23 سبتمبر، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

“بريكس” و”محور المقاومة” .. التقارب في الأهداف !

“بريكس” و”محور المقاومة” .. التقارب في الأهداف !

خاص: ترجمة-  د. محمد بناية:

زادت حرب “غزة” من وتيرة التعاون بين القوى العالمية الجنوبية التي تقاوم ضد الصراعات التي تحظى بدعم غربي. وتستطيع مجموعة (بريكس) بقيادة “روسيا”، و(محور المقاومة) بزعامة “إيران”، تشّكيل منطقة “غرب آسيا” بدون “الولايات المتحدة”. بحسب التقرير التحليلي لـ”ݒݒه اسكوبار”، محلل العلاقات الدولية، الذي أعادت صحيفة (ستاره صبح) الإيرانية نشره نقلًا عن موقع (كريدل).

تداعيات حرب غزة على “بريكس”..

وبعد عودة “فلاديمير بوتين” إلى “موسكو” ولقاء نظيره الإيراني؛ “إبراهيم رئيسي”، الأسبوع الماضي، توقف قليلًا في “الإمارات والسعودية”، والتقى “محمد بن زايد”؛ رئيس الإمارات، و”محمد بن سلمان”؛ ولي عهد السعودية. وكانت الموضوعات الرئيسة للقاءات الثلاث؛ بحسّب تأكيد مصادر دبلوماسية؛ هي “غزة و(أوبك بلس) و”تطوير (بريكس)”.

وهي موضوعات مترابطة. وتتطور المشاركة الاستراتيجية “الروسية-الإيرانية”، و”الروسية-السعودية”؛ (لا سيما في أوبك بلس)، و”الروسية-الإماراتية”؛ (في الاستثمارات)، بوتيرة مذهلة.

ما أدى في الوقت الراهن؛ إلى تغيّيرات شديدة في الاتصالات الدفاعية بعموم “غرب آسيا”. وتتضح بشكلٍ كامل التداعيات طويلة الأمد على “إسرائيل”، بما يتجاوز كارثة “غزة”.

العلاقات “الروسية-الإيرانية”..

لقد قال “بوتين” لـ”رئيسي”؛ شيئًا كان استثنائيًا على مختلف المستويات: “عندما حلقّت فوق مرتفعات إيران، أردت الهبوط في طهران ومقابلتك. لكن أخبروني أنك تريد زيارة موسكو. العلاقات بين بلدينا تتطور بسرعة. آمل أن تبلغ أمنياتي الحارة لمقام المرشد راعي علاقاتنا”.

وقوله: “التحليق فوق مرتفعات إيران”، يُشير بشكلٍ مباشر إلى قطع أربع طائرات (سوخوي)؛ (سو-35)، أكثر من: (4000) كيلومتر رفقة الطائرة الرئاسية من “موسكو” إلى “أبوظبي” دون هبوط أو تزود بالوقود.

وكما ذكر محلل عسكري مذهول، فإن طائرة (إف-35) الأميركية تستطيع على أحسّن الأحوال التحليق مسافة: (2500) كيلومتر دون التزود بالوقود. مع هذا فالعنصر الأهم هو سماح “ابن زايد” و”ابن سلمان” بتحليق طائرة (سوخوي) الروسية في أجوائهم الجوية، وهذا غير تقليدي في الأوساط الدبلوماسية.

وهو ما يقودنا إلى الموضوع الرئيس؛ وهو أن “موسكو” استهدفت تنفيذ أربع مهام بحركة على رقعة الشطرنج الجوي: حيث أثبت “بوتين” تشّكيل منطقة “غرب آسيا” جديدة تلعب فيها السيّادة الأميركية دورًا ثانويًا. والقضاء على أسطورة “العزلة” السياسية الروسية. وإثبات التفوق العسكري. وأخيرًا احتفاظ “موسكو” بكل أوراقها الحيوية الجيوسياسي والجيواقتصادية، بالتوازي مع اقتراب موعد رئاسة “روسيا”؛ منظمة (بريكس).

أجذبهم لكن بهدوء..

من المُقرر أن تفتح الدول الخمس الرئيسة في (بريكس)؛ (بمشاركة استراتيجية من الصين وروسيا)، أبوابها أمام ثلاث قوى كبرى في “غرب آسيا”، هي: “إيران، والسعودية، والإمارات”، بتاريخ 01 كانون ثان/يناير 2024م.

واللعبة “الروسية-الصينية” الطويلة والمعقدة سوف تُفضي إلى تغييّر كامل وتكنيكي في الجيواقتصادية، والجيوسياسية بمنقطة “غرب آسيا”.

وهذا بدوره يقودنا إلى التعامل المعقد بين (بريكس) و(محور المقاومة). وفي البداية ثمة أدلة على وصف إدانة “الجامعة العربية” و”منظمة التعاون الإسلامي” المستمرة للإبادة في “غزة” بالجبن. مع هذا فالتقيّيم الجديد قد يُثبّت أن كل شيء بصّدد التكامل بشكلٍ عضوي عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الصورة الكبرى لمخطط فقيّد (الحرس الثوري) الإيراني؛ الجنرال “قاسم سليماني”، مع التخطيط الدقيق لقائد (حماس) في “غزة”؛ “يحيى السنوار”.

والمقطوع به؛ أن هذا الموضوع كان محط اهتمام وتركيز في مناقشات “موسكو”؛ خلال الأيام الماضية، وقد يقودنا إلى نقطة تنفيذ وتنسّيق (محور المقاومة) عمليات واسعة النطاق: بـ”إشارة واحدة”. وما نراه حاليًا هو هجمات متفرقة: حيث يشرف (حزب الله) على تدمير أبراج الاتصالات الإسرائيلية على الحدود مع “لبنان”، وقوات (المقاومة العراقية) تُهاجم القواعد الأميركية في “سورية والعراق”، وأغلقت (أنصار الله) اليمنية بشكلٍ ملموس “البحر الأحمر” أمام السفن الإسرائيلية.

وكل ذلك لا يُشكل حتى الآن هجوم منسّق وواسع؛ بحيث يؤدي في النهاية إلى الإجهاز على كل الخطط المفصلة للسيّادة على “غرب آسيا”. والأهداف الجيوسياسية الصهيونية واضحة تمامًا وتتلخص في استعادة هالة سلطتها العصامية في “غرب آسيا” والمحافظة على سيّطرتها القوية على السياسات الخارجية الأميركية والتحالف العسكري مع هذا البلد.

وإدراج العرب و”إيران” في (بريكس) يُعيد صياغة قوانين “غرب آسيا” ومن ثم الحاق الضرر بالمشروع الصهيوني.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة