24 سبتمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

“إذاعة زمان” الإيراني يكشف عبر .. تقرير ميداني عن آلام عمال نظافة المترو !

“إذاعة زمان” الإيراني يكشف عبر .. تقرير ميداني عن آلام عمال نظافة المترو !

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

تلك قصة مترو لم يراه المسافرون مطلقًا.. إنها قصة العمال الذين يُعانون سرًا أعباء التنظيف أسفل عدة مترات عن مستوى سطح الأرض وتحت عربات قطارات المترو. يتحملون الظلم يوميًا بسبب الخوف والبطالة وتوفير الطعام.

وقد التقى موقع (إذاعة زمان) الإيراني؛ مع ثلاثة من عمال نظافة المترو في “طهران وشيراز”، وأجرى معهم الحوار التالي:

يرسلونهم إلى المنفى للتنظيف..

ترك القطار محطته الأخيرة. وسّاد الصمت، وخلت المقاعد من المسافرين المتعبّين والمتعجليّن. إنه الليل حيث تخلد القطارات للنوم؛ ويتيقظ عمال النظافة. اعتاد العمال كل شيء، سواءً العمل الليلي أو عدم النوم.

يدخل “أحمد” بعربة بسّيطة منصة القطار، يلقي نظرة حوله ويتأهب للمنفى، وأعني فترة العمل المسائية لعمال نظافة المترو، يقول: “إذا تخطيء يرسلونك إلى هذا المنفى للتنظيف”.

في هذه الليالي لا توجد أخبار عن القطارات والمسافرين المتعجلين، ولكن فقط الصمت وضوء نفق المترو الخافت.

رفع كافة أنواع المهملات..

يتقدم “أحمد” مع عربته البسّيطة داخل النفق، ويجمع بقايا الكلاب أو القطط الذين جاء بهم الحظ السيء على قضبان المترو. يضيف: “ماذا أفعل ؟ يجب أن اتفقد النفق، وأقوم بتنظيفه، وحين أجد شيئًا من الأروح أقوم برفعها عن القضبان”.

تومض المصابيح البيضاء والصفراء. ولا يوقظ أي صوت القطارات من سباتها العميق. ويضيف “أحمد”؛ عامل النظافة في “مترو شيراز” مدة ثلاث سنوات: “بشكلٍ عام عملنا هو القيام بكل ما يخص التنظيف. المحطات وحتى داخل العربات”… ثم تتغير ملامح وجهه فجأة ويستطرد: “ويل للعلكة التي يلقيها الركاب داخل العربات، كارثة بالنسبة لنا، فكل ما يتعلق بالنظافة من اختصاصنا بداية من السقف حتى القضبان. ويجب أن نُحافظ على تركيزنا خوفًا من الصعق بالكهرباء”.

مخاطر جمة..

قالها مبتسمًا، لكن حين بدأ الحديث مجددًا عن المنفى والعمل في الأنفاق تغيّرت ملامحه، وقال: “التنفس في الأسفل صعب إلى حدٍ ما”.

سألته هل ترتدي قناع ؟.. فأجاب: لا. للأسف “أحمد”، لا يعلم نتائج تنفس هواء الأنفاق على صحته، لكنه فقط أنه حين ينهي العمل لا يستطيع الإبقاء على عينيه مفتوحتين بسهولة: “لا أعلم ولكن كثيرًا ما يحدث حين أعود للبيت، أشعر بالدوار والثقل”.

يقول الخبراء: “تنتشر في محطات المترو والأنفاق الغازات المضرة نتيجة المكابح وحركة القطارات. ورغم ادعاء المسؤولين انتفاء شبهة الخطر نتيجة التهوية في محطات المترو، لكن عمليًا يؤكد عمال المترو الذي يتعرضون إلى هذه الغازات مدة ساعات في اليوم، صعوبة عملية التنفس”.

حقوق العمال مهضومة..

والمؤكد أن قصة “أحمد” وزملائه في العمل لا تنتهي عند هذه النقطة، وإنما يُضيفون: “في فصل الشتاء لا نحصل على ملابس مناسبة، والإضاءة في المحطات بفترة العمل المسائية تؤذي العين”.

وأحيانًا يقضي “أحمد” الليل على مقاعد الانتظار داخل المحطات، وأحيانًا في منازل الأصدقاء والأقارب، وأخرى يحصل على إجازة ويذهب لرؤية زوجته وأولاده، يقول: “بالله العمر لا يمضي بالمبلغ القليل جدًا الذي نحصل عليه. كنت أعيش مع زوجتي وطفلي الصغير قبل عامين في إحدى أحياء منطقة سعدي، لكن لم يُعد راتبي يكفي بسبب الغلاء الفاحش. أخذت زوجتي وطفلي وذهبنا للاستئجار في إحدى المناطق العشوائية. وبعد عام اكتشفت حجم الفجوة بين الراتب والنفقات، واضطررت للانتقال مع زوجتي وابني إلى إحدى القرى بأطراف شيراز”.

متابعًا: “وحاليًا يعيشون هناك وأنا أحيانًا أحصل على إجازة وأذهب لزيارتهم، لأنني لو أردت العودة إلى المنزل كل ليلة، فسأستغرق عدة ساعات في الطريق. وأنا لا أستطيع إيجار مكان هنا. لذلك أقضي الليل بأي وسيلة. أحيانًا في المحطات وأخرى عند الأصدقاء أو الأقارب”.

ثم يبدأ “أحمد” في تشّغيل أغنية (قصة حب) عبر السماعات الرأسية ويذهب إلى داخل النفق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة