نحن لا نقرأ الغيب ، ولا نفهم بالتنجيم لكننا قرأنا التاريخ ، وأستنبطنا من بطون الكتب الدروس والعبر ، ولا علم لنا بالمستقبل ، لأنه في بطن الغيب ، أما وقائع الماضي مسجلة عندنا ويمكننا الرجوع إليها للاطلاع على تجارب الشعوب والأمم ، والوقوف على النهايات المضحكة للطغاة والبغاة والجبابرة ، فالنمرود مثلاً طغى طغياناً عظيماً عندما أدعى الربوبية ، وقال لقومه : أنا ربكم الأعلى ، وكانت نهايته في أحقر الأماكن ومات ميتة بشعة ، وهذا الدكتاتور المقبور صدام هو الأخر لاقى نفس المصير
.فالعنجهية والغرور والاستكبار من أبشع أمراض الحكومات المتجبرة ، وهي سبب انهيارها وزوالها وتعفنها في مزابل التاريخ توظيف الدين لخدمة السياسة حرفة قديمة امتهنها الطواغيت وأجادوا العزف على عودها كلما عنَت لهم مشكلة مع شعوبهم أو شعروا بعمق الدين في ضمائر الناس ، ولم يكن رفع المصاحف هو أول شاهد زور على الاستغلال البشع للدين
فها هو حزب الدعوة ومشتقاته اليوم يمثل أنموذجاً للطغيان والغرور ، لم يأخذ العبرة من الذين سبقوه في الغرور بالسلطة ، فهو أستغل اسم المذهب ومظلوميته واسم السيد محمد باقر الصدر ( قدس سره )، للوصول إلى السلطة ، ولم يكتفي أعضاء حزب الدعوة بذلك بل تمادوا كثيراً وخذوا يشبهون أنفسهم بالإمام علي (ع ) ، ففي برنامج (مسؤول صائم ) الذي كان يعرض على قناة البغدادية ظهر علينا النائب في ائتلاف دولة القانون( علي الشلاه ) بكلام لا ينم إلا على طغيانه وغروره مثله كمثل سيده المالكي وحزبه وكتلته ، حيث سألته مقدمة البرنامج ، ما أسماء أولادك ؟ فأجاب ( أنا علي وهؤلاء الحسن والحسين ) مشبهاً نفسه بالامام (ع) .!!!
أقول للشلاه العفلقي ، إن هناك علياً واحداً في الإسلام ولا احد غيره ولا مثله ، فهو قمة لا يرقى إليها احد ، يا…… ، والمعنى بقلب الكاتب ، أما سيده المالكي فكان متواضعاً ، واكتفى بتشبيه نفسه بمختار العصر ، وان كان في دعايته الانتخابية السابقة عمل بوستر مع( خضير الخزاعي) مكتوب عليه شد عضدك بأخيك هارون ، يعني المالكي أصبح موسى
!!!.والخزاعي هارون
ولعل الدكتاتور صدام قد سبقهم بالتشبه والادعاء ، حيث زعم انه من سلالة العترة الطاهرة (ع ) وراح يطلق على نفسه (عبد الله المؤمن)!، كذلك ادعى انه رأى الرسول الكريم
(ص)
(في المنام!، أما صهره حسين كامل الذي قال : (أني حسين وأنت حسين) فماذا حًل به!!!
ولكن أنور السادات سبق هؤلاء فقد لقب نفسه بـ ( أمير المؤمنين ) وبـ ( الزعيم المؤمن ).
هذا المنهج المدروس والحالة النفاقية البغيضة التي يتقنع بها بعض انصاف الرجال لتمرير بعض المهمات او اجتياز بعض المراحل .