خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

حصل موقع (إيران واير) على عدد من الملفات المصورة، تنطوي على مناورة لـ (الحرس الثوري) بالتنسّيق مع قوة إنفاذ القانون في “الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، للتدريب على قمع المظاهرات والاحتجاجات المحتملة.

تعود هذه الملفات إلى العام 2016م، أي قبل عام من بداية الاحتجاجات المتوالية في “إيران” وأسّفرت عن مقتل مئات المتظاهرين؛ بداية من العام (2017 – 2022م). ويمكن من خلال هذه الملفات التعرف على هوية المسؤولين المشاركين في المناورات، واستراتيجيات قمع المتظاهرين، وطريقة القيادات في حشد القوات ضد الاحتجاجات الشعبية.

مناورات استراتيجية..

وكخطوة أولى سنقوم بنشر الفيديو المتاح حاليًا، على أن نقوم بنشر ما يتوفر لدينا من فيديوهات أخرى يمكن أن تكشف عن جزء من حقيقة القمع في “الجمهورية الإيرانية”.

وقد جرت المناورات؛ بحسّب الفيديو، في لواء (آل أحمد) الواقع في منتهى الطريق السريع (الشهيد بابايي) بمدينة “طهران”. وقد ارتدت بعض العناصر سترات برتقالية اللون؛ (كمتظاهرين)، يتعرضون للقمع من جانب مجموعة من أفراد (الحرس الثوري) والأجهزة الأمنية الاستراتيجية.

في الفيديو يتقدم الراجلون ويضربون بالهراوات على دروعهم، ويقومون بعملية (تطهير) للمتظاهرين امتثالًا لأوامر القيادة.

وتهدف هذه المناورات المشتركة بين معسكر (رمضان) و(نصر ثأر الله) إلى استعراض (التنسّيق الميداني للأجهزة التنفيذية في التعامل مع الاحتجاجات).

موقع المناورات والمعسكرات المشاركة..

جرت المناورات في لواء (آل أحمد)؛ بـ (الحرس الثوري)، وهو أحد الألوية الأمنية ويضم فرق مختلفة مثل: (مكافحة الإرهاب) و(مكافحة الشغب) و(تحرير الرهائن) و(حرب المدن والعصابات)، وتقتضي مهمة هذا اللواء رفع السلاح في وجه الإيرانيين.

وسوف نُركز قبل أي شيء آخر على المعسكرات المشاركة في المناورات.

( أ ‌) معسكر “نصر ثأر الله”:

ربما يكون هذا المعسكر معروفًا لأولئك الذين لا يعرفون بداية الثورة؛ حيث لعب هذا المعسكر دورًا رئيسًا في قمع احتجاجات (1999 – 2000م).

وهذا المعسكر هو من الوحدات الأمنية الأساسية في (الحرس الثوري)، وحال الأزمات يتولى هذا المعسكر مسؤولية فرض الأمن في “طهران”، بقرار “المجلس الأعلى للأمن القومي”.

( ب ‌) معسكر “رمضان”:

النواة الأساسية لتشكيل فيلق (القدس)؛ بـ (الحرس الثوري)، تحت إشراف “على خامنئي”؛ مرشد “الجمهورية الإيرانية”.

وكانت “الولايات المتحدة” قد فرضت؛ في نفس عام المناورات، عقوبات على “إيرج مسجدي”؛ السفير الإيراني في “السعودية”. وكان يرأس خلال فترة الحرب “العراقية-الإيرانية”، معسكر (رمضان)، وهو نفس المعسكر الذي شارك في تدريبات قمع المظاهرات مع (ثأر الله)، حيث تعود سوابق هذا المعسكر إلى سنوات ما بعد الثورة وبداية الحرب مع “العراق”.

وقد عرض “محسن رضائي”؛ فكرة إنشاء جيوش بـ (الحرس الثوري) للعمل خارج الحدود في العام 1983م؛ على غرار تأسيس (حزب الله) اللبناني، عقب العمليات الإسرائيلية على هذا البلد، وفي هذا التوقيت تشّكل معسكر (رمضان) بتصديق “مجلس الدفاع الأعلى”.

وقيل إن أنشطة فرق الاغتيالات خارج الدولة جرت بالتنسّيق مع معسكر (رمضان). وبعد صعود “خامنئي” إلى منصب الإرشاد، ضاعف من قدرات (الحرس الثوري)، والتنسّيق بين معسكر (رمضان) والأجهزة الأمنية الأخرى للقيام بعمليات خارج الحدود.

( ت ‌) قوة إنفاذ القانون بـ”الجمهورية الإيرانية”:

من الأجهزة الأخرى التي شاركت في المناورات؛ ويحل مسؤولي هذه القوة على قائمة العقوبات الأوروبية والأميركية منذ سنوات، مثل: “حسين ساجدي نيا”؛ قائد قوة إنفاذ القانون في “طهران” سابقًا، و”حسين رحيمي”؛ قائد قوة إنفاذ القانون في “طهران” والمحليات عقب احتجاجات 2022م.

( ث ‌) في جزء آخر من الفيديو تتوقف الكاميرا عند (السرايا النسّوية أخوات الكوثر)؛ يقفن في إحدى الزوايا ويرفعن الأعلام التي كتب عليها عبارات: (نموذج الزهراء، وقيادة طهران الكبرى الشرطية، ومعسكر رمضان).