تتعرض وزارة التربية ووزيرها الى النقد والتقييم سواء كان ذلك بقصد او من غير قصد خاصة فيما يخص بناء المدارس ، ومشكلة المدارس الطينية ، وعلى هؤلاء الكتاب والصحفيين أن يعلموا أن وزارة التربية كغيرها من مؤسسات الدولة الاخرى ، تخضع لروتين قاتل ، فعندما تريد الوزارة مثلاً أن تبني مجموعة من المدارس تصطدم باجراءات ما انزل الله بها من سلطان ، كاستحصال موافقات اصولية من بعض الوزارات الاخرى كالمالية ، وامانة بغداد، والزراعة ، والاسكان بأعتبار ان الارض التي سوف تبنى عليها هذه المدارس تعود ملكيتها الى هذه المؤسسات الحكومية ومن هنا تبدأ المشكلة ، فالجهات التي تكتب عن بطء وزارة التربية في استكمال مشاريعها ليس لديها تصور واضح عما يحدث على الارض ، فهنالك روتين قاتل في الاجراءات وهذه الاجراءات تحتاج الى وقت كي يتم انجازها وكذلك فأن الجانب المالي يلعب دوراً اساسياً ومهماً في تنفيذ هذه المشاريع ، فالوزارة تحتاج الى اموالٍ كثيرة لكي تستطيع أن تنفذ مشاريعها وبرامجها في هذا المجال وأن التخصيصات المالية لا تكفي لسد حاجة هذه المدارس من الاموال المرصودة لميزانية الوزارة السنوية ، اذاً ماذا يعمل الوزير أمام هذه الظروف القاهرة؟ أنني رأيته أكثر من مرة في لقاء متلفز وهو يشرح الآلية التي ينبغي على اساسها بناء المدارس فالرجل كان صادقاً ومتحمساً في عمل اي شيء يخدم المجتمع وخاصة في مجال التربية والقضاء بشكل نهائي على المدارس الطينية التي أكل عليها الدهر وشرب ، فنحن نعيش في القرن الحادي والعشرين الذي تبنى نظريات تربوية جديدة تعتمد على التقنية الحديثة في توصيل المواد العلمية للطلبة في انحاء مختلفة من العالم، عن طريق الحوسبة وانتقاء برامج علمية هدفها الاساس الطلبة.
فالعملية التربوية تحتاج الى وقت وجهد كبيرين ويتطلب الأمر الى تشريع قوانين جديدة للخلاص من هذا الروتين القاتل الذي استشرى في مؤسسات الدولة كافة وتسهيل العمل لبناء مزيداً من البنى التحتية القادرة على خدمة التربية والتعليم.لال الفترة المنصرمة، كي يتاح للمخلصين تدارك الأمور، وأعني التيارين الشقيقين التيار الصدري وشهيد المحراب، وتاريخهما الجهادي الضارب في عمق العراق، ولن يتحقق الاّ بتشابك الأيدي لخلق التوازن.
التحضير أكثر مساويء من نوع الغذاء، وإن لم ينبع من إرادة للصحة والحياة، يسبب الإنتفاخ ولا تنفعه كثرة التوابل ولا علاج في وقت متأخر.