الانتخابات البرلمانية والمحلية جرت طوال 20 عاما , ورفع المشاركون فيها مختلف الشعارات , ونشروا خلالها الاف الدعايات والاعلانات الانتخابية و ( البوسترات ) واللافتات ذات المضامين السياسية و الدينية والعرقية والقومية والاجتماعية والاقتصادية … الخ , واعلن المرشحون فيها عن مئات البرامج الانتخابية والسياسية والخدمية , واطلقوا وعودهم وتعهدوا بالتزاماتهم تجاه الجماهير والقواعد الشعبية .
وجرى ما جرى , وكما قال ابن المعتز : فَظُنَّ خَيراً وَلا تَسأَل عَنِ الخَبَرِ … ؛ فقد كانت الشعارات كاذبة والساسة اكذب , و تخلى المرشحون عن وعودهم الانتخابية ولم يحقِّقوا منها شيئًا وأقصى ما فعلوه مشاريع قشرية وحلول ترقيعية وقرارات متسرعة … ؛ زادت الطين بلة , وكل ما انتجته العملية الانتخابية والتجربة الديمقراطية , ازمات متتالية ونكبات وانتكاسات مستمرة ودوامة من الاضطرابات والنزاعات والمناكفات السياسية والطائفية والقومية … , ولم تحقق للامة العراقية احلامها وتطلعاتها واهدافها المنشودة في العيش الكريم والحياة المستقرة .
والمثير للدهشة حقًّا أن كثيرًا من المرشحين والناخبين أصبحوا يعتقدون أن المشاركة في الانتخابات هي واجب أخلاقي و وطني إذا لم تفعله لا يحق لك أن تعترض أو توضح رأيك المخالف في أي مسألة سياسية أو اقتصادية … ، بل يعتبروك من الاسباب الرئيسية لكل مظاهر الخراب والفساد والدمار ؛ والعجيب ان المرشح يردد هذه الدعوى بعد كل تجربة انتخابية فاشلة وبنفس الحماس والادعاء … ؟!
وكما قال المثل : ( مو كل مرة تسلم الجرة ) هذه اخر فرصة لكم , فاستعجلوا بإنجاز المشاريع وبادروا الى خدمة الوطن والمواطن قبل حلول الندامة ، وجثوم الحسرة , ولا تكرروا الاخطاء , فأجهل الجهال من عثر بالحجر مرتين … , لا تضيّعوا آخر فرصة لكم وللعراق … ؛ بادلوا الإيجابية بأحسن منها , وردوا المشاركة الشعبية في الانتخابات , بأفضل المشاريع والانجازات .
واياكم وارتكاب الاخطاء الفادحة ؛ فان الاوضاع العامة لا تتحمل اية نكسة حتى ولو كانت صغيرة ؛ فقد تصيب العراقيين بخيبة أمل كبيرة غير محسوبة النتائج … , فجميع العراقيين سئموا من تدوير الوجوه والازمات ، وهم غرقى في بحر من المشاكل والهموم ، ولعل هذه الحكومة وهذه الانتخابات هي املهم الاخير في تصحيح الاخطاء وتحقيق النهضة والتنمية , والازدهار الذي طال انتظاره .