19 ديسمبر، 2024 12:17 ص

الأستحمار الديني

الأستحمار الديني

كثيرا ما نسمع عبر التاريخ بأن هناك علماء وأمراء وقادة، وهناك حكمة مفادها” أن العلماء ورثة الانبياء” والعلماء الحق الذين يتميزون بفكرهم وعقائدهم وأيمانهم عن الاخرين. لكن اذا نظرنا في صفحات التاريخ نجد أن قسمآ من هؤلاء لا يفقهون أشياء كثيرة على المستوى الديني لا فقها ولا أصولا ولا تقوى ولا ورعا وأن أعمال هؤلاء المحسوبين على ما يطلق من مصطلح “علماء الدين” قد ابلوا بلاء حسنآ في تغيير مفاهيم الناس أما شركآ أو الحادآ أو تفرقة. وهذه هي المصيبة الكبرى!! لأن عامة الناس أو ببساطتهم  يبحثون دائما عن كلمة طيبة أو كلمة سواء هنا وهناك وخاصة في الاشياء المقدسة التي تتصل برب العزة مباشرة وبما أننا نعيش احداث القرن الواحد والعشرين واليوم العالم بما رحب اصبح قرية صغيرة من خلال التقدم التقني والعلمي المتطور الذي نعيشه اليوم وخاصة في وسائل الاتصال والاعلام فالكل يفسر والكل يسند الاحاديث المروية او المنقولة من السلف الصالح وهذا شيء جميل وحسن، ولكن ثمة شيء غريب لأن قسمآ من بعض المذاهب أو المرجعيات دون ذكر أسمها أو تسميتها يتعصبون لبعض المسائل التي يوجد عليها خلاف فهمي أو فقهي وحتى تاريخي؛ فمثلا أحد كلاب نار جهنم هو عبد الرحمن بن ملجم هذا الرجل كان من الخوارج ويروي التاريخ عنه انه كان من أهل الورع ويطبق الشرائع الاسلامية بشكل يفوق الاخرين ولكن الشيطان أظله واعتبر أن فعلته التي فعلها هي فعلة تخدم الاسلام والمسلمين عندما وجه سيفه المسموم الملعون على الامام علي “عليه السلام” وهو يصلي في المسجد في السابع والعشرين من رمضان فهذا نموذج مما يعتقدون أنفسهم بالعلماء بل فعلهم فعل شيطان.

 واليوم ونحن نرى بأم اعيننا المتحدثين يوميآ عبر وسائل الاعلام وبقنوات شتى تحت تسميات إسلامية متنوعة قسم منها يحمل تسمية الهداية واخرون يكنون هذه الفضائية بأسم مقدس وكذلك الاخرين ولكن عندما يتبصر المتابع بتمعن عقلاني بادراك أنسان ذات أيمان واسع أو متوسط أو حتى بسيط يرى أن الكلام يعاد ونفسه يعاد في كل يوم ونفس القضية تعاد والغرض من هذا كله هو أدخال مفاهيم قديمة بأسلوب جديد لدى المتلقي وخاصة من هم متوسطي التعليم مؤمنين بالفطرة الذين لا يهمهم في هذه الدنيا الا العبادة دون التوسع ولقمة العيش ولكن على الجانب الثاني اولئك المنافقين جنود ابليس الذين يتفننون بالكلمة ويدخلونها ضمن الفلسفات العقلية والانسانية وعلم المنطق وعلم الكلام حتى يحتار ذلك البسيط من الناس بمن يصدق أو من يكذب فالكل يشهد أن “لا اله الا الله محمد رسول الله” والدين واحد ولكن لابد لنا من أن نضع النقاط على الحروف في هذا الجانب أن قسما من هؤلاء الذين زجوا أنفسهم في بودقة الدين ولبسوا وارتدوا اللباس الديني هم لا يفقهون من الدين الا احقادا وتعصبا وهم شياطين بهيأة الانس وهم ينطبق عليهم “الاستحمار الديني” أي هذا الوصف ينطلق عليهم شكلا ومضمونا وتطبيقا لأن حتى أجلكم الله ذلك الحيوان الذي وصفه الله ونعته بأن صوته من أنكر الاصوات على وجه البرية لكنه يقدم في تكوينه بعض ما يساعد الناس لأنه خلق لهذا المجال ولكن الاخرين الذين أستحمروا  يتحدثون في أمور الدين ويفسرون آيات الله حسب هو أهم لكي ينتفعوا حسب ما يريدونه من أنتفاع لهم ولمن وراءهم ولابد للمواطن أن يتبصر هذه الحقيقة لأننا وجدنا على الارض من أجل أن نقدم وأن نطور هذه الارض وأن نحمي الامانة التي وكلت الينا وهي خلافة الرحمن على أرضه ومنا الصالحون الذين وعدهم الله جنان الرحمن والفردوس الاعلى ومنا الكافرون من أتباع المجرمين الذين يشيعون في الارض فسادا فهؤلاء لجهنم حطبا فلابد للمواطن من أن يتبصر هذه الحقيقة ويحاول أن يتجنبها أو يكشف زيفها وأن يبتعد عن هؤلاء المستحمرين دينيا لأن في يوم الحساب امام وجه الكريم لا ينفع اي تبرير ولا أي ملامة لأن الانسان لديه عقل جبار والله يهديه في هذا العقل أن يجعل غير الممكن ممكنا وأن يظل بهذا العقل بعض أو أغلبية من هم من الغافلين والمجرمين تحت تسميات علماء الدين والمثقفين والمتصدرين وعامة الناس واليقظة واجب ديني والتفكر بهذه الامور من أهم الواجبات الانسانية لكي لا يقع الانسان في الشرك ما استطاع اليه سبيلا.
[email protected]