إنه عراق برؤس عديدة ،عراق الازمات لا الحلول، عراق نحو المجهول لا المعلوم ، كتل سياسية تتصارع لاتتنافس، السياسي في لعبة المزاج الديمقراطي ينسى أو يتناسى، الهم الوطني ويذوب بريقه امام الهم الحزبي ومشروع بناء الدولة هزيل امام شغف السلطة الذي لاينتهي .
واهم من يظن ان الصراع السياسي الدائر في حلبة الانتخابات بين الكتل السياسية رغبة بالتغيير نحو الافضل كما تقول الكتل السياسية بل أنه بلا شك أو ريب صراع صريح على السلطة اللعينة ومفاتيح الحكومة المقبلة.
الحقيقة المرة والمؤلمة والمحبطة أن غالبية الكتل السياسية لاتفقه أن المعارضة المعقولة انبل واكثر اناقة من تولي السلطة،فهي لاتعني ابدا القطيعة وحفر الحفر لاسقاطها، ولاتعني كذلك تصنيع الازمات بمهارة عالية ولاينبغي لها أن تفكر كثيرا بالحكومة مقابل تضيق حيز التفكير ببناء الدولة وتعزيز المواطنة لامجرد شعارات ترفع على صور الانتخابات .
الكتل السياسية التي تغني بربوع الماضي ولاتفكر بلمحة للمستقبل ضعيفة في فقه السلطة ولم تحصل على درجة لتجتاز هذا الدرس الصعب في بناء الدولة، الجميع يتحدث هذه الايام عن السلطة(الحكومة) في السنوات الاربع المقبلة، ولااحد يتحدث عن الدولة بعنوانها العام في السنوات الاربع المقبلة مفارقة مابعدها مفارقة ونظرة قاصرة ومقصورة لاتتعدى ظل الساق.
قبل اقل من ثلاث سنوات وايام قال رئيس الحكومة نوري المالكي ان رأسه يوجعه من إدارة حكومة مشلولة بعض وزرائها عينوا بالهاتف في يوم تشكيل الحكومة، واليوم نتخوف أن يصيب رئيس الوزراء المقبل بوجع دائم في الرأس في حال رغبت الكتل التي ستفوز باستنساخ الحكومة الحالية مع تغيير بسيط في التحالفات السياسية، مايثير الغرابة والطرافة في آن، أن الكتل السياسية طبقت نظام خذ في يد واضرب بالاخرى خير تطبيق في هذه الدورة وفي حال حصلت على مقاعد برلمانية تناسبها ستتقن تطبيق نظام المحاصصة الذي هلك البلاد والعباد ، ليس هناك اهمية لدي من سيكون رئيس الوزراء المقبل طالما رضى العراقيون بنظام البرلماني الذي ينتج عادة حكومات ضعيفة تسيطر عليها احزاب سياسية نافذة ، لكن ينبغي التأكيد بانه لامجال أن يُلقن العراق درسا مأساوياً جديداً ويكرر سيناريو حكومة المناصب والمغانم الحالية، وأن لايعاني رئيس الوزراء المقبل(بغض النظر عن اسمه) من اوجاع ٍ في ألراس بسبب وزراء حكومته الذين ينعمون بوسادادت ريشية ليناموا امنين في المنطقة الدولية (الخضراء) تطرزه الاحلام الوردية بينما ينهش الارهاب الاحمق اجساد العراقيين ويحرقهم الفقر والعوز!