّا به الخديعة!!

المحاضرة ( 22) من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري)